أقامت الجمعية المصرية لأمراض القلب بالاشتراك مع المجموعة المصرية لدهنيات الدم وحيوية الشرايين مؤتمرا صحفيا للجمعية على هامش المؤتمر الطبى والذى يعد حدثا طبيا علميا كبيرا ويحضره ما يقرب من 500 طبيب مصرى وأجنبى من أطباء القلب والسكر من جميع الجامعات والمراكز المصرية والدول العربية والأوروبية. وناقش الخبراء الكثير من الموضوعات الخاصة بكل ما هو حديث عن تشخيص وعلاج أمراض القلب ودهنيات الدم وحيوية الشرايين بالإضافة إلى المحاضرات والندوات العلمية الخاصة بالقسطرة التداخلية للقلب.
وقال شريف الطوبجى أستاذ أمراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب إنه غالبا ما يتم تجاهل قياس الكوليسترول، والتعامل مع ارتفاع الكوليسترول كأمر ثانوى من قبل المرضى الذين لا يعرفون المخاطر المترتبة على ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم على المدى الطويل.
فعدم وجود الوعى الكافى بالمخاطر هو القضية الأساسية التى تهدد الصحة العالمية والإقليمية معاً، وهذا بسبب اهمال إجراء الفحوصات التى تؤدى إلى الاكتشاف المبكر وتلقى العلاج المناسب.
وأضاف أنه يجب أن يزيد الوعى والمعرفة لدى أفراد المجتمع بمخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم والتى تعد من أخطر "أسباب الإصابة بالنوبات القلبية أو الذبحات الصدرية والتى ترتفع نسبة الإصابة بها فى دول الشرق الأوسط، عندما ترتفع نسبة الكوليسترول فى الدم، يؤدى ذلك إلى تراكم المواد الدهنية – وخصوصاً الكوليسترول عالى الكثافة وهو ما يعرف بالكوليسترول "الضار" - على جدران الأوعية الدموية من الداخل مما يتسبب فى تضييقها وإبطاء حركة تدفق الدم أوحتى توقفه تماماً وبالتالى الحيلولة دون وصول الأكسجين إلى القلب والمخ، وإذا توقف تدفق الدم إلى جزء من القلب أو الدماغ، يؤدى ذلك إلى وقوع نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وأوضح أن العلاقة القوية بين ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين الدموية، ونظراً لللعبء الكبير الذى تلقى به أمراض القلب والشرايين على كاهل المريض وأسرته والمجتمع ككل، فإنه من الضرورى أن يتم اعتبار رفع الوعى بمخاطر الكوليسترول كأولوية قصوى فى دول الشرق الأوسط، نظراً لنوعية الحياة فى هذه الدول والتى ينقصها الرياضة والغذاء السليم.
وتعد الأمراض القلبية والسكتات الدماغية هى السبب الرئيسى لوقوع الوفيات حول العالم، حيث يقدر عدد الذين يفقدون حياتهم سنوياً جراء أمراض القلب بـ17.3 مليون شخص، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه بحلول 2030 سيفقد 23.6 مليون شخص حياتهم بسبب أمراض الأوعية الدموية، وخصوصاً الأزمات والنوبات القلبية.
أما فى منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج، فإن مخاطر أمراض القلب تنتشر بشكل ملحوظ بين الشريحة التى تضم السكان متوسطى الأعمار.
كما أن الكثير من الأشخاص لا يكتشفون أنهم يعانون من ارتفاع الكوليسترول فى الدم لأنه عادة لا توجد له أعراض أو شكوى واضحة، وحتى إذا ما تم إجراء كشف على مستوى الكوليسترول، وأثبتت الفحوصات أنه فى المستوى المقبول، فإن مستويات الكوليسترول تميل إلى الارتفاع مع تقدم العمر، وكلما ارتفع الكوليسترول "الضار" فى الدم كلما زادت مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويمكن للأطباء وعبر فحص دم بسيط متابعة مستويات الكولستيرول وتحديد مدى خطورة ذلك على صحة المريض ومدى فرصة تعرضه لمخاطر قلبية.
وقال الدكتور أشرف رضا أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية طب جامعة المنوفية ورئيس المؤتمر إنه مع الأسف إذا لم يكن المريض على دراية بأن ارتفاع مستويات الكوليسترول يمكن أن يسبب له المشاكل الصحية، فإنه لا يسعى إلى الطبيب لإجراء الفحوص الضرورية ذلك، وهذا يؤثر على إمكانية التشخيص وتلقى العلاج مبكراً، ولذلك فهو يعرف المشكلة أساساً فى قلة الوعى.
وأوضح أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات كوليسترول مرتفعة تصل إلى 240 ملغ/دل معرضون أكثر من غيرهم لمخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أن الرجال فوق 45 عاماً والنساء فوق 55 عاماً، والمدخنون، أو الذين يعانون من الوزن الزائد، أو المصابون بارتفاع ضغط الدم، أو السكرى، فهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات والأزمات القلبية، ويتوجب عليهم فحص مستويات الكوليسترول لدى طبيب متخصص كإجراء احتياطى بصفة مستمرة.
وأضاف الدكتور نبيل فرج أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس أنه من الضرورى إجراء فحص الدم لقياس مستويات الكوليسترول بصورة دورية وعدم الاكتفاء بإجراء الفحص لمرة واحدة، فبعد بلوغ سن العشرين، يجب على الجميع إجراء الفحوصات اللازمة على الأقل مرة كل خمسة أعوام، حتى يتمكنوا من متابعة مستويات الكولستيرول ومراقبة أى زيادة قد تطرأ.
وأوضح الدكتور ياسر بغدادى أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة القاهرة أنه إذا ما تم تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع مستويات الكوليسترول فى الدم، فإنه يتوجب عليه السعى إلى خفض مستوياته إلى حدود المقبول، حيث إن الجدوى من هذا الأمر على قدر كبير من الإيجابية بالنسبة لحياة الشخص، فمع انخفاض مستويات الكوليسترول تنخفض أيضاً مخاطر الإصابة بنوبات قلبية. ويمكن تخفيض مستويات الكوليسترول بعدة طرق تتضمن اتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول العلاجات الطبية المخفضة للكوليسترول. وسوف يساعد الطبيب المريض على الوصول إلى الهدف عبر وضع خطة العلاج المناسبة. ومع ذلك، فإن عدم الاستمرار فى اتباع نمط حياة صحى، وعدم الانتظام فى تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول، واتباع الحمية الغذائية الصحيحة، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يؤدى إلى معاودة ارتفاع نسبة الكولستيرول مجدداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة