بعد إعادة انتخاب باراك اوباما رئيسا لولاية ثانية فى الولايات المتحدة، استأنف العمل أمس الخميس، لاختيار تشكيلة إدارته الجديدة.
ومن المتوقع أن يغيب عن التشكيلة وزراء الخارجية هيلارى كلينتون، والدفاع ليون بانيتا، والخزانة تيم جايتنر، سواء خلال القسم الأكبر من الولاية الثانية، أو عنها بالكامل.
من المرجح أيضا أن يجرى أوباما تغييرات على العاملين فى البيت الأبيض، إذ من المتوقع ان يرحل عدد من المساعدين الأكبر سنا، والذين أرهقتهم أربع سنوات شهدت توترا كبيرا، وان يتولون مناصب أخرى ضمن الإدارة.
والتكهنات كثيرة حول من سيحل محل كلينتون، التى جددت التأكيد على رغبتها فى العودة مواطنة عادية بعد سنوات طويلة أمضتها فى الحياة العامة.
كما نفت كلينتون، أى رغبة لها فى الترشح إلى البيت الأبيض، إلا أن الحملة التى قام بها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، لدعم أوباما جددت التكهنات خصوصا وأن كلاهما يحب المناصب القيادية.
وإلى أن تعلن كلينتون قرارها النهائى، فإن المرشحين الآخرين المحتملين لانتخابات 2016، سينتظرون على الأرجح، لأن السيدة الأولى سابقا ستكون الأوفر حظا فى حال قررت خوض السباق الرئاسى.
وتعتبر سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة والمقربة من أوباما منذ سنوات مرشحة ممكنة لتحل محل كلينتون، وذلك على الرغم من الانتقادات التى تعرضت لها على خلفية الاعتداء على القنصلية الأمريكية فى بنيغازى.
والمرشح المحتمل الآخر هو جون كيرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، الذى زادت حظوظه عندما مثل دول المرشح الجمهورى ميت رومنى، خلال تحضير أوباما، لخوض المناظرات الرئاسية.
ورايس، فى حال تعيينها، ستكون ثانى امرأة من أصل أفريقى تتولى المنصب بعد كوندوليزا رايس، التى لا تمت لها بصلة قرابة، ورايس معروفة بنبرتها الحادة وبعدم ترددها فى الإصرار على المواقف الأمريكية.
وأوردت صحيفة "كومرسانت" الروسية، أمس الخميس أن موسكو التى شهدت مواجهات عدة مع رايس، حول سوريا، تفضل أن يتم تعيين كيرى، فى المنصب بسبب الفترة الحساسة التى تمر بها العلاقات بين أوباما وبين نظيره الروسى فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة عن مسئول روسى، قوله "سيكون من الصعب على موسكو العمل مع واشنطن"، إذا تولت رايس وزارة الخارجية.
لكن كيرى، سيضطر عندها إلى التخلى عن مقعده كسناتور عن "ماساتشوستس"، وهناك مخاوف من أن ينتقل إلى الجمهورى "سكوت براون" الذى خسر السباق أمام الديموقراطية "إليزابيث وارن" حول المقعد الثانى فى مجلس الشيوخ.
وأفادت مصادر فى البيت الأبيض، أن الجدول الزمنى المعتاد لاستبدال أعضاء فى الحكومة مع إتاحة متسع من الوقت أمام مجلس الشيوخ، لإقرار التعيينات قبل مراسم التنصيب الرئاسى فى يناير، قد يتم بشكل أبطأ هذه المرة.
فغايتنر وبانيتا، يؤديان دورا اساسيا فى موازنة نهاية العام، والمواجهة المتوقعة مع الجمهوريين حول الضرائب، وقد لا يتنحيا من منصبهما إلى بعد حل أزمة "الهاوية المالية"، ويتداول بعض المطلعين اسم "جاكوب لو" كبير موظفى البيت الأبيض، والخبير فى شئون الموازنة، كخلف محتمل لغايتنر، بينما يتوقع آخرون أن يفضل أوباما مسئولا له خليفة فى الأعمال، لتحسين صورته أمام عالم الشركات.
ومن المتوقع أن يغادر بانيتا أيضا الحكومة فى مرحلة ما، لكنه لم يتم الولاية الأولى من أربع سنوات، لأنه تولى المنصب العام الماضى، إذ حل محل "روبرت غيتس" الذى استمر منذ عهد جورج بوش.
وقد يظل بانيتا، المعروف أيضا بخبرته فى الموازنة، فى منصبه إلى ما بعد دخول التخفيضات المتوقعة فى ميزانية البنتاغون حيز التنفيذ، قبل أن يعود إلى مزرعته فى "كارمل فالى" فى فلوريدا.
والأوفر حظا حاليا لتولى منصب وزارة الدفاع هى "ميشال فلورنوا"، التى شغلت منصب نائبة لوزير الدفاع فى مطلع الولاية الرئيسية الأولى لأوباما.
وقد يميل أوباما، إلى تعيينها لأنها ستكون فى تلك الحالة أول امرأة تتولى المنصب فى تاريخ الولايات المتحدة، والمرشح الآخر هو نائب وزير الدفاع آشتون كارتر، بحسب بعض محللى شئون الدفاع.
وقد تحصل تغييرات آخرى فى الحكومة، إذ ليس من المؤكد ما إذا كان وزير العدل "أريك هولدر" المقرب من أوباما سيظل فى منصبه.
ومن المتوقع أن يظل وزير التربية "آرن دنكان" فى منصبه، للإشراف على البرنامج الإصلاحى لأوباما فى الكونغرس، والذى سيكون على الأرجح من النقاط البارزة فى الولاية الثانية لأوباما.
كما قد يجرى أوباما بعض التعديلات فى البيت الأبيض، خصوصا إذا انتقل "لو" إلى وزارة الخزانة، ومن المتوقع أن يرحل المستشار السياسى للرئيس "ديفيد بلوف" بالإضافة إلى معاونين آخرين بارزين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المتحدث باسم البيت الأبيض "جاى كارنى" سيظل فى منصبه، وفى حال رحيله، فقد أثير اسم المتحدثة باسم حملة أوباما الرئاسية "جين بساكى" خلفا له، وأثار الرئيس التكهنات الثلاثاء عندما قال "إنه يريد أن يجلس مع رومنى، للتباحث فى كيفية قيادة البلاد قدمها".
وقد يستمر أوباما فى المقاربة التى اتبعها فى ولايته الأولى، والتى عرفت بنهج "فريق الخصوم"، والتى اختار بموجبها خصوما سياسيين سابقين له، مثل كلينتون لضمهم إلى فريقه، على غرار ما فعله سابقا "إبراهام لينكولن"، وفى مثل هذه الحالة فمن المحتمل أن يعين رومنى، ربما فى منصب وزير التجارة، إلا أنه ما يزال من غير الواضح، ما إذا كان رومنى، قادرا على العمل مع أوباما الذى هزمه بشكل كاسح فى السباق إلى البيت الأبيض.
أوباما يبدأ المشاورات لاختيار تشكيلته الحكومية الجديدة
الجمعة، 09 نوفمبر 2012 12:45 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة