أخشى ما أخشاه أن ينتهى مقالى هذا دون أن يصيب الهدف الذى كتب من أجله، فموضوع الإرهاب شائك وأكبر بكثير من أن يحاط طرحا عبر بضع سطور.
لاسيما وإن كان القصد يذهب بعيدا عن المدلول والمألوف لمفهوم الإرهاب فى أذهان معظمنا.
فالإرهاب ليس شخصا مدججا بالسلاح.. كما أنه ليس شبحا قاسما ومطلقا فى عموم مدلوله.. وبغير قدرة منا على قياسه وتصنيفه.
فقد تكون الأفكار البلهاء إرهابا.. ولم لا ؟!
وهناك من الوساوس الشيطانية ما قد يفتك بأزهى المجتمعات نضرة وبهاء، دون أن يذرف عنها ولو دمعة واحدة على ما آلت إليه.
فالإرهاب الفكرى أعتى بكثير وأجرم من الإرهاب الجسدى، ولأن الأفكار الخبيثة تجد صدى وقبولا لدى عقول مريديها.. فتسبح عبر عوالم ضبابية غير معلومة الأبعاد.. تتناقلها الألسن اللاهثة غير واعية المخاطر والتبعات.
ولأن العقول فى طبيعتها تتغذى على الأفكار وتنتشى بالإبداع الخلاق، فقد يجد أصحاب العقول العاطلة مآربهم فى ظل الأفكار البائسة والمريضة.. وتصبح الأفعال الناتجة عنها كوارثية لا محالة.
كما أنه قد يكون للألفاظ الرتيبة إرهابا.. ولم لا ؟!
وهناك من الكلمات البذيئة ما قد تقشعر منه الأبدان وتتقلب البطون معه بالغثيان المميت، دون أن ينغلق ذاك الفم العابس انكسارا أو خجلا مما يلفظ منه.
ذاك الإرهاب اللفظى المتزايد له طابع خاص.. فتراه غاصبا ومخترقا لآذاننا الوسطى وما تلاها دون استئذان، ولعل الألفاظ السافرة والدخيلة على لغتنا الجميلة خير دليل على ذلك.
لذا فالإرهاب له وجوه كثيرة.. منها ما هو جسدى وما هو فكرى وما هو لفظى، وبالرغم من هذا التنوع فإنه يتشابه فى كون نواتجه دموية وكوارثية.
إلا أن علاجه المحورى والشافى يتمثل فى نور التعلم المستنير، وتظل العقول الواعية أكثر رشدا وإشراقا وهدفا ومبتغى.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة