ذهبت إليها أسألها
الجار يا جدة أولادى
يحتاج مساعدتى
لأعمل معه بالتجارة
ياله من شهم
اشفق على حال اليتامى
ما رأيك يا جدتنا
ماذا أفعل؟
قالت يا ابنتى
ما يجبرك على شغل المتجر
أنت امرأة شابة
جميلة فتّانة
لن تسلمى من أذى التجار والمارة
وستزنين بضاعتك بابتسامة
اتركى عنك شغل التجارة
وابحثى لك عن عمل آخر
قلت لها ماذا أعمل
بشهادة ابتدائية
ولا أرض لدىّ
ولا مهارة
أخبرينى أيرضيك
أن أعمل فى المنازل أطبخ وأنظف أهتم بأولاد غُرابـى
وأعانى كدا وعناء
بأموال قُلَال
أجيبنى يا جدتى
لن أخجل من هذا العمل
فالعمل خير من الحاجة
فأجابتنى
كلا لا يمكنك
ألم تسمعى
عن رجل يهجر زوجته ويتزوج عليها الشغالة
أتقابلين الإحسان بالإساءة؟
لا تهدمى البيوت
لتبنى على الأنقاض بيتك يا شابة
يا جدتى
ماذا أريد بزواج
يكفينى أن أربى أولادى الثلاثة
لا أريد أن ينقصهم شىء
فكيف تريديننى أن أحضر لهم
رجلا يعانون معه الحرمان
أريد أن أعمل لأجل أولادى
ولأكفيهم شر الحاجة
إذن هل تسمحين لى
أن أجلس أبيع المناديل على باب الجامع
فى الطرقات
وفى كل الأماكن
قد يتعاطف معى الناس
ويشترون منى البضاعة
ويحك يا امرأة
أتتسولين؟
ماذا تركت لأولادك غير الخزى
والملامة
من يسألهم عن أمهم
سيخبرونهم أمى تعمل
"شحاتة"
إذن أخبرينى يا جدتى ماذا أفعل
كى أغنى أولادى عن الحاجة
كى يحيوا فى سلام
أتريدون أن أجعلهم
يعملون فى الشوارع
ويتركون الدراسة
ويستجدون الناس
بلا كرامة؟
لا لن أفعل
فأجابتنى وأنا لم اطلب منك ذلك
فسألتها ماذا تريدين أن أفعل؟
فصمتت
قلت إذن حسبك
سأجلس فى بيتى أربى أولادى
ولتصيبينا من بعض مالك
ولتخبرى الجميع بأنى أرملة محتاجة
أربى اليتامى
وخير جزاء ينتظر كافل اليتامى
بيتى معروف فى أول الحارة
والكل يعلم إنى محتاجة
فأجابتنى يا بنيتى
أتسجدين الناس
وأنت قوية شابة
اقترح عليك
أن تعملى عند
جارنا الحاج بالتجارة
