بعد مرور ثلاثة عشر شهراً على تأسيس المجلس الوطنى السورى.. معارضون سوريون: لم يقدم شيئاًَ للثورة السورية وأخفق فى لمّ شمل أطياف المعارضة.. وآخرون: التخاذل الدولى سبب إضعاف دور المجلس

الخميس، 08 نوفمبر 2012 01:13 ص
بعد مرور ثلاثة عشر شهراً على تأسيس المجلس الوطنى السورى.. معارضون سوريون: لم يقدم شيئاًَ للثورة السورية وأخفق فى لمّ شمل أطياف المعارضة.. وآخرون: التخاذل الدولى سبب إضعاف دور المجلس المجلس الوطنى السورى
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من مرور ثلاثة عشر شهراً على تأسيس المجلس الوطنى السورى، إلا أنه لم يقدم شيئاً أو عملاً ثورياً ملموساً على أرض الواقع يفيد الثورة السورية، فالعديد من المعارضين السوريين أجمعوا على عدم قدرة المجلس على تحمل المسئولية ولمّ شمل أطياف المعارضة، بل عمل على كسب ولاءات سياسية فقط للحصول على شرعيته، كما يرون أن المجلس الوطنى هو من همش نفسه بنفسه، حتى إن الهيكلة التى تجرى عليه فى قطر الآن لن تكسبه الشرعية التى فقدها فى الشارع السورى.

الناشط السياسى والمعارض السورى المهندس سلام الشواف، يقول إن الحديث عن المجلس الوطنى وما قدمه للثورة السورية، يجب مراجعة ظروف إنشاء ذلك المجلس، فالمتابع لمجريات الأمور يستشعر أن السوريين يلقون باللائمة على المجلس فى أنه لم يقدم أى شىء يذكر للثورة السورية، فى حين أن المدافعين عن المجلس يتذرعون بأن حجم المساعدات الحقيقية التى وصلت للمجلس منذ تأسيسه وحتى اللحظة لا تزيد عن ٤٠ مليون دولار، مما يعكس مستوى التخاذل الدولى والتلكؤ فى إنجاح الثورة، ومما يوضح أنه ليس من حق أى أحد لم يمد يد العون لذلك المجلس فى أن ينتقده أو يلقى باللائمة عليه.

ويوضح الشواف أنه على المجلس مسئوليات جسيمة فشل فى الارتقاء لمستواها، كما فشل فى ضم شمل أطياف المعارضة تحت لوائه، وفى هذا الأمر لا يمكن التحجج بحجة الدعم المادى، كما أن المعادلة صعبة، وعلى المجلس إثبات براعته اليوم فى تجاوز الاختبار الصعب الموضوع أمامه، وإذا نجح فى ذلك خلال الاجتماعات المنعقدة فى الدوحة فإنه سيكون مؤهلاً لقيادة مرحلة انتقالية فى سوريا.

كما يرى أحمد رياض غنام، القيادى بكتلة أحرار الشام، أن المجلس الوطنى السورى لم يستطع تقديم أى شىء للثورة السورية، على الرغم من الاعتراف الذى حاز عليه بالداخل السورى وما يقارب من 80 دولة حول العالم، إلا أنه لم يستطع تحمل المسئولية كاملة، وكانت تتقاذفه الاتهامات السياسية وتنازعه مراكز القوى فى بعض الأحزاب داخل المجلس.

ويلفت غنام إلى أن المجلس كان يعمل فى فترة ما من أجل الولاءات السياسية واستخدام المال السياسى بطريقة كان يريد من ورائها الحصول على ولاءات من هم فى الداخل من الثوار والحراك الثورى والمقاتلين على الأرض، وذلك من أجل الحصول على الشرعية.

ودائماً كان المجلس الوطنى مقصراً بحق الثورة السورية، وحتى بعد إعادة الهيكلة التى تجرى حالياً فى دولة قطر لن يستطيع المجلس الوطنى السورى استعادة الشرعية التى فقدها فى الشارع السورى، وأعتقد أن المرحلة الثورية قد تغيرت، فهناك تبدل فى المواقف الدولية بشأن الأزمة السورية، وأظن أننا دخلنا الآن فى المرحلة الانتقالية، ولا بد من تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط من أجل إدارة المرحلة الراهنة حتى لا تنجرف البلاد باتجاه الفوضى.

ويتابع، لعل عدم وجود أعضاء المكتب التنفيذى واللجان المنبثقة عن المجلس الوطنى السورى فى مكان محدد يكون مستنفراً على مدى 24 ساعة، بحيث يتواصل مع الأحزاب فى الداخل، لعل هذا ما أضعف من قدرته على التواصل مع الثورة السورية، ولم تكن هناك إدارة حقيقية داخل المجلس.

وبناءً على ما تم سرده، فإن المجلس الوطنى السورى هو من همش نفسه بنفسه، وأيضاً أنه لم يستطع احتواء الطيف المعارض فى صفوفه، فكل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إضعاف المجلس الوطنى، ومن الواضح أنه يجرى العمل الآن على إيجاد بديل سياسى، هذا البديل ما سمى بمبادرة "رياض سيف"، والتى تدعو إلى تشكيل قيادة سياسية وحكومة انتقالية وقد ينضم المجلس الوطنى السورى إلى هذه المبادرة بعد أن يحصل على عدد مناسب من المقاعد، حينها سيشكل هذا الجسم السياسى الجديد للمعارضة السورية.

أسامة الملوحى، مؤسس هيئة الإنقاذ السورى، أكد أيضاً أن المجلس الوطنى السورى لم يقدم شيئاً للثورة السورية على الإطلاق منذ تأسيسه، حتى إن البنية التنظيمية للمجلس بنية غير شرعية، قامت على توافق من سبق، وهناك نوع من اغتصاب السلطة بداخله.

ويوضح الملوحى أن المجلس الوطنى السورى منذ تأسيسه قرابة ثلاثة عشر شهراً لم يقدم سوى استعراضات فى مؤتمرات بالخارج السورى، كما أن أعضاء المجلس تحولوا إلى محللين سياسيين على القنوات التليفزيونية مما يخالف طبيعة عمل المجلس.

ويلفت إلى أن الأتراك يبحثون عن عمل سياسى قوى من المجلس الوطنى السورى، يفرض نفسه على العالم، ولكن للأسف ردود فعل المجلس باهتة تجاه ذلك العمل.

ويؤكد الملوحى أن بقاء الرئيس الأمريكى أو تغييره لن يغير من الأمر شيئاً، فالولايات المتحدة دولة مؤسسات وسياساتها بالنسبة للشرق الأوسط والأدنى محسوبة، ولن تدعو أمريكا الجيش السورى الحر أو المعارضة السورية لا بالمال ولا السلاح، فالسياسة الأمريكية سياسة غريبة تضغط عليها إسرائيل لإبقاء بشار الأسد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة