بديع يدعو للتوافق على مسودة الدستور ونبذ الخلافات الحزبية

الخميس، 08 نوفمبر 2012 12:24 م
بديع يدعو للتوافق على مسودة الدستور ونبذ الخلافات الحزبية الدكتور محمد بديع
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فى رسالته الأسبوعية، إن تحديات كثيرة تحاصر الثورات الشعبية التى أزالت عروش الاستبداد والظلم من بقايا الذين شبوا على الفساد.

وأضاف فى رسالته الأسبوعية التى حملت عنوان "فى أفق الثورات الشعبية": "فى الوقت الذى بدأت فيه الشعوب تتعافى، وتصنع مستقبلها بيديها، وتتفق على دستور يجعلها تحقق الأهداف التى من أجلها قامت الثورات وسالت الدماء، وما زالت أرواح الشهداء التى صعدت، ولا تزال تصعد إلى بارئها تشكو الظلم والقتل الجماعى يتحرك البعض لإعاقة هذه الثورات".

وطالب بديع باتفاق جميع الوطنيين، خصوصا المثقفين والمفكرين، والشباب والمرأة والعمال والفلاحين، تعبيرا عن التوافق والاصطفاف، وأضاف: "هذا ما نراه من واجب الوقت الراهن، بإعلاء مصالح الوطن، ونبذ الخلافات الحزبية والمصالح الشخصية جانباً، من أجل العبور نحو التنمية والنهضة والبناء".

وأكد بديع أن ما تشهده الساحة السياسية اليوم من توافق على المشاركة فى صناعة مستقبل مصر، بدستور يعبر عن جميع المصريين، من فصائل المجتمع المختلفة، وبتوافق من قبل كافة القوى السياسية، قبل عرضه على الاستفتاء الشعبى، ينم عن حالة من تحول ديمقراطى وسياسى، يحتاج إلى رعاية مستمرة، مع تغليب مصلحة الوطن، الأمر الذى يحتاج إلى أمرين: توحيد الوجهة وإخلاص القصد، والالتفاف حول الثوابت الوطنية، التى تجمع أبناء الوطن الواحد، فى سفينة واحدة.

واعتبر بديع أن ما وصفه بالتحول فى لم الشمل هو اختبار حقيقى فى حب مصر، وامتحان للجميع فى إخلاصهم للوطن، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا تعود ثماره على مصر والحفاظ على ثورتها، بل هو ضرورة عربية ملحة فى عودة أرض الكنانة إلى تبوء موقعها القيادى، فى ظل تلاطم الأحداث فى المنطقة وتكاثر التهديدات على أمنها.

ودعا بديع إلى إعادة وعى الأمة، وتحقيق فهم شامل للإسلام، الذى يهتم بالجانب الفردى على مستوى السلوك، وهو ذاته الإسلام الذى يحقق حضوراً واضحاً فى الساحة اليوم، رغم ما وصفه بالمحاولات المستميتة لإقصاء هذه الهوية التى امتزجت بدماء المصريين جميعاً، وتشحذ هممهم وتزكى روح التحدى، فى اختيار الإسلام بخصوصيته الحضارية القادرة على تقديم الإسلام كخيار حضارى، يمكن أن يفوق كل الأنظمة البديلة، فى كل الجوانب، خاصة فى المحتوى الذى يُعبِّر عن قيم الإسلام من نصرة المستضعفين والمحرومين، ونجدتهم، والوقوف مع المظلوم أينما كان، ومواجهة كل أنواع الطغيان والاستبداد فى الأمة، هذه الهوية الواضحة هى التى أكسبتها ميزة المبادرة والصمود والشعور.

ودعا بديع الشعوب إلى تحمل مسئولياتهم لمواجهة التحديات، والمشاركة فى التنمية، والانتقال إلى ميادين العمل والإنتاج والإبداع، مشددا على أن المستقبل المنشود من خلال العمل، والجميع شركاء لحماية هذه الثوابت أولاً، وتجنب دخول أى طارئ ثانيًا يبعدنا عن ترسيخ الهوية الوطنية بجميع مكوناتها، والتى يجب أن ترتكز على الاستقرار والنهضة والوحدة.

وطالب بديع بالتوافق، لمشاركة فعلية من كل الأطياف فى إنهاء ملف الفساد، الذى يحتاج إلى إرادة سياسية وإجراءات حكومية سليمة، بخارطة طريق، وصراحة مطلقة، وشفافية واضحة، فالأمة مستهدفة، وقد توحد عليها أعداؤها.

كما دعا إلى تطهير حقيقى وملموس، يفرز قيادات حقيقية لمواجهة التحديات بعيدا عن خطايا الأنظمة البائدة، التى تجذرت وتعمقت فى المجتمع، وهو الأمر المتفق على تنفيذه بشكل فورى من كافة الشعوب.

وقال بديع: "آن الأوان فى المحافظة على الهوية الوطنية الواحدة، وهى الهوية الإسلامية التى تدعو إلى الصدق والأمانة والوفاء بالعهود والوعود، بل وغرس استقلالية الهوية فى الأجيال الناشئة، والاعتزاز بها".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة