أثارت دعوة التيار الإسلامى لمليونية تطبيق الشريعة غداً الجمعة، حفيظة عدد من القوى المدنية التى أكدت رغبة الإسلاميين فى الضغط على الليبراليين، للقبول بالحد الأدنى من الحقوق والحريات داخل الجمعية التأسيسية للدستور.
وأكد الدكتور عبد الله المغازى فى تصريحات لــ"اليوم السابع " أن حزب الوفد يرحب بأى مليونيات كنوع من التظاهر السلمى، ويرحب بكل المظاهرات التى تنادى بالحقوق والحريات، مشيرا إلى أن مصر من أكبر دول المنطقة المطبقة للشريعة الإسلامية فى المنطقةـ بل وتطبقها تطبيقا صحيحا أيضا.
وقال المغازى إن الفضل فى تطبيق هذه الشريعة يرجع إلى الأزهر، وكونه مؤسسة وسطية معتدلة سعت لنشر صورة جميلة عن الإسلام فى كل أنحاء العالم، مؤكداً أن جمعة تطبيق الشريعة لن تأتى بأى جديد على الساحة فى مصر.
ولفت المغازى إلى أن جمعة تطبيق الشريعة ما هى إلا محاولة من البعض لكسب مزيد من الأصوات، خلال الانتخابات التشريعية القادمة، بحجة أنهم أكثر حرصا على الإسلام وتطبيق شريعته، مشيرا إلى أن هذه المليونية ستزيد من حالة الاستقطاب الدينى الحاد فى المجتمع.
وأشار المغازى إلى أن رفض حزب الحرية والعدالة المشاركة فى مليونية تطبيق الشريعة، بسبب الحوارات التى دارت بين قياداته وبين القوى المدنية بالجمعية التأسيسية للدستور، حيث توصل الطرفان إلى حلول للخلاف حول عدد كبير من المواد، وكانت هذه الحلول من خلال الحوار، وليس من خلال الضغط بالمظاهرات والمليونيات.
وقال حسين عبد الرازق، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، إنه من حق أى فصيل أو تيار ممارسة الضغط الديمقراطى لتأييد وجهة نظره، وقال إنه من الواضح أن هناك إجماعا بين قوى تيار الإسلام السياسى على محاولة فرض وتطبيق الشريعة الإسلامية خلال الدستور الجديد، واستبداله بدلا من النص الذى أقحمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى دستور 1971.
وأضاف عبد الرازق أن هذه المليونية ليست ضد التيار المدنى فحسب، وإنما هى ضد تيار وقطاع عريض من الشعب المصرى.
وأكد عبد الرازق أن الإخوان رفضوا المشاركة فى المليونية لاقتناعهم بالنص الحالى الموجود فى الدستور، أما التيار السلفى فهو يحاول تحويل الدولة المصرية إلى دولة دينية.
من جانبه أكد الدكتور أيمن أبو العلا، عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، أن القوى الإسلامية تحاول تشويه صورة القوى الليبرالية، ووصفها بمصطلح العلمانية من ناحية، ومن ناحية أخرى تحاول إظهار أن الليبراليين لا يرغبون فى تطبيق الشريعة، رغم أن العكس صحيح تماما، ولكن الخوف كل الخوف هو تطويع الشريعة للحصول على مصالح شخصية تخدم فصيلا دون الآخر، خاصة وأن هناك جزءا كبيرا منها قائم على القياس والاجتهاد.
وأضاف أبو العلا أن الضغط بالمليونيات، إحدى الوسائل التى تستخدمها التيارات الإسلامية للضغط على المدنيين والليبراليين، للقبول بالحد الأدنى من الحقوق والحريات داخل الجمعية التأسيسية.
القوى المدنية تتهم الإسلاميين بالضغط بالمليونيات لتمرير الدستور بشكله الحالى.. وتؤكد: لسنا ضد الشريعة.. وتتهم الإسلاميين بمحاولة استمالة الشارع عاطفياً لحصد الأصوات فى الانتخابات
الخميس، 08 نوفمبر 2012 01:33 م