أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصر الخير"، أن مصر تعانى من ظروف صعبة خلال هذه المرحلة، وتتطلب تكاتف الجميع، قائلا "شيلة مصر ثقيلة ولابد للجميع أن يتعاون، الحكومة والمجتمع المدنى من جهة والشعب من جهة أخرى".
وأعرب "جمعة" خلال احتفال مؤسسة "مصر الخير"، اليوم الأربعاء، بتسليم 300 رأس ماشية عشار و40 جهاز عروسة على الفقراء ومحدودى الدخل فى محافظات أسيوط، والمنيا، وسوهاج، بحضور الدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط، عن أمله فى توفيق البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الجديد فى الحفاظ على الوحدة الوطنية مثلما تفعل الكنيسة المصرية عبر مر القرون، وأن يدعم استقرار الوطن ووحدته، مشيرا إلى أنه وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من خلال بيت العائلة الذى ينتشر فى معظم المحافظات يدعم هذا الاتجاه، مؤكدا أن الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه شعب واحد، قائلا: "مش بحب اتكلم كتير عن الوحدة الوطنية" ويجب أن نكون فوق الوحدة الوطنية وأن نعيش من أجل القضاء على أى فتنة فوق تراب هذا الوطن العظيم، خاصة أن الفتنة ليست من ديننا أو طبعنا كمصريين"، وقال "أردد قول البابا شنودة الراحل الذى قال مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا.
وعما يدور فى سيناء حاليا من إضرابات قال جمعة إنه ليس لديها معلومات كافية للحكم على الموقف، مشيرا إلى أن سيناء هذا الجزء الغالى من الوطن لابد من الاهتمام به من خلال العلم وتكاتف الجميع.
وشدد على اهتمام "مصر الخير" بمحافظات الصعيد لأنها الأكثر فقرا طبقا للمقاييس والإحصائيات المحلية والعالمية، موضحا أن الصعيد ظل لسنوات طويلة خارج الاهتمام وتراكمت خلالها مظاهر الفقر، مؤكدا أن المؤسسة تعمل على حل كل المشكلات لرفع مستوى المعيشة، موضحا أن الصعيد به نحو 1700 قرية من إجمالى 4500 قرية فى مصر تعمل مؤسسة مصر الخير حاليا على عمل خريطة لهم لبيان مدى احتياج كل قرية وكل بيت من تعليم وصحة ومساعدات.
وأكد أن مشروعات المؤسسة تهتم ببناء الإنسان حتى أن مجالات البحث العملى يتم الحرص على أن يكون لها أثر فى العلاج أو الوقاية أو المعرفة أو الدواء، مؤكدا أن مصر الخير تحاول علاج مفاصل المشكلات وليس جزئيات المشكلات الكثيرة لعمل نقلة نوعية فى المجتمع المصرى، قائلا المؤسسة تهتم بالإنسان قبل البنيان وتحرص على تعليم الناس الصيد وليس إعطاءهم السمكة خاصة أن هناك 42 % من الأسر يعانون من عدم وجود مرحاض لديهم فى المنازل الأمر الذى يتطلب على تحسين مستوى الأسر وتحويلهم من دائر الاحتياج إلى دائرة العطاء والإنتاج، مشيرا إلى أن مصر الخير لديها العديد من المشروعات فى مختلف مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمى والغارمين، موضحا أن المؤسسة نجحت فى الإفراج عن 10 آلاف غارم حتى الآن، كما أنها تسعى للقضاء على فيروس سى فى حملتها القومية " مصر خالية من فيروس سى " تحت شعار "نقدر".
وأكد أن استمرار العمل على تنمية المجتمع أهم شروط النجاح، مضيفا أن مصر الخير عملت نموذجا تقدمه لأى مؤسسة أخرى وأنها نماذج قابلة للتكرار داعية الجميع للعمل من أجل تنمية مصر وانتشالها من أزماتها.
ومن جانبه قال محسن محجوب، أمين صندوق مؤسسة "مصر الخير"، إن إجمالى تكلفة رؤوس الماشية التى تم توزيعها تصل إلى 7.5 مليون جنيه، حيث تبلغ قيمة الماشية الواحدة 25 ألف جنيه شاملة الرعاية الكاملة والغذاء لمدة عامين منذ تسليمها للأسر الفقيرة بعد قيام المؤسسة بإجراء أبحاث اجتماعية لهذه الأسر والتأكد من استحقاقهم للمساعدة، حيث سيتم توزيع المواشى الملقحة بسلالات إيطالية لزياد نسبة الألبان، على أن يتم توفير الغذاء والمتابعة الصحية من جانب المؤسسة طوال فترات الحمل للمواشى ولمدة عامين.
ومن جانبه أشاد الدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط بالدور الذى تلعبه مؤسسة مصر الخير برئاسة الدكتور على جمعة فى تنمية الصعيد بصفة عامة ومحافظة أسيوط بصفة خاصة وحرصها على مساعدة الأسر الفقيرة، وتحويلها إلى أسر منتجة، لافتا إلى أن تجربة مصر الخير نموذج يحتذى فى العمل المدنى يتمنى تكراره من خلال باقى المؤسسات.
مفتى الجمهورية: شيلة مصر ثقيلة و42% من البشر لا يملكون مراحيض بالمنازل.. وأتمنى من البابا تواضروس الحفاظ على الوحدة الوطنية مثلما فعلت الكنيسة على مر القرون
الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 01:28 م