كوارث القطارات تطل برأسها من جديد.. لا يمر أسبوع دون حادثة.. وقليوب الأعلى حصدًا للأرواح.. خبراء: الإهمال فى توقيع الجزاءات الرادعة على المخطئين السبب.. ورئيس الهيئة يحمّل سلوكيات المواطنين المسئولية

الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 09:06 م
كوارث القطارات تطل برأسها من جديد.. لا يمر أسبوع دون حادثة.. وقليوب الأعلى حصدًا للأرواح.. خبراء: الإهمال فى توقيع الجزاءات الرادعة على المخطئين السبب.. ورئيس الهيئة يحمّل سلوكيات المواطنين المسئولية المهندس مصطفى قناوى رئيس هيئة السكك الحديدية
كتب رضا حبيشى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت حوادث القطارات تعود من جديد، وبكثرة حتى كاد لا يمر أسبوع دون أن يشهد حادثة، وسجل الشهر الماضى وقوع 5 قتلى و24 مصابًا سقطوا ضحايا لحوادث القطارات فى منطقة قليوب وحدها، التى كانت الأعلى حصدا للأرواح، وأرجع الخبراء كثرة الحوادث، خلال الفترة الماضية، إلى إهمال المسئولين والعاملين على تشغيل القطارات، وكذلك عدم توقيع جزاءات رادعة على المخطئين، فيما حمل المهندس مصطفى قناوى، رئيس هيئة السكك الحديدية، سلوكيات المواطنين مسئولية تلك الحوادث.

آخر حوادث القطارات كانت السبت الماضى عندما اصطدم قطار الركاب رقم 14 القادم من الإسكندرية، بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد، فى "قها" الواقعة بين قليوب وطوخ، وأدى هذا الحادث لتوقف حركة القطارات بين القاهرة والإسكندرية من الاتجاهين لأكثر من 7 ساعات، وقبلها اندلعت النيران فى قطار الركاب 367 القادم طنطا إلى دمنهور، وقضت النيران على العربة الأخيرة الملحقة بالقطار تمامًا، ومساء يوم 27 أكتوبر نشب حريق بالقطار رقم 2201 فى كفر عمار بالعياط، أثناء رحلته قادمًا من أسيوط إلى القاهرة.


وفى 20 أكتوبر الماضى، لقى 3 ركاب مصرعهم وأصيب 12 راكب آخرين نتيجة سقوطهم من على القطار رقم 374 أثناء دخوله على "سكة التخزين" فى منطقة "رمادا" بين قليوب والقناطر الخيرية، وتضاربت الروايات حول أسباب سقوط الركاب بين تسطحهم على القطار المذكور، وبين قيادة السائق للقطار بسرعة كبيرة أثناء دخول على "سكة التخزين"، بما يزيد على السرعة المحددة لذلك والمقدرة بـ 8 كم/س، مما أدى إلى تدافعهم من الأبواب أثناء تحويله من "سكة" لأخرى.

وقبل 10 أيام من حادث قطار "رمادا" سقط قتيلان و12 مصابًا ضحايا تصادم القطار المطور رقم 523 بسيارة نقل ثقيل (تريلا) أثناء عبورها مزلقان "ميت حلفا" الواقع بين شبرا الخيمة وقليوب، وهو الحادث الذى تضاربت حوله الروايات هو الآخر بين رواية رسمية على لسان رئيس الهيئة، محملا سائق السيارة المسئولية لاقتحامه المزلقان رغم إغلاقه، وبين رواية تشير إلى تعطل السيارة على المزلقان وتراخى الخفير فى سرعة تحذير القطارات القادمة بوجود العطل.

والملاحظ أنه عقب جميع حوادث القطارات تعلن هيئة السكك الحديدية عن تشكيل لجان فنية للتحقيق فى الحادثة، إلا أن هذه اللجان لا تنتهى إلى شىء ولا تعلن الهيئة ما انتهت إليه من نتائج، بل إن بعض الروايات التى تعلنها الهيئة عن أسباب الحادث عقب وقوعه مباشرة تأتى تحقيقات النيابة بأسباب عكسها، كما حدث مع حادث قطار "رمادا".


حيث أعلن المهندس مصطفى قناوى، رئيس الهيئة حينها، عقب الحادث مباشرة أن تسطح الركاب لقطار "رمادا" كان السبب فى سقوطهم، وأن الهيئة لا تتحمل أى مسئولية، لتأتى تحقيقات النيابة العامة وتكشف تجاوز سائق القطار المذكور للسرعة المقررة أثناء دخوله على "سكة التخزين"، مما أدى إلى سقوط الركاب وتدافعهم من على الأبواب، وليس كما أعلن رئيس الهيئة، وأكد على كلامه الدكتور محمد رشاد المتينى، وزير النقل، مما دفعهما إلى إحالة السائق إلى المحاكمة العاجلة.

وقال الدكتور هانى رياض، أستاذ السكك الحديدية بكلية هندسة عين شمس، إن عدم وجود سياسة للصواب والعقاب داخل الهيئة أدى لتكرار حوادث القطارات، وأصبح العامل يتعامل بتراخى وبلامبالاة لأنه يعلم أنه إذا أخطأ لن يُعاقب، لافتًا إلى أن المنظومة فى الهيئة منهارة، والعاملين قدراتهم محدودة، ولا يوجد برنامج تدريب واضح للتعامل مع الحوادث، لذلك فالأخطاء البشرية كثيرة.

وأوضح رياض أن تكنولوجيا التعامل مع هذه الحوادث موجودة، لكنها أمّ مُعطلة أو مخربة، لافتا إلى ان العاملين بالهيئة يتعاملون ببطء شديد فى منع الحوادث، مبرئا هيئة السكك الحديدية فى الوقت ذاته من حوادث المزلقانات، التى تكون نتيجة اقتحام السيارات لها.

وحمل الدكتور سعد الدين عشماوى، رئيس الجمعية العلمية للنقل، مسئولية هذه الحوادث إلى سوء الإدارة والإهمال الواقع من المسئولين والعاملين على تشغيل القطارات، لافتًا إلى أن المسئولين يفتقدون للرؤية الواضحة لتطوير أسطول القطارات، كما أنهم أحيانًا يلجأون لحلول عاجلة قد يكون لها أضرار أكثر تعقيدا فى الأمد البعيد.

وأشار عشماوى إلى عدم وجود تدريب وتأهيل جيد للعاملين والمسئولين للتعامل مع هذه الحوادث وإدارة هذا المرفق الحيوى، متزامنًا ذلك مع عدم وجود خطط وسياسات محددة لتطوير المرفق، مشددا على أنه لا يوجد نقص أو عجز فى الإمكانيات لكن لا يوجد استغلال أو ترشيد لهذه الإمكانيات، وأنه لا يوجد محاسبة للمخطئين أو عقوبات رادعة من أجل الالتزام وعدم تكرار الأخطاء لذلك تتكرر الحوادث.

بينما حمل المهندس مصطفى قناوى، رئيس هيئة السكك الحديدية، سلوكيات الركاب والمواطنين مسئولية هذه الحوادث، لافتًا إلى أن بعض المواطنين ينتهجون سلوكًا سيئًا بتسطح القطارات دون أن يراعوا أن هذا السلوك يعرض حياتهم للخطر، مستشهدًا بالحادثتين الأخيرتين اللتين وقعتا فى منطقة "رمادا" ومزلقان "ميت حلفا"، حيث كان الركاب مُتسطحين للعربات والجرار، وذلك وفقا لروايته.

وقال قناوى، إن حوادث القطارات، التى شهدتها الفترة الماضية كانت نتيجة لاقتحام سائقى السيارات أو دراجات بخارية للمزلقانات رغم إغلاقها أو نتيجة للمرور من مزلقانات غير مُعدة للعبور أساسًا، لذلك فالهيئة غير مسئولة عن تلك الحوادث.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة