قال الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، لحظات قليلة فى حياتنا العربية المعاصرة هى التى نشعر فيها بقدر كبير من الأمل فى المستقبل، لعل هذه اللحظة الآن تتجسد فيها كل المعانى الكريمة ونحن فى هذا المحفل الإنسانى الحضارى الرائع، الذى يرعاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، الذى اعتاد ومنذ أربعة عقود أن يغرس الخير والمحبة والتنمية ثقافة ووعيا وإنسانية، حيث أصبحت الشارقة واحة ثقافية وإنسانية فى وقت نشعر فيه بأن ثقافتنا العربية تهددها المخاطر من كل صوب.
جاء ذلك خلال افتتاح "القاسمى" بمصاحبة وزير الثقافة المصرى الدكتور محمد صابر عرب، للدورة الواحدة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، والذى تحل فيه مصر ضيف شرف، وأقيم صباح اليوم، الأربعاء، بقاعة الاحتفالات بمركز أكسبو الشارقة وبتنظيم من دائرة الثقافة والاعلام. وذلك بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين من مختلف الدول العربية.
وأضاف عرب أن "الزائر للشارقة بين وقت وآخر يشعر بقدر هائل من الفخر، ففى كل عام تشيد صروح ثقافية وتعليمية جديدة، لدرجة أن أصبحت الشارقة محط أنظار جموع المثقفين والعلماء من كل بلاد العالم، كل ذلك بفضل رجل أدرك منذ عقود أهمية الثقافة فى أى برنامج للتنمية بمعناها الشامل، لذا كانت الثقافة على رأس كل القضايا وفى أولويات كل البرامج، ولعل المشهد بادياً للجميع ونحن نحتفى بافتتاح معرض الشارقة فى دورته الحادية والثلاثين".
وقال "عرب" إن مشاركة مصر كضيف شرف لهذه الدورة يحمل العديد من المعانى والدلالات القوية، لعل فى مقدمتها محبتنا جميعاً كمصريين لهذا الحاكم النبيل الذى لم تنقطع صلته بمصر فى أى لحظة حتى فى أشد اللحظات التباساً، مقدراً أهمية دور مصر باعتبارها قلب العروبة وعيا وثقافة ومعرفة، وفى أوقات المحن والشدائد التى عاشتها مصر منذ بداية سبعينات القرن الماضى وحتى اليوم كان شيخنا معنا فى السراء والضراء يده بيدنا متألما قدر تألمنا، سعيدا بسعادتنا، والسعادة فى حياة المصريين قليلة قدر الدور وقدر التحدى وحتى قدر الرغبة فى أن يكون المستقبل أفضل لكى تستعيد مصر روحها وعافيتها التى هى عافية لكل العرب.
وأضاف "عرب": لا ينسى المصريون وفى لحظة فارقة من تاريخ ثورتهم حينما امتدت أياد جاهلة لكى تحرق أعرق مؤسسة علمية بحثية فى العالم العربى وهو المجمع العلمى، فى يوم حالك السواد، لقد شعرنا جميعا بهول المأساة وكأن قلب مصر راح يحترق والعالم يتابع هذه الكارثة الحضارية، كانت الدموع والمرارات تسيطر على جموع المصريين الشرفاء، وعبر الهاتف وعلى إحدى القنوات الفضائية يأتى صوت هذا الإنسان الكبير يضمد جروحنا ويشد من عزمنا ويصر على أن يشاركنا، وقد شعر المصريون بصدق المشاعر وعزم الرجال حينا أعلن أنه سيشارك فى إعادة هذا الصرح الكبير مهما كلفه ذلك.