من جانبها تقول مديرة برنامج "سينما الأطفال" ميرنا معكرون إن ما تخضع إليه اختيارات هذا البرنامج المخصص للأفلام الموجهة لجمهور الصغار، مؤكدة أن الاختيارات دائماً ما تكون لأفلام لها تأثير على توسيع مدارك الطفل.
وعليه يأتى فيلم المخرجة الهولندية آنا فان در هايدى "برام المفعم بالحيوية"، حيث الطفولة الخاصة ومفارقاتها، إذ إن برام ليس إلا صبياً فى السابعة من عمره، يتأمل العالم ملياً من حوله، وهو متحمّس جداً لدخوله الصف المدرسى الأول، غير أنه يصادف فى الصف الأستاذ فيش، وهو أستاذ تقليدى محافظ لا يهمّه إطلاقاً كل ما يدور فى قلب وعقل برام من عوالم غريبة، ويفعل كل ما بوسعه ليدفعه للتصرف بالطريقة التى يراها صحيحة. أما والدا برام فيسعيان من جهتهما إلى إيجاد توازن ما بين سعادة ابنهما وتكيّفه مع أساليب الأستاذ فيش.
أما فيلم "إرنست وسيليستين" لكل من بينجامين رينير وفينسنت باتار وستيفان أوبير، الذين تشاركوا إخراج هذا الفيلم، يوضح أنه من غير المستحب فى عالم الدببة الطبيعى أن يقوم دب بمصادقة فأرة، لكن الدب الكبير إرنست، الموسيقى والمهرج الذى يعيش على هامش مجتمع الدببة، يفتح بيته مرحباً بسيلستين رغم استنكار بقية الدببة، فسيلستين فأرة يتيمة هاربة من عالم الفئران تحت الأرض، سيجد كل منهما العزاء فى الآخر، ولابد لسباحتهما عكس التيار أن تثير المشاكل.
أما "ألفى الصبى الذئب الصغير" للمخرج جورام لرسن، فيضعنا أمام قصة تحول ألفى الصغير فى ليلة عيد ميلاده السابع إلى ذئب أبيض فروه كثيف وناعم. وهنا يحضر السؤال: كيف سيتمكّن ألفى من التعامل مع طبيعته الجديدة؟ فلا شكّ أن قدراته الذئبية خلال الليل تفوق بأشواط ما هو قادر على تحقيقه خلال النهار! فيلم خيالى مقتبس من رواية الكاتب بول فان لون، يصوّر أسطورة ألفى بأسلوب طريف ومؤثر يسحر الصغار كما الكبار، ويحتفى بالتفرد وتقبّل الذات وحب الآخر.
وفى سياق متصل يأتى فيلم "رحلة البحث عن نجمة عيد الميلاد"، المقتبس عن قصة من التراث النرويجى. يروى الفيلم مغامرات فتاة شجاعة، تسعى العثور على "نجمة الكريسماس"، بهدف تحرير المملكة من اللعنة التى حلت بها، واستعادة الأميرة المفقودة، وهكذا فإنها ستخوض مواجهات مع الأشرار الذين يحاولون منعها من الوصول إلى النجمة. وليأتى كل ذلك مصاغاً بما يضع المشاهد الصغير والكبير أمام عوالم وشخصيات مبهجة على خلفية طبيعة خلابة، وبناء سينمائى محكم، مؤسس على براءة المخيلة وجمالياتها.
آخر هذه الأفلام يأتينا من الهند بعنوان "جاتو" للمخرج الهندى رجان خوسا. تجرى أحداث هذا الفيلم فى بلدة هندية، سكانها مهووسون بالطائرات الورقية، حيث تبدو السماء فى تلك البقعة بحراً من الطائرات، لكن تبقى "كالى" الطائرة السوداء، الأسرع والأعلى، يحلم الفتى المشرد غاتو بأن تتفوق طائرته على "كالى" العظيمة، ولا ينجح فى ذلك، والفرصة الوحيدة المتاحة لتحقيق حلمه تتمثل بالوصول إلى سطح مدرسة البلدة، ولينجح فى ذلك فإن عليه التظاهر بأنه أحد تلامذتها. إنها حكاية مبهجة عن روح حرة، جعلته الفيلم المفضل لدى المهرجانات، وغاتو عازم على أن يكون على قدر التحديات!
"وراء كل إبداع طفولة حرة"، بهذه العبارة يعلق المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى الدولى مسعود أمر الله آل على على أفلام برنامج "سينما الأطفال"، وتحت هذا العنوان تندرج مجموعة الأفلام المختارة قائلاً "إنها أفلام حظيت بإعجاب النقاد وصنّاع السينما حول العالم، وهى أفلام يندر عرضها فى دور العرض، إنها مساحة لها مكانة سينمائية خاصة بالنسبة للمهرجان، ففيها تجتمع الطفولة بالإبداع".




