شن الشيخ عبد المجيد الشاذلى، رئيس دعوة أهل السنة والجماعة المعروفة إعلاميا بـ"القطبيين"، هجوماً حاداً على جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون، مؤكداً أن تيارات الإسلام السياسى انشغلت بالعمل السياسى على حساب الدعوة إلى الله، قائلاً: "إن مصر تعانى اليوم من "معضلة كبيرة" حيث لا يوجد خطاب دعوى يحشد الأمة ويفهمها حقيقة الإسلام ويستغل مساحة الحرية اليوم ويرفع الحواجز بين الدعوة وبين الناس، متسائلاً: "أين هؤلاء إذن وأين خطابهم؟ ماذا تريدون من الناس؟ هل هى زعامات لأشخاص تصعد نجومهم ويتبوأون السلطة بعد أن غادرها الحزب الوطنى؟ إن الناس تشتم هذه الرائحة وتكرهها وترى فيها استبدال استبداد باستبداد وسلطة بسلطة وزعامة بزعامة".
وأكد "الشاذلى" فى بيان رسمى له، اليوم الأربعاء، أن الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وضع "الدولة الإسلاميَّة" على رأس أجندة عمله السياسى والدعوى خلال المراحل الأولى من عمر الدعوة، لتحقيق "حاكميَّة الشريعة الإسلاميَّة" فى الأرض، موضحاً أن كلا من سيد قطب ثم الإمام حسن الهضيبى سارا على نهج "البنا" كبداية للحركة الإسلامية قائمة على النضال والسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية واستئناف الحياة على هذا المنهج.
وأكد رئيس "القطبيين"، أن السنوات الماضية شهدت انحرافاً فى إقامة الشريعة الإسلامية، قائلاً:" هناك نوعان من الانحراف- الأول- كان فى التخلى عن وضوح البعد العقدى لما يفرض على أصحابه من مشاق ـ من وجهة نظرهم ـ وهذا بدأه الإخوان مع التوجه الحزبى للتلمسانى وتخليهم عن البعد الريادى والنهضوى للأمة المبنى على البعد العقدى والحسم فى القضايا الذى اهتم بإيضاحه الشهيد حسن البنا رحمه الله فى آخر عمره، والذى أوضحه بجلاء الشهيد سيد قطب رحمه الله ـ بغض النظر عمن انتسب إليه ولم يفهم توجهه وقال بعقائد التكفير ـ تُرك هذا البعد وحسم خلاف عام 1965 بتجنب التوجه المهتم بالبعد العقدى فى الصراع".
وقال "الشاذلى"، إن التلمسانى اعتمد تسطيح المسائل والخلط بين من يكفر بالمعصية ومن يحذر من الشرك الأعظم بضوابطه. وترتب على هذا أن التربية أصبحت مبنية على المشاعر الوجدانية وبعض الأخلاقيات والحماسة الدينية دون وضوح عقدى.. وسطح الأمر وأصبح العنوان ( نحن نقول بما يقول به الأزهر)، ونحن نحترم الأزهر لكن من لا يرى أن الفساد وصل إليه فهو لا يرى، وكما أن منه علماء ربانيون فمنه تجار بالدين يحاضرون فى أندية الروتارى الماسونية، مع الخلل العقدى المترتب على تبنى علم الكلام والتمسك بمقتضياته المنحرفة إلى النهاية.
وشدد رئيس دعوة أهل السنة والجماعة المعروفة إعلاميا بـ"القطبيين"، أن ابتعاد الإخوان المسلمين عن العمل الدعوى نتج عنه أن أصبح اليوم الإخوان المسلمون فى السلطة تصارع كأى حزب، وتقود الفعل السياسى بأداء حزبى محض يصيب ويخطئ مسترضين طوائف لا قيمة لها فى الشارع وهى قادرة على عرقلتهم لافتقادهم الشارع الذى فشلوا فى حشده على قضية الإسلام كمشروع حضارى، مضيفاً:" كان واجبا على الحركة الإسلامية أن تصلح الخطاب الدينى وتعيده إلى صفاء السنة سواء فى الأزهر أو غيره من المؤسسات. وفى هذه المؤسسات أفاضل يمكنهم تبنى هذه التوجهات الصحيحة مع التخلص من آثار الفساد العميق الذى تركه إرث ستين عاما من الاستبداد والإرث السابق المبنى على تبنى توجهات علم الكلام بانحرافاته المرفوضة قطعا والمعارضة للنصوص صراحة والتى لا تستحيى من تأويل النصوص لتوافق مقررات فلسفية مأخوذة عن الجهم بن صفوان بل وعن الإغريق واليونان".
وأضاف "الشاذلى"، أن السلفيين يطالبون الشعب المصرى باختيار الشريعة ولا يفهم المسلم العادى من خلال خطابهم أو من خلال خطاب الإخوان لماذا اختار الشريعة طالما أننى مسلم بمجرد قولى (لا إله إلا الله)، قائلاً: "لو لم يشعر المصريون بل والعرب بأن التيار الإسلامى تيار نضالى صاحب قضية يريد جمع الأمة عليها وهى قضية واضحة الملامح وأصحابها أعدوا لها إعداد جادا وأنهم مشغولون بالبلاد وقضاياها وأنهم يحملون قضايا البلاد إلى درجة الجاهزية لقيادة الأمة ومعهم من المشاريع ما يخرج بلادنا مما هى فيه ويحقق لبلادنا الاستقلال والقوة وامتلاك التكنولوجيا وتحقيق أوضاع اجتماعية عادلة ومتماسكة.. ما لم يشعر المصريون بهذا فلا استجابة إلا كاستجابة أى حزب نجح أو أخفق.. إنها قضية لا إله إلا الله .. قضية الوجود كله والخليقة كلها.. من أجل هذا استشهد البنا واستشهد قطب وأفنى عمره المودودى".
وحذر رئيس دعوة أهل السنة والجماعة، الأحزاب الإسلامية من الاشتغال بالعمل السياسى على حساب العمل الدعوى، قائلاً: "قد يكون للعمل السياسى وتبوء المناصب لذة الآن لكن إن لم نستدرك الأمر فسيعقبها ألم وندم"، مؤكداً أن غياب الخطاب الدعوى العقدى شكّل نقطة ضعف شديدة لدى التيارات الإسلامية حاليا، قد كنا نقوم بها منذ بداية الحركة امتدادا لما قام به البنا وسيد قطب رحمهما الله وكنا نواجَه بالتشويه والهجوم والاتهام بالتكفير رغم أننا نبرأ من التكفير والتوقف وجميع أحكام ومواقف الغلو.. لكن بيان البعد العقدى كان هو الحل وهو محور الاستقطاب، وشيوعه فى الأمة مريح لها فى عامة مواقفها، ونرى أنه الأساس لبناء الدولة".
وأكد "الشاذلى"، أن التيارات الإسلامية تريد أن تجنى ما لم تزرع، متسائلاً:" كيف تقف الأمة موقفا حازما عقديا وهى لم تخاطب بهذا بل شُوه هذا الخطاب وصرف عن الأمة ولم يبق لها ما يخدم قضاياها إلا عاطفتها الصادقة نحو الإسلام وحبها له، بينما فى المواقف المضطربة فكريا وحساسية المرحلة وعظم حجم القضايا التى تحيط بالأمة يحتاج كل هذا إلى مواقف حاسمة فيها انحياز إلى الشريعة والهوية والولاء مع الترابط مع الخطاب الإسلامى الحضارى الذى يبنى الأمة ويؤسس للنهضة".
وقال رئيس دعوة أهل السنة والجماعة: "إننا نحذر ونستصرخ إخواننا للمسارعة باستدراك الأمر قبل فوات الوقت، بالحسم العقدى وأخذ الكتاب بقوة والاعتصام بحول الله وقوته ليرى الله منا أننا أهل لحمل هذه الأمانة فعندها وعندها فقط ستنحاز الأمة إلينا طواعية وسنحسم صراعنا مع العلمانية وسنصل إلى ما نصبو إليه بإذن الله .. التمكين أو الشهادة".
"القطبيون": السنوات الماضية شهدت انحرافاً فى إقامة الشريعة الإسلامية على يد الإخوان المسلمين.. رئيس دعوة أهل السنة والجماعة: تيارات الإسلام السياسى انشغلت بالعمل السياسى على حساب الدعوة إلى الله
الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 09:06 ص
الشيخ عبد المجيد الشاذلى رئيس دعوة أهل السنة والجماعة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي كامل
رؤية صادقة صافية مخلصة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
نعم تركو الدعوه وتفرغوا للمنصب
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس احمد الجندى
هذا الرجل يقول دائما مافى صدرى وفى وقت حاسم
عدد الردود 0
بواسطة:
عيد بكرى
كلام يحتاج الى تنفيذ
عدد الردود 0
بواسطة:
المفكر الحر
الإسلام يشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والاعلام والانتاج ...
كما يشمل الصلاة والزكاة والصيام والحج...
عدد الردود 0
بواسطة:
الموحد
حد الاسلام واصحاب الحد وعم شاكر
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
جزاكم الله خيرا