وتصادف أن تواجدت من بين السيارات المتوقفة حافلة السائحين الذين يقومون برحلة سفارى لمنطقة الصحراء البيضاء وتوقفوا ضمن العالقين بالمنطقة، حيث اضطروا للمكوث بإحدى المقاهى على جانب الطريق المغلق وهم فى حالة من الاستياء الشديد مع مرور الوقت وتأخر المسئولين فى اتخاذ إجراءات حاسمة نحو حل المشكلة مما استدعى السفير الهولندى بالقاهرة جيرارد ستيخن لأن يجرى اتصالاً هاتفياً بعدد من السائحين المحتجزين طلب منهم الالتزام بمواقعهم وعدم الاحتكاك بأهالى القرية وتحدث مع مرشد الفوج السياحى وطلب منه ترجمة ما يقوله نصاً لهم موجهاً رسالة حادة لأهالى القرية مفادها أن ما يقومون به من احتجاز للفوج السياحى يقع تحت بند الاختطاف ويحملهم المسئولية القانونية تجاه ذلك وأنه ليس للهولنديين دخلا فى مشكلة تتعلق بانقطاع الكهرباء فى قرية مصرية.
ونفى أهالى القرية المعتصمين أنهم قد قاموا باختطاف الفوج السياحى الذى يتحرك بحرية تامة، كما أن عدداً من الأهالى المعتصمين قد ساعدوا الفوج السياحى فى نصب خيمة كبيرة لهم تمهيداً لمبيتهم فيها بعد أن قضوا ساعات طويلة محتجزين على الطريق ولم يتمكنوا من المرور لاستكمال رحلتهم السياحية وهو ما أصابهم بحالة من الإعياء الشديد، حيث عبروا عن استيائهم من عدم تدخل المسئولين المصريين لحل تلك المشكلة حتى الآن.
وفى الوقت الذى بدأت فيه مديرية الأمن بالمحافظة تستنفذ كل الحلول الودية لاحتواء الموقف وفتح الطريق صدرت توجيهات من وزير الداخلية بتحريك تشكيلات أمنية تجاه المنطقة تمهيدا لفض اعتصام أهالى القرية ولو لزم الأمر باستخدام القوة، حيث تحركت القوات بالفعل.
وقبل وصول قوات الشرطة نجح اللواء طارق مهدى، محافظ الإقليم فى إقناع المعتصمين على طريق القاهرة الفرافرة بفض اعتصامهم وتحرير الفوج السياحى المحتجز وذلك بعد أن قام بإجراء اتصالات هاتفية بإحدى الشركات الاستثمارية التى وافقت على مد القرية بالسولار اللازم لإنارة 6 ساعات إضافية على مدار 4 أشهر لحين استلام شركة الكهرباء محولات الديزل تمهيدا لإدخال القرية فى نطاق الشبكة الموحدة لتصل ساعات الإنارة بالقرية إلى 20 ساعة يوميا.
واستنكر أعضاء الفوج السياحى الذى تم احتجازه على طريق الفرافرة القاهرة منذ صباح أمس الثلاثاء، تأخر المسئولين بالمحافظة تجاه المشكلة والتى تم حلها باتصال هاتفى من اللواء طارق مهدى، محافظ الإقليم قبل وصوله لمقر الاعتصام واستيائهم من تحركات المسئولين بمركز الفرافرة الذين لم يستطيعوا على مدار الساعات الماضية من تقديم حل قاطع لإقناع الأهالى بفتح الطريق واعتبر البعض منهم أنهم فى حالة اختطاف بشكل غير مباشر وقاموا بتصعيد المشكلة لسفير بلدهم بالقاهرة.
وقال عصام يحيى، المرشد للسياحى للفوج السياحى "لليوم السابع"، إن الفوج عاش ساعات عصيبة حتى لحظة السماح لهم بالمرور على الطريق ولم يعجبهم تجاهل المسئولين بالمحافظة للمشكلة بشكل جاد، مما استدعى عدداً منهم إلى عدم تكرار تلك الرحلة مرة أخرى ومنهم من أخذ انطباعاً سيئاً عن تعامل المسئولين مع المشكلات الحياتية للمصريين، مؤكدا على أن أهالى القرية كانوا يعاملون السياح باحترام وساعدوهم فى نصب الخيام لهم وتلبية مطالبهم إلا أن ذلك لم يغير انطباع أعضاء الفوج السياحى بأنهم كانوا مقيدين الحرية على مدار تلك الساعات الماضية.
وقال اللواء طارق مهدى، محافظ الإقليم لـ"اليوم السابع"، إن هذا الحل كان لديه منذ بداية الأزمة ولكنه كان يرجو من الأهالى أن يصبروا تلك الشهور حتى ليضغط على ميزانية المحافظة فى الوقت الذى يحتاج فيه لكل الدعم من أجل البدء فى المشروعات الكبيرة التى تم وضع أجندة لها مع رئيس الوزراء وأنه بالفعل تم فتح الطريق وتحرك كل الركاب العالقين على الطريق بمن فيهم الفوج السياحى الذى تضمن 28 سائحاً أجنبيا، حيث تم تأمينهم تماما على الطريق لحين وصولهم لوجهتهم.
كانت بداية الأزمة منذ أسبوع عندما طالب أهالى القرية مسئولى المحافظة بزيادة تشغيل ساعات الكهرباء للقرية بضمهم للشبكة الموحدة للكهرباء ونظموا وقفات احتجاجية لهذا الغرض وقام أكثر من 64 شخصاً من أهالى القرية بتصعيد احتجاجهم بالدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام وقاموا بنصب خيمة بمقر الوحدة الصحية للقرية وتمادوا فى التصعيد بقطع طريق القاهرة الفرافرة الرئيسى بعد فشل المفاوضات التى تمت بين المسئولين بمركز الفرافرة وبين أهالى القرية الذين.
وبرر أهالى القرية إصرارهم على التصعيد بسبب ما يعانونه من مشكلات بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائى عن المصالح الخدمية والمدارس والمستشفيات وما ينعكس أثره عليهم من معاناة واعتبروا مطلبهم بضمهم للشبكة الموحدة للكهرباء غير مبالغ فيه وأنه من أبسط الحقوق التى يجب أن يحصل عليها إلى مواطن.


