تناولت مجلة "تايم" الأمريكية حدث اختيار بابا جديد للكنيسة القبطية فى مصر، وقالت إن البابا الجديد تواضروس الثانى سيتولى قيادة واحدة من أكبر الجاليات المسيحية فى الشرق الأوسط، ويواجه مهمة صعبة فى أعقاب فترة البابا السابق المبدع شنودة الثالث، الذى ظل على رأس الكنيسة على مدار أكثر من 40 عاما، حتى وفاته فى مارس الماضى.
وأوضحت الصحيفة، أن هناك شقين للتركة التى خلفها شنودة، فقد جعل من المستحيل تقريبا، أن يتطلق الزوجان القبطيان داخل الكنيسة، واتخذ قرارا استراتيجيا بالتحالف مع حكم مبارك، كوسيلة لضمان سلامة الأقباط، وقد أدى الموقف الأخير بشنودة إلى مواقف محرجة، مثل تأييده العلنى المكرر لمبارك من بينها تأييده أثناء الثورة.
وتتابع المجلة، قائلة إنه فى عهد البابا شنودة أبرمت الكنيسة القبطية صفقة مشتركة شائعة فى الشرق الأوسط، وهى أن الأقليات الدينية أو العرقية تتحالف مع الحاكم السلطوى، كوسيلة لحمايتها من الأغلبية المسلمة، لكن فى مصر والشرق الأوسط، فإن هذه الصفقة قد عفا عليها الزمن بعدما حلت الحكومات الإسلامية محل الحكام المستبدين فى العالم العربى، وفى ظل تولى قيادى بجماعة الإخوان المسلمين رئاسة البلاد، فى إشارة إلى محمد مرسى، وسيطرة الإسلاميين على الجمعية التأسيسية، التى تتولى صياغة الدستور الحالى، فإن التحدى الأول الذى سيواجه البابا تواضروس، هو إعادة تحديد العلاقة بين الكنيسة والدولة، وستكون تلك مهمة شاقة، فحتى قبل الصورة، كان جيل الشباب بين الأقباط المسيحيين، قد توقفوا عن توقع الشجاعة أو القيادة السياسية من الكنيسة، واعتبروا سياسات البابا شنودة تصالحية لدرجة أكبر من اللازم، وهدفها البقاء إلى جانب مبارك.
وتمضى المجلة الأمريكية، فى القول إن الغموض النسبى للبابا الجديد، يثير مجموعة من الأسئلة حول سياسته وشخصيته السياسية فى المستقبل، ونقلت الصحيفة عن كيس هولسمان، عالم الاجتماع الهولندى، الذى درس الأعمال الداخلية للكنيسة القبطية على مدار 30 عاما، قوله إن الناس لا تعرف الكثير عن تواضروس، ليس لديه تقريبا أى ملف شخصى خارج البحيرة، ويعتقد مراقبو شئون الكنيسة أن هذا تحديدا ما أراده حكماء الأقباط فى البابا الجديد.
وأثنت المجلة على شفافية عملية اختيار البابا، وقالت إن الشفافية لم تكن أبدا موجودة فى مصر الحديثة، فلحظات التحول الهامة فى البلاد، مثل الإطاحة بمبارك أو مناورة الرئيس مرسى مع خصومه فى المجلس العسكرى السابق فى أغسطس الماضى، حدثت خلف الأدوار المغلقة، وعرف الرأى العام زعيمه الجديد ببيانات مبهمة، فكان اختيار البابا الجديد من إجراءات الشفافية الحقيقة فى البلاد.
تايم: أول مهام البابا الجديد إعادة تحديد علاقة الكنيسة بالدولة
الثلاثاء، 06 نوفمبر 2012 03:37 م
البابا تواضروس الثانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة