أكد دكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التحولات الكبرى الجارية فى العالم العربى والأفريقى والمتمثلة فى الحراك الشعبى من أجل التغيير والإصلاح وإرساء دعائم الديمقراطية تفرض على الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى إعادة ترتيب الأولويات، لمواكبة التحديات الجديدة المصاحبة لها وما ارتبط بها من تطلعات وآمال واسعة للشعوب.
ولفت خلال مشاركته فى الملتقى السنوى الهام لمبعوثى ووسطاء المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتسوية الأزمات فى القارة الأفريقية، إلى أنه لا ينبغى حصر مهددات السلم والأمن فى العوامل السياسية والعسكرية فقط، بل إن مفهوم السلم والأمن فى عالمنا المعاصر أشمل، ويتضمن جملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، موضحا أن هذا يتطلب مراجعة وتحديث أطر العلاقات المؤسسية بين المنظمات الدولية العاملة فى مجال التنمية وبين المنظمات الإقليمية.
وأشار العربى إلى أن التجارب فى القارة الإفريقية أثبتت أن الفشل فى إدماج العوامل التنموية عند مناقشة مهددات مفهوم السلم والأمن يؤدى حتما إلى انهيار بناء السلام. كما اغتنم هذه المناسبة لتوجيه التحية والتهنئة وخالص التقدير لمعالى الدكتورة نكوسازانا دلامينى زوما، بمناسبة تسلمها رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقى فى هذا الوقت الهام بالتزامن مع احتفال الاتحاد الأفريقى بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وبدء عقد جديد يملؤه التصميم على مواصلة العمل لتحقيق آمال الشعوب الأفريقية فى جعل قارتهم خالية من النزاعات، وتكريس مقدراتها ومواردها الهائلة للتنمية.
وأكد أن جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى يقومان حاليا بالتنسيق لإنشاء آلية مشتركة يتم من خلالها الاتفاق على إجراءات عملية لدعم الإنجازات الإيجابية التى تحققت مؤخرا فى الصومال والتى أسفرت عن انتهاء المرحة الانتقالية، كما نجحت المنظمتان فى عقد قمة إفريقية عربية فى ليبيا منذ عامين تبنت هذه القمة إعلان ختامى طموح لتعميق الشراكة الإستراتيجية بين دولهما، كما يجرى الترتيب لعقد القمة الإفريقية العربية الثالثة فى الكويت عام 2013.
وطالب العربى بتكثيف التعاون بين الجانب الأفريقى والأمم المتحدة بفروعها الرئيسية وبين المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية بصفة عامة فى كافة دول العالم، وأن يقام تعاون بناء على تشابك حقيقى لآليات عمل هذه المنظمات تدفعها للعمل بشكل متكامل، ويفرض على الأمم المتحدة تقديم مزيد من الدعم والخبرة للمنظمات الإقليمية.
واقترح الأمين العام أن يكون لهذا الملتقى التشاورى الهام طابعا مؤسسيا يضم، بالإضافة إلى مبعوثى المنظمات وغيرها من الأجهزة السياسية الدولية والإقليمية المعنية بتعزيز السلم والأمن فى إفريقيا، ممثلين لكبريات المنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة فى ميادين التنمية كالبيئة والصحة والزراعة والغذاء، لإثراء النقاش الدائر حول مسائل النهوض بمسائل السلم والأمن فى القارة.
العربى: تحقيق السلم والأمن بافريقيا لايرتبط بالعوامل السياسية والعسكرية فقط
الإثنين، 05 نوفمبر 2012 01:08 م