قال الكاتب عمر طاهر، إنه عندما قرأ فى الدين "فتن بالروحانيات" مكتشفا أن هناك مناطق فى الدين للمحبة والشعر، حيث أصبح منجذبا لها ومغرما بالكتابة فيها، لافتًا إلى أنه بعد الثورة ومع اقتراب الانتخابات كان الجميع فى الشارع المصرى يتحدث بقال الله وقال الرسول، وهو ما دفعه للقراءة المتعمقة فى الدين، ليستطيع الرد على من يكفره طوال الوقت.
وأضاف طاهر خلال لقائه بجمهور معرض تونس الدولى للكتاب، والذى أداره الشاعر إبراهيم داود، وقال: "إنه مع تحفظه على الكتابة الساخرة، هناك كاتب قد يكون ساخرا وقد لا يكون، واتخذ عمر طاهر نهج استثمار البداهة المصرية بتجلياتها المتعددة، وعمر طاهر ليس كاتبا ساخرا كما يطلق عليه وهو كاتب تحميه روح طفولية طوال الوقت، وقد ساهم مع كتاب جيله فى التمهيد لشىء عظيم جرأ الناس فى ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة فى الوصول للهدف من أقصر طريق".
وأشار "داوود" إلى أن كتاباته أحيانا تكون مؤلمة للغاية، كما يرى أن الشاعر بداخل عمر طاهر هو الذى دفعه للكتابة بشكل تلقائى، مشيرا أيضًا إلى أن عمر طاهر من مواليد الصعيد وشارك فى إصدار الكثير من الصحف المستقلة أشعاره بالعامية "قهوة وشيكولاتة"، "مشوار لحد الحيطة"، وكتب للسينما "طير أنت"، "عمليات خاصة"، وله مجموعة من الألبومات الساخرة الجماهيرية "شكلها باظت"، "ابن عبد الحميد الترزى"، "زمن الغم الجميل"، "زملكاوى".
وبدأ عمر طاهر كلمته بإلقائه نصين من أشعاره "تخيل نفسك"، و"الخريطة"، وعن الكتابة الساخرة اتفق طاهر مع رأى داود فى فكرة الكتابة الساخرة وقال: "رغم فرحى بأن يقال على كاتب ساخر، ولكن مصطلح الكتابة الساخرة لم يعد مثلما كان وحدث لها هبوط، وأصبح قائما على مدرسة اللمبى فى الكتابة، وفى كتاباتى لا أكتب شيئا ساخرا فقط وإنما التقط الكوميديا فى ظل ما نعيشه، وفى بداية عملى بالكتابة الساخرة كنت أكتب فى جريدة "اضحك للدنيا" وكان لها طابع ساخر وهذه كانت تجربة جديدة فى مصر، رغم قصر عمرها فصدر منها 50 عددا فقط، وهذا جعلنى أفكر كيف أعمل بالتفكير الساخر على علاقتنا بالشارع وجاءت خطوتى الثانية بظهور جلال عامر الذى استطاع أن يقول، إن الكتابة الساخرة يوضع بداخلها كلام عن الاقتصاد أو الزراعة أو السياسة وتكون الكتابة الساخرة مفيدة، وحتى عندما أكتب عن بعض الموضوعات مثل الزواج فى مصر فلدى مساحة للكوميديا بشكل كبير بداية من اتفاقات الزواج حتى الفرح، وكتبت "شكلها باظت" وكان لها جمهورها، هناك أبواب كثيرة تفتح مجال القراءة وعندما كنت أرى قارئا فى المترو أو فى الشارع يقرأ كتابا لى كان هذا شيئا جديدا بالنسبة لى، وفكرة أن مهنة الكاتب لم تكن موجودة وكان من يسأل لمن يقرأ الإجابة الدائمة نجيب محفوظ، ولكن بدخول فكرة القراءة منذ عام 2003 تقريبا ووجود مكتبة ديوان ومعرفة ما يسمى بحفلات التوقيع بدأ ظهور كتاب وشعراء لم يكن أحد يعرفهم وظهرت حالة من الرواج لكتاباتهم.
وعن الثورة قال عمر طاهر، إنه يوجد دائما الميزان الذى يعرف منه آراء الشارع وهو القهوة تحت منزلى فى وسط البلد، لافتا أنه طوال الوقت يتعلم من وجهات النظر فى الشارع ومن المواطن العادى الذى يرى الموضوع بشكل جيد ولديه تساؤلات تنبهنى أن ليس كل ما يقال عن الرأى العام فى الثورة صحيح.
أما عن اتجاهه للكتابة عن الدين فى الفترة الأخيرة قال عمر طاهر بعد الانتخابات الرئاسية قررت ألا أكتب فى السياسة وأننى إذا نزلت الميدان يكون مكانى فى المستشفى الميدانى والجانب الإنسانى، وأضاف طاهر أنه عندما ظهرت التيارات الإسلامية وسيطرت على المشهد أصبح الجميع يتحدثون بقال الله وقال الرسول، وهذا كان محفزا لأن أقرأ فيما قال الله، وقال الرسول لأفهم أكثر عن الدين، وأستطيع أن أرد على من يكفرنى طوال الوقت، وعندما قرأت فى الدين فتنت بأشياء أخرى غير ذلك واكتشفت أن هناك مناطق فى الدين للمحبة والشعر وأصبحت منجذبا لها ومغرم بالكتابة فيها فأنا لم أكتب عن الفقه أو الشريعة، ولم أكن متوغلا فى سيرة الدين عندما تعمقت فيها كان مجالا جذابا لى، وأخرجت منها الروحانيات ولم أخرج الجزء الخاص بنصوص الدين وإنما بالأشياء الإنسانية ولم أعمل على أشياء فى شكل نصائح ولم أخرج منه الجزء السياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة