لا تكلفى نفسك عناء الانتظار ولا تتوقعى أملاً فى الحل فهم لن ينفعوك ولن ينصفوك، فمهما وعدوا ومهما قالوا وشجبوا ونددوا فلن يحموك، لن يتغير الحال فهو ثقافة شعب أدمن الخطأ واعتاد الخنوع، لن ترحمك نظراتهم ولن يتورعوا فى استكشاف جسدك أو جرح مشاعرك بكلمة أو لفظ خارج.
خرج علينا من يقول إن الفتاه هى السبب فى التحرش ولكنهم تناسوا أن هناك من تغتصب وتنتهك أستار براءتها وهى فى سن السادسة ولعل حادثة فتاة أسوان ذات الثمانى سنوات والتى التهم طفولتها مدرسها داخل الفصل، فهل السبب هو ملابسها المثيرة أم تبرجها الفاضح أم كلامها أم مشيتها أم ضحكتها؟
تجاهلوا - وما زالوا - أن نصف المتحرش بهن محجبات وأحياناً منتقبات، إذاً فالتحرش هو سلوك حيوانى لا يفرق بين هيئة أو شكل أو ديانه، امتلأت الدنيا حديثاً عن أنها نصف المجتمع ولكنهم تركوها لينهشها النصف الآخر بلا رحمة.
مؤخراً احتدم الصراع بين ما هو مدنى وما هو إسلامى فى تأسيسية الدستور الموقرة وكلاهما سيان، فكل منهم يبحث عن مصلحة حزبية أو ورقة انتخابية، فمنهم من يريد تقنين الدعارة ومنهم من يريد تقنين زواج القاصرات ومنهم من يطالب بمساواة المرأة مع الرجل ومنهم من يطالب بحريتها ولكنهم يرفضون الاعتراف بحقها فى الأمان حتى فى بيتها، فلا يكاد يخلو بيت فى مصر من متحرش ولا تكاد تخلو شوارعها من ذئب بشرى.
هل السبب هو التعليم أم الاقتصاد أم التربية أم البعد عن الدين؟ لا أظن أن السبب هو أى من تلك ولا أعلم السبب، ولكن أقولها وبكل ثقة أن التحرش هو أسلوب حياة.
أختى ضحية التحرش، متبرجة كنت أو لا، سافرة كنت أو محجبة، مسلمة كنت أو مسيحية بكل أسف لن تحل مشكلتك.
يقول تعالى: ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). الرعد
