د. عمرو محمد صلاح الدين يكتب: السقوط الساخر

السبت، 03 نوفمبر 2012 01:35 م
د. عمرو محمد صلاح الدين يكتب: السقوط الساخر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمشى كل يوم.. فى نفس الشارع الملىء بالحفر، تأملت إحدى هذه الحفر، بعد أن تعثرت فيها، نهضت ثم سرت.

من بعيد.. أرى شخصا، وصلت إليه.. هل أصابنى الجنون؟ أنه نفس الشخص فى نفس المكان، يرمقنى باحتقار، ينظر إلى متأففا، ركضت حتى لا تصيبنى سهام نظراته، اختبأت، رأيت طابورا تحت جدار، يبدو أن أفراد هذا الطابور يختبئون من شىء ما، انضممت إليهم، مرتعبا، مرتعشا، رأيت حفرة سحيقة.. يا إلهى ما هذا؟!.. إنها تبتلع أفرادا من الطابور، سمعت صرخات وعويلا، أغمضت عينى.. ماهذا؟!! أنه حبل يلقى فى الحفرة، فرحت، لكن هذا الحبل مهلهل، ياإلهى!! لقد سقط الحبل فى الحفرة، فزعت، ركضت إلى الأمام، لا بل إلى الخلف، هربت من الصرخات العالية، حتى وجدت رجلا عجوزا جالسا بهدوء، انضممت إليه وهو يحكى حكاية جميلة، يوم أن كان هذا الشارع يجمع بين جنباته سكانا بشوشين متفائلين، يضحكون ويعملون ويزرعون ويأكلون، ضقت ذرعا بهذا العجوز، رحلت، أردت أن أغادر هذا الشارع الملىء بالحفر، والملىء ببشر يتصارعون، لم أستطع، فهذا الشارع محاط بجدار عال، رأيت رجالا أعلى هذا الجدار ينظرون إلى بسخرية، يضحكون ويقهقون، تعبت، أخذت جانبا مظلما، وجدت الكثير ممن أخذ هذا الجانب، جلست أضرب كفا بكف، بكيت حتى تعبت، ثم استلقيت فغفوت.

سمعت صراخا، فزعت، يا له من حلم مزعج، نسيت إغلاق التلفاز، نزلت إلى الشارع.

ما هذا؟!! أنه نفس الشارع الملىء بالحفر، رأيت حفرة.. إنها نفس الحفرة، تأملتها، سرت مستسلما حتى تعثرت فيها، وسقط على وجهى ضاحكا بسخرية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة