أثار الرئيس محمد مرسى وجماعة "الإخوان المسلمين"، أزمة حادة وخلافا شديدا داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد إصدار وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، بيانًا يعارض فيه بشدة تصريحات رئيس الشعبة الأمنية والسياسية فى الوزارة الجنرال احتياط عاموس جلعاد، والتى دارت حول الديمقراطية فى مصر.
وجاء فى البيان، الذى صدر عن مكتب باراك ونشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، "إن التصريحات المنشورة لجلعاد لا تعكس موقف وزارة الدفاع أو إسرائيل"، مضيفا، "أن تل أبيب لا تنوى التدخل فى الشئون الداخلية لمصر".
وجاء فى البيان أيضاً، أن جلعاد أكد فى أقواله على أهمية اتفاقية السلام مع مصر، والعلاقات السلمية معها، وعبر عن قلقه من تغييرات محتملة فى الشرق الأوسط.
ووصف رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية نظام الحكم الذى يقوده الرئيس محمد مرسى فى مصر بـ"الديكتاتورى المروع"، على حد قوله.
وأعرب المسئول الإسرائيلى عن قلقه من صعود جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الحكم فى مصر، مشيراً إلى أن غياب الحوار بين إسرائيل والرئيس المصرى محمد مرسى سيستمر فى المستقبل أيضاً.
وقال جلعاد، خلال كلمة له أمام مؤتمر "الجمعية الاستراتيجية"، أقيم أمس، الجمعة، حول السلام والأمن فى المنطقة بمدينة "هرتسليا"، إن إسرائيل تولى معاهدة السلام مع مصر أهمية كبيرة، معتبراً ذلك أغلى بألف مرة من أن تقوم إسرائيل بتجنيد قوة عسكرية.
وأشارت يديعوت إلى أن التصريحات التى أدلى بها عاموس جلعاد هى أعنف تصريحات يدلى بها مسئول إسرائيلى حتى الآن منذ صعود جماعة "الإخوان المسلمين" والرئيس محمد مرسى الذى انتخب فى يونيو الماضى.
وقال جلعاد، "إن القوى الليبرالية التى فجرت الانتفاضة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك فى عام 2011 تلاشت"، مضيفا، "ما نشأ عن هذه الديمقراطية قوة ديكتاتورية صادمة"، وتساءل جلعاد، "أين كل الشباب الذين تظاهروا فى ميدان التحرير؟ لقد تبخروا".
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل لم تكن دافئة فى أى وقت، رغم معاهدة السلام، حيث يراقب الإسرائيليون بذعر صعود جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة للسلطة.
وقال المسئول الإسرائيلى، "الرئيس المصرى لا يستطيع أن ينطق عبارة دولة إسرائيل، ويتجنب أى إشارة مباشرة إلى إسرائيل فى كلماته وتصريحاته العلنية"، مضيفا "لا يوجد أى حوار بين كبار المسئولين الإسرائيليين وبين هذا الرئيس، ولا أعتقد أنه سيكون هناك حوار".
وكان جلعاد قد تطرق أيضاً، خلال كلمته، للملف الفلسطينى، قائلا، "إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين فى المرحلة الحالية، وإن تل أبيب ملتزمة بالحفاظ على الحوار مع السلطة الفلسطينية من أجل الحفاظ على التنسيق الأمنى".
وأشاد جلعاد بتعامل الأردن مع التهديدات التى تصل من قبل التنظيم الجهادى العالمى.
بعد وصف جلعاد للنظام المصرى بـ"الديكتاتورى المروع".. مرسى و"الإخوان" يثيران أزمة حادة داخل "الدفاع الإسرائيلية".. باراك يرد: تصريحاته لا تعكس الموقف الرسمى لإسرائيل.. ولا نتدخل فى الشأن الداخلى لمصر
السبت، 03 نوفمبر 2012 01:14 م