إذا كنا من المؤمنين بقاعدة أن «الإجابة تونس»، فعلينا أن ننظر لما تشهده جارتنا فى الربيع العربى من صراع مكتوم سببه التيار السلفى المتشدد، فهو يطابق ما شهدته مصر مؤخرا من ظهور لتيارات سلفية متشددة، تعاملت معها الحكومة بمبدأ «خلينى فى حالى».
فإذا كنا نعتبر تونس التى سبقتنا فى إزاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على هى مؤشر لما يمكن أن يحدث فى مصر، فعلينا أن نعى جيدا لما يجرى بها حاليا بسبب التيارات السلفية المتشددة وتراخى التعامل الحكومى معها، حتى لا نفاجأ بأننا فى مربع الخطر، والخطر هنا مقصود به حالة الخوف الحكومى من مواجهة المتشددين من السلفيين، وكأن على رأسهم ريشة، فالأسبوع الماضى ألغى بعض من هؤلاء حفلا فنيا بمحافظة المنيا، بداعى أنه يحوى ترانيم كنسية، وفى المقابل لم يتحرك ساكن للحكومة ولا لوزارة الداخلية لمواجهة هذا الانفلات، وكأننا عدنا مرة أخرى لعصور الحسبة.
رجال الأمن فى تونس بدأوا يدقون لنا جرس الإنذار من خطر السلفيين، بعدما فاض بهم الكيل من تصرفات السلفيين وسلبية الحكومة فى التعامل معهم، فخرجوا الخميس الماضى هم والحرس الوطنى والأمن الرئاسى التونسى فى مظاهرة احتجاجية أمام وزارة الداخلية التونسية للاحتجاج على ما أسموه بتهاون الداخلية فى التعامل مع ظاهرة السلفيين الخطيرة، فرجال الأمن فى تونس يؤكدون أنهم لا يملكون التعليمات للتصدى للسلفيين واستخدام السلاح، مما يجعلهم عرضة للاعتداءات عليهم، كما حدث منذ أيام قليلة بمنطقة دوار هيشر بضواحى العاصمة تونس، حيث تعرض ضابط كبير لاعتداء عنيف من جانب عدد من السلفيين المتشددين، وما زال طريح الفراش بالمستشفى حتى الآن دون أن يجد من يرد له حقه المسلوب.
حديثى عن تونس مبعثه حالة التشابه بين الحالتين التونسية والمصرية فى زواج الإسلام السياسى بين الإخوان المسلمين والسلفيين لتحقيق مصالح خاصة وضيقة بكل فصيل، لكن فى تونس انقلبت سريعا حالة الود والغزل المتبادل بين قيادات الحركة وعلى رأسهم راشد الغنوشى، والسلفيين إلى عداء مؤشره طلب موافقة الحكومة التونسية على تمديد العمل بقانون الطوارئ لثلاثة أشهر أخرى تنتهى فى يناير 2013، والسبب فى ذلك المواجهات التى شهدتها تونس الأسبوع الماضى بين الشرطة وسلفيين ما أدى إلى مقتل شخصين.
السلفيون فى تونس مثلما كانوا الهاجس الذى يسيطر على القوى الليبرالية، تحولوا اليوم أيضا إلى الاتجاه المعاكس لحركة النهضة الإسلامية، التى تيقنت أن التيار السلفى لن يتطور كما كان يتمنى الغنوشى، وأنهم كما سبق أن وصفهم الرئيس التونسى، المنصف المرزوقى، العلمانى المتحالف مع حزب النهضة، بأنهم «خطر كبير» على المغرب العربى، والحديث هنا بطبيعة الحال منصب على التيارات المتشددة من السلفيين، فهناك تيارات داخل السلفية لديها أفق واسعة فى الحوار والتعاطى مع الآخر، لكن للأسف الشديد بدأ هذا التيار فى الانزواء ولو مؤقتا لصالح بعض المتشددين الذين يملأون الدنيا ضجيجا.
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحي فايز
ماذا فعلت السلفيه في مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد التهامي
صاحب التعليق رقم1علي حق
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
الى كلا التعليق سؤال يطرح نفسه هل هذا يقوله مسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود يوسف ايوب
ليس كل السلفين