تعودنا دائما أن تأتى الرياح بما تشتهى أو لا تشتهى السفن.. فكيف يا إخوانى لو قررت السفن أن تأتى بما تشتهى الرياح.. ماذا لو قررت السفن أن تأتى بأفعال من شأنها التسبب فى الغرق ذاتياً دون أدنى مجهود من الرياح، ماذا لو قررت السفن أن تغرق نفسها بنفسها فتأتى الرياح فلا تجد ما تطيح به وتبعثر آماله.. وإلا فبماذا تفسرون يا إخوانى ما يفعله المصريون هذه الأيام.. كلما اجتمعت فئة قررت أن تعمل ضد مصالحها وضد العقل والمنطق.. فها هم العمال يتركون مصانعهم والموظفون يتركون مصالحهم لكى يبيتوا الليالى أمام هذه الجهة أو تلك مغلقين مصانعهم ومصالحهم تهوى إلى القاع ويعرضون مصدر رزقهم إلى أخطار ساحقة.. وها هو جمهور الرياضة العتيد الذى متعته الوحيدة وسبب وجوده هو الرياضة يرفض استمرار الرياضة فى مصر.. وها هم المصريون الذين يعانون بشدة من الإنقلات الأمنى ذهب البعض منهم ليمطر وزارة الداخلية الجريحة بوابل من الحجارة لا لشىء إلا لإحياء ذكرى حوادث محمد محمود العام الماضى، ولتبقى عادة ونمطر السكة الحديد بالحجارة فى ذكرى حادثة القطار ونمطر ميناء سفاجا بالحجارة فى ذكرى العبارة.. ما هذا التخلف الذى نعيش فيه وأين المنطق فى ما نرى يوميا من أحداث وما هو الفيروس الذى أصابنا أصاب ما يسمى بالعقل الجمعى المصرى حتى أننا كلما اتخذنا قرارا جماعيا كان هو أسوأ القرارات ووجدنا أنه لا يدعمه أى عقل أو منطق.
هشام الصادق يكتب: عندما تأتى السفن بما تشتهى الرياح
الخميس، 29 نوفمبر 2012 12:15 ص