7 ماجستير و3 دكتوراه.. بدأ عازف أكورديون واتجه للتلحين..
عمار الشريعى.. الطفل الضرير الذى أصبح أفضل موسيقار فى الشرق الأوسط
الخميس، 29 نوفمبر 2012 11:53 ص
كتبت - هنا موسى
قليلون فى عالم الموسيقى استطاعوا أن يكونوا علامات بارزة فى مجال التلحين لينالوا ثقة المستمع وجعله يتحمس لسماع الأغنيات التى يضعون الألحان لها قبل أن يبحثوا عن اسم مطربها، ويأتى الموسيقار الكبير عمار الشريعى الشهير بـ«غواص فى بحر النغم» فى قائمة الموسيقيين الذين يخلقون حالة شجن مميزة للأعمال التى يقدمونها تجعلنا نبكى أحيانا مثل أغنية «الحدود»، التى لا تزال تحقق نجاحا كبيرا جدا، وتخطت مشاهدتها على موقع اليوتيوب 2 مليون ونصف المليون مشاهد، وأغنية فيلم البرىء التى تقول كلماتها «الدم اللى فى إيديا بالليل ينده عليا.. ويقولى قتلت مين.. بيقولى يا إنسان تفرق السجان إزاى مين السجين.. القلب اللى كان برىء زى الطير الطليق إزاى ضلت عيونه لما شاف الطريق»، وغيرها من الأعمال حيث قدم مئات الأعمال الغنائية التى تغنى بها مطربون كبار فى ألبوماتهم أو مسلسلات تليفزيونية وإذاعية وأفلام سينمائية ومسرحيات استعراضية، حيث قدم الشريعى حتى الآن موسيقى أكثر من 50 فيلماً، و150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، و10 مسرحيات غنائية استعراضية.
ورغم أن الشجن يغلب على أعمال الشريعى فإنه يضفى البهجة على كل من يتعامل معهم بوجهه البشوش الدائم الابتسام ولسانه الذى لا يتوقف أبدا عن إطلاق النكات وخلق حالة من الأمل والتفاؤل فى كل مكان يذهب إليه.
ويعد الموسيقار عمار الشريعى نموذجا حيا للإرادة القوية ومثلا أعلى للشباب، لأنه رسم طريق نجاحه منذ طفولته متخطيا جميع الصعوبات، حيث تعلم الموسيقى بمدرسته الثانوية فى سمالوط بمحافظة المنيا فى إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين فى دراسة الموسيقى، وبمجهوده الذاتى أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم الأورج.
ولم يكتف الموسيقار بالموهبة التى زرعها الله بداخله بل أصر على صقلها بالدراسة، حيث حصل على 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه، وبدأ الشريعى حياته العملية عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون فى عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى آلة الأورج، حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفى جيله، ثم اتجه بعد ذلك إلى التلحين والتأليف الموسيقى.
والشريعى دائما مغرم باكتشاف المواهب الغنائية المميزة، حيث كون فرقة الأصدقاء عام 1980 والتى كانت تضم المطربين منى عبدالغنى، وحنان وعلاء عبدالخالق، قدموا مجموعة كبيرة من الأغنيات الناجحة والتى ظلت عالقة بأذهان الجمهور حتى الآن منها أغنية «الموضات»، و«تحت العشرين»، و«إلى كل طير مهاجر» و«الحدود»، واكتشف بعد ذلك المطربة هدى عمار والتى أعطاها اسمه، وقدمت فى فترة التسعينيات من القرن الماضى أغانى مهمة ومميزة قبل اختفائها أيضا عن الساحة الفنية، ثم دعم بعدها موهبة الفنانة آمال ماهر والتى أصبحت حاليا من أهم الأصوات النسائية فى مصر والوطن العربى، كما اكتشف أيضا المطربة ريهام عبدالحكيم، ومى فاروق، وأجفان الأمير، وأخيرا دعم موهبة الفنان أحمد على الحجار وقدم له العديد من ألحانه فى أول ألبوماته الغنائية.
وتعاون الشريعى مع شركة ياماها اليابانية فى استنباط ثلاثة أرباع التون من الآلات الإلكترونية، إضافة إلى ابتكاره العديد من الإيقاعات والضروب الجديدة، وساهم أيضا مع مؤسسة دانسنج دوتس Dancing Dots الأمريكية فى إنتاج برنامج جود فيل Good Feel والذى يقدم نوتة موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين، وقام بتأليف كونشرتو لآلة العود والأوركسترا ومتتالية على ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا عمان السيمفونى عام 2005.
وحصل عمار طوال مشواره الفنى على العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة مهرجان «فالنسيا» بإسبانيا عام 1986، وجائزة مهرجان فيفييه بسويسرا عام 1989، كما حصل على العديد من الجوائز من السلطان قابوس بن سعيد ملك سلطنة عمان، وأيضا من الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى العديد من الجوائز التى حصل عليها من مصر من المركز الكاثوليكى للسينما وجمعية النقاد والكتاب وجائزة الدولة للتفوق فى الفنون وأيضا جائزة الحصان الذهبى لأحسن ملحن فى الشرق الأوسط لمدة 17 عاما متتالية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلون فى عالم الموسيقى استطاعوا أن يكونوا علامات بارزة فى مجال التلحين لينالوا ثقة المستمع وجعله يتحمس لسماع الأغنيات التى يضعون الألحان لها قبل أن يبحثوا عن اسم مطربها، ويأتى الموسيقار الكبير عمار الشريعى الشهير بـ«غواص فى بحر النغم» فى قائمة الموسيقيين الذين يخلقون حالة شجن مميزة للأعمال التى يقدمونها تجعلنا نبكى أحيانا مثل أغنية «الحدود»، التى لا تزال تحقق نجاحا كبيرا جدا، وتخطت مشاهدتها على موقع اليوتيوب 2 مليون ونصف المليون مشاهد، وأغنية فيلم البرىء التى تقول كلماتها «الدم اللى فى إيديا بالليل ينده عليا.. ويقولى قتلت مين.. بيقولى يا إنسان تفرق السجان إزاى مين السجين.. القلب اللى كان برىء زى الطير الطليق إزاى ضلت عيونه لما شاف الطريق»، وغيرها من الأعمال حيث قدم مئات الأعمال الغنائية التى تغنى بها مطربون كبار فى ألبوماتهم أو مسلسلات تليفزيونية وإذاعية وأفلام سينمائية ومسرحيات استعراضية، حيث قدم الشريعى حتى الآن موسيقى أكثر من 50 فيلماً، و150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، و10 مسرحيات غنائية استعراضية.
ورغم أن الشجن يغلب على أعمال الشريعى فإنه يضفى البهجة على كل من يتعامل معهم بوجهه البشوش الدائم الابتسام ولسانه الذى لا يتوقف أبدا عن إطلاق النكات وخلق حالة من الأمل والتفاؤل فى كل مكان يذهب إليه.
ويعد الموسيقار عمار الشريعى نموذجا حيا للإرادة القوية ومثلا أعلى للشباب، لأنه رسم طريق نجاحه منذ طفولته متخطيا جميع الصعوبات، حيث تعلم الموسيقى بمدرسته الثانوية فى سمالوط بمحافظة المنيا فى إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين فى دراسة الموسيقى، وبمجهوده الذاتى أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم الأورج.
ولم يكتف الموسيقار بالموهبة التى زرعها الله بداخله بل أصر على صقلها بالدراسة، حيث حصل على 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه، وبدأ الشريعى حياته العملية عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون فى عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى آلة الأورج، حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفى جيله، ثم اتجه بعد ذلك إلى التلحين والتأليف الموسيقى.
والشريعى دائما مغرم باكتشاف المواهب الغنائية المميزة، حيث كون فرقة الأصدقاء عام 1980 والتى كانت تضم المطربين منى عبدالغنى، وحنان وعلاء عبدالخالق، قدموا مجموعة كبيرة من الأغنيات الناجحة والتى ظلت عالقة بأذهان الجمهور حتى الآن منها أغنية «الموضات»، و«تحت العشرين»، و«إلى كل طير مهاجر» و«الحدود»، واكتشف بعد ذلك المطربة هدى عمار والتى أعطاها اسمه، وقدمت فى فترة التسعينيات من القرن الماضى أغانى مهمة ومميزة قبل اختفائها أيضا عن الساحة الفنية، ثم دعم بعدها موهبة الفنانة آمال ماهر والتى أصبحت حاليا من أهم الأصوات النسائية فى مصر والوطن العربى، كما اكتشف أيضا المطربة ريهام عبدالحكيم، ومى فاروق، وأجفان الأمير، وأخيرا دعم موهبة الفنان أحمد على الحجار وقدم له العديد من ألحانه فى أول ألبوماته الغنائية.
وتعاون الشريعى مع شركة ياماها اليابانية فى استنباط ثلاثة أرباع التون من الآلات الإلكترونية، إضافة إلى ابتكاره العديد من الإيقاعات والضروب الجديدة، وساهم أيضا مع مؤسسة دانسنج دوتس Dancing Dots الأمريكية فى إنتاج برنامج جود فيل Good Feel والذى يقدم نوتة موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين، وقام بتأليف كونشرتو لآلة العود والأوركسترا ومتتالية على ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا عمان السيمفونى عام 2005.
وحصل عمار طوال مشواره الفنى على العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة مهرجان «فالنسيا» بإسبانيا عام 1986، وجائزة مهرجان فيفييه بسويسرا عام 1989، كما حصل على العديد من الجوائز من السلطان قابوس بن سعيد ملك سلطنة عمان، وأيضا من الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى العديد من الجوائز التى حصل عليها من مصر من المركز الكاثوليكى للسينما وجمعية النقاد والكتاب وجائزة الدولة للتفوق فى الفنون وأيضا جائزة الحصان الذهبى لأحسن ملحن فى الشرق الأوسط لمدة 17 عاما متتالية.
مشاركة