◄عمار الشريعى الموسيقار الذى أحدث تغييرا فى شكل ومضمون الدراما التليفزيونية من خلال موسيقى التيترات
◄مجدى أبو عميرة: كان سابقا لعصره.. وفاضل: دراسته للأدب الإنجليزى جعلته مدركا لأمور الدراما.. وهانى إسماعيل: متابع جيد لكل ما يقدم فى التليفزيون
تميز الموسيقار الكبير عمار الشريعى فى وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات، والتى نالت معظمها شهرة ونجاحا كبيرا، حيث نجح الشريعى فى إدخال نغمات موسيقية جديدة غيرت فى شكل ومضمون الدراما التليفزيونية، فالموسيقى التصويرية التى يضعها فى أعماله تكون هى المعبر الأول عن طبيعة الأحداث التى تدور حولها العمل، حيث يستطيع المتلقى من خلالها أن يدرك طبيعة الأحداث دون أن يشاهدها، وهو ما أكده عدد كبير من مخرجى الدراما التليفزيونية، والذين تعاونوا مع المبدع عمار الشريعى، ومنهم المخرج الكبير مجدى أبو عميرة، والذى أكد فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أن الشريعى ليس مجرد موسيقار عادى، وإنما قامة فنية كبيرة كان لها الفضل فى إحداث تغييرات فى موسيقى الدراما التليفزيونية، وخلق نغمات جديدة تشعر بها القلوب وتنتبه لها الأذهان بل كان سابقا لعصره، لافتا إلى أنه قدم معه 4 أعمال فنية، أولها السيرة الهلالية بجزأيها الأول والثانى و"جحا المصرى" من بطولة النجم يحيى الفخرانى، حيث قدم الشريعى من خلال هذه الأعمال 30 أغنية تدور حولها الأحداث، فضلا عن تيترات المقدمة والنهاية لها، بالإضافة إلى مسلسل "اغتيال شمس"، من بطولة صفاء أبو السعود وخالد زكى.
وأشار المخرج الكبير إلى أن الشريعى لم يكن متميزا فقط على المستوى الفنى، بل على المستوى الإنسانى أيضا فهو شديد الطيبة والذكاء، ولديه حس مرهف وخفة ظل كبيرة، فكانت جلسات العمل بينهما تتخللها الإفيهات المضحكة التى يلقيها الشريعى لخلق نوع من البهجة على جلسات التحضير الخاصة بالعمل، وأكد أبو عميرة على قدرته أيضا فى خلق مادة شعرية جيدة ترتقى للموسيقى التى يقدمها الشريعى، ذاكرا أحد المواقف التى جمعتهما حين اقترح على الشاعر الكبير سيد حجاب بعد أن كتب كلمات مقدمة "السيرة الهلالية" أن تكون المقدمة هى "أبو زيد أبو زيد وياهلال وياسلامة ويأبو زيد"، وهى الأغنية التى حققت نجاحا كبيرا عند عرض المسلسل على حد قوله، متمنيا له الشفاء، معلقا أنه من أهم أعمدة الدراما المصرية.
أما المخرج محمد فاضل فكان له نصيب الأسد فى التعاون مع الشريعى، حيث قدم معه عددا كبيرا من الأعمال التليفزيونية والمسرحية، ويقول فاضل إنه قدم مع الشريعى منذ بداياتهما سلسلة طويلة من الأعمال الدرامية والمسرحية منها مسلسل "طائر الأحلام" من بطولة نور الشريف وصفاء أبو السعود، ثم بعدها مسلسل "بابا عبده"، والذى ضم مجموعة كبيرة من النجوم منهم عبد المنعم مدبولى ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وفاروق الفيشاوى وغيرهم، وقدم الشريعى من خلاله مجموعة من الأغانى، بالإضافة إلى موسيقى التيترات، ومسلسل "صيام صيام" والذى ضم أيضا نجوم زمن الفن الجميل منهم يوسف وهبى ومحمود المليجى، بالإضافة إلى نجوم الشباب وقتها منهم يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وفردوس عبد الحميد، حيث أكد فاضل أن الشريعى أحدث من خلال هذا العمل نقلة كبيرة فى الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية، حتى توالت النجاحات بينهما من خلال أعمال أخرى منها "وقال البحر" للراحل أسامة أنور عكاشة، ومن بطولة صلاح السعدنى وعزت العلايلى، "وليلة القبض على فاطمة" و"الدكتور محمد وإخواته البنات" و"عصفور النار"عام 1986، والجزء الأول من مسلسل "أبو العلا البشرى" للراحل محمود مرسى و"الراية البيضا"، وأوضح فاضل أن أول عمل سينمائى لحن موسيقاه الشريعى كان فيلم "الحب فى الزنزانة" من إخراجه، وبطولة سعاد حسنى وعادل إمام عام 1982، موضحا أن التعاون بينهما لم يقتصر على أعمال درامية وسينمائية فحسب، بل جمعتهما أيضا 3 أعمال مسرحية هى "لعبة الأمثال" و"مصر البنايين" و"هلال مصر"، حتى عاد الاثنان للتعاون الدرامى من خلال مسلسل "سنوات الحب والملح"، من بطولة فتحى عبد الوهاب ومى كساب عام2009.
وأكد فاضل أن دراسة الشريعى للأدب الإنجليزى جعلته متمكنا فى شئون الدراما التليفزيونية، فلم يكن ملحنا لأغانيه فحسب، بل كان له حس درامى كبير فى وضع ملحوظاته على بعض المشاهد، لافتا إلى أن ثقافته جعلت موسيقاه مميزة عن غيره بكثير.
أما المخرج حسنى صالح فأكد أن تعاونه مع الشريعى بدأ منذ سنوات طويلة منذ توليه مهمة مشرف عام الإنتاج بشركة الجابرى، فجمعتهما العديد من الأعمال منها "عمرو بن العاص" من بطولة نور الشريف و"عفاريت السيالة" للمخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، بالإضافة إلى مسلسلات "نسيم الروح" و"حدائق الشيطان" و"أولاد الليل"، مشيرا إلى أنه لم يستطيع أن يتجه لغيره عندما بدأ عمله الإخراجى منذ أن قدم أولى أعماله من خلال مسلسل "الرحايا" للنجم نور الشريف، ومن بعدها "شيخ العرب همام" ليحيى الفخرانى ثم "وادى الملوك" لسمية الخشاب وصابرين، وأخيرا "حافة الغضب" من بطولة حسين فهمى، والذى لم يعرض بعد، لافتا إلى أنه ينتظر خروجه من المستشفى حتى ينتهى من الموسيقى التصويرية لفيلمه الجديد "تراللى" من بطولة رانيا يوسف، والذى يواصل تصويره حاليا.
وأضاف صالح أن الشريعى لم يكن بالنسبة له موسيقيا فحسب، بل كان صاحب القرار فى عدد من أعماله، حيث يعرضها عليه قبل الشروع فى تصويرها، مشيرا إلى أنه الشريعى بالنسبة له الونس والقدوة بعد الراحل إسماعيل عبد الحافظ، لافتا إلى أن علاقتهما الوطيدة مكنته من إذابة الخلافات بين الشريعى والأبنودى، والتى استمرت ما يقرب من 20 عاما.
وقال المخرج هانى إسماعيل الذى لم يجمعهما سوى عمل واحد، وهو الجزء الثالث من السيرة الهلالية، إن الشريعى يمتلك قدرة غير عادية فى تصور أحداث السيناريو الذى يحكى له، ليقدم الموسيقى الأكثر تناسبا مع كل مشهد فى العمل الذى يتولى موسيقاه، وهو ما حدث فى مسلسلهما الذى قدم الشريعى فيه 22 لحنا، مشيرا إلى أن الشريعى فى هذا الوقت كان يشعر أن الدراما السورية، بدأت تنتعش وتفوق المصرية، ولذلك صمم على أن يقدم شيئاً مميزاً فى هذا العمل، مشيراً إلى أنه يهتم بالتفاصيل الصغيرة أكثر من الكبيرة، وهو ما جعله يفوق كل الموسيقيين، خاصة أنه متابع جيد لكل ما يقدم فى الدراما التليفزيونية، وهو ما تفاجئ به إسماعيل، حينما اجتمع به فى هذا العمل، حيث أخبره عن تفاصيل مسلسل "سوق العصر".