علقت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء، على المظاهرات الحاشدة التى شهدتها مصر أمس الثلاثاء، وقالت صحيفة "الإندبندنت" تحت عنوان "مخاوف من الانهيار السياسى مع احتشاد الآلاف ضد مرسى"، إنه بعد عامين من تحوله إلى مركز الثورة التى أسقطت ديكتاتورا، يتحول ميدان التحرير مرة أخرى إلى ساحة المعارضة السياسية، ولكن هذه المرة ضد الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى.
وأضافت: "مع وجود مخاوف متزايدة من أن البلد المنقسم بشدة على وشك أن يشهد انهيارا سياسيا آخر، فإن عشرات الآلاف من المحتجين انطلقوا فى مسيرات فى وسط القاهرة لتحدى الإعلان الدستورى الذى منح به مرسى لنفسه سلطات مطلقة.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن الاحتجاج أمس كان ظاهريا ضد الإعلان الدستورى، إلا أنه حمل لافتات تعبر عن رفض الحكم الإسلامى، وقال أحد المتظاهرين إنه لا يريد تغيير الإعلان الدستورى، ولكنه يريد إسقاط مرسى.
وفى مثال على ما كان الكثير من المصريين يخشونه، وهو الانقسام السياسى القبيح على أسس دينية، والذى قد يمهد الطريق لثورة مضادة من قبل الجيش، أن عناصر من النظام القديم، رفعت لافتات تدعو إلى إسقاط مرشد الإخوان محمد بديع. كما نقلت الصحيفة عن الفنانة تيسير فهمى قولها إن مرسى ليس لديه أى رؤية، ولا توجد خطة لدى حكومته.
وفى صحيفة الجارديان، كتب محلل الشئون العربية السابق بهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، مجدى عبد الهادى، عن مرسى والمعركة من أجل مصر، وقال إن مرسى أكد أن استيلاءه على السلطة مؤقت، لكن التاريخ يقول إن مثل هذه العادات تصبح دائمة.
ويرى عبد الهادى أن تحول مصر من الاستبداد نحو الديمقراطية قد دخل مرحلة خطيرة، بعدما زعم الرئيس وحزبه أنه هو الحامى الحقيقى للديمقراطية وللثورة. وأضاف قائلا: "رغم أن المتحدث باسم الرئاسة أشار إلى أن قرار مرسى تحصين قراراته ضد الطعن عليها قانونا يقتصر على المسائل ذات السيادة، وربما يكون صادقا فى ذلك، لكن الإجراءات الاستثنائية المؤقتة فى مصر لديها تاريخ فى أن تصبح دائمة".
ففى عام 1954، قام الرئيس جمال عبد الناصر بإلغاء الأحزاب الرسمية بهدف القضاء على القوى الرجعية من النظام القديم، لكن حتى الآن، مصر لا تزال تكافح من أجل إخراج نفسها من إرث الرئيس القوى الذى يحكم بقراراته بمساعدة الشرطة السرية.
ولعب القضاء أيضا وقت عبد الناصر دورا مهما مثلما هو الحال اليوم. فكانت وسائل ديكتاتورية عبد الناصر بعض من أروع عقول مصر القانونية الذين فقدوا الثقة فى النخبة الحاكمة القديمة. فأصبحت العدالة نفسها الضحية الأولى للعدالة الثورية.
ويمضى الكاتب فى القول إن القضاء اليوم منقسم بين أولئك الذين يدعمون عدالة مرسى السريعة، وهؤلاء الذين يقولون إنهم يقاتلون من أجل سيادة القانون واستقلال القضاء. والمشكلة أن جزءا من هذه الفئة الأخيرة، وخاصة قيادة نادى القضاة، ظلوا خداما مخلصين لمبارك، ولم يقفوا فى وجهه أبدا.
ويرى عبد الهادى أن من حق مرسى وأنصاره التشيك فى أن أنصار النظام القديم يحاولون إحباط التحول إلى الديمقراطية، لكنهم مخطئون بنفس القدر فى إتباع أجندة إسلامية ضيقة.
وألقى الكاتب بمسئولية ما يحدث على خارطة الطريق المشوشة التى وضعها المجلس العسكرى، وقال إنه بدلا من أن يضعوا قواعد جدية للعبة بصياغة الدستور أولا، سارعوا على إجراء انتخابات برلمانية تستند إلى قانون انتخابى معيب.
كما حمل الكاتب الإخوان جزءاً من المسئولية، لأنهم أيدوا تلك الخارطة، واعتقدوا أنها ستمكنهم من الوصول إلى السلطة سريعا.
صحف بريطانية: مخاوف من الانهيار السياسى مع احتشاد الآلاف ضد مرسى.. والتحول الديمقراطى فى مصر دخل مرحلة خطيرة.. والمجلس العسكرى والإخوان يتحملون مسئولية ما يحدث الآن
الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 02:26 م