الحسينى إبراهيم يكتب: كل هذا الحقد!

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 08:51 ص
الحسينى إبراهيم يكتب: كل هذا الحقد! أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يطرح نفسه بقوة فى الآونة الأخيرة لاسيما بعد ثورة يناير.. لماذا تغيرت أخلاق وسلوكيات الشعب المصرى؟؟
إن حرصنا على تقدم ورقى الوطن يحتم علينا جميعا أن نتحلى بالشجاعة والأمانة فى البحث على إجابة شافية لهذا السؤال الصعب، فهل تغيرت أخلاقنا فعلا للأسوأ بعد الثورة؟، ولماذا؟ وما تأثير هذا التغير على مستقبل الوطن؟؟
ولنبدأ الحكاية من أولها لنصل إلى الجواب الشافى:
قبل الثورة عانى الشعب بكل تياراته وأحزابه وتوجهاته الفكرية من ظلم بين واستبداد رهيب، فانصهرت مشاعر الجميع فى بوتقة المعاناة وتوحدوا جميعا خلف هدف واحد ألا وهو إسقاط النظام، والذى من أجله (أى الهدف) تراحموا فيما بينهم فى شتى ميادين التظاهر وتعاونوا جنبا إلى جنب فى أحلك اللحظات قبل الانتصار برغم ما كان بينهم من تفاوت واضح فى الفكر والتدين والرؤى، وما إن انهار النظام بأيام حتى تغير المشهد تماما على الساحة، فأصبح المسلم والمسيحى اللذان تعانقا بالأمس يتوجس كل واحد منهما الخيفة من أخيه ظنا منه أنه يريد التآمر عليه وعلى هويته، وأصبح الإخوان المسلمون الذين دافعوا عن الثورة بأرواحهم وحموها من الانهيار بعد انطلاق شرارتها الأولى فى نظر إخوانهم من شباب التيارات الأخرى خونة ومحبين للسيطرة على مفاصل الدولة، ولا بد من المكر لهم والكيد لجماعتهم ليل نهار، لينتقل بنا المشهد الأخوى الجميل قبل الثورة إلى مشهد يدمى القلوب ويدمع العيون عندما هوجمت مقار الإخوان المسلمين وأٌحرق بعضها كوسيلة لتفريغ طاقة الحقد التى تولدت بعد الثورة بين الرفقاء.

ومن العجيب كل العجب أن تتحول أحزاب وتيارات طالما صرخت بالوطنية ليل نهار والحفاظ على أمن ونهضة مصر إلى التحالف مع فلول النظام البائد والمتآمرين على الوطن بغية تكوين تحالف أو تيار جديد يهدف إلى القضاء على غيرهم من التيارات لاسيما الإسلامية منها.

وبعيدا عن الأحزاب وأطماعها والتيارات الفكرية وتقلباتها فقد تغير سلوك الفرد فى المجتمع ليصبح سلوكا عدائيا يفتقر إلى أدنى درجات التوقير والاحترام بين الكبير والصغير، أو فيما يتعلق بأسلوب المطالبة بالحقوق، فتسير فى شوارع المحروسة إذا بك تسمع ألفاظا أقرب إلى الردح البذىء منه إلى طريق التعامل بين بنى البشر بعضهم البعض.

ونتج عن كل هذا مشهد كئيب لدولة تناست أهدافها العظمى ونقاط الاتفاق، فيما بينهم لتتصارع وتتشاجر على القليل المختلف عليه وملأت الاعتصامات والإضرابات وقنابل المولوتوف أحياء وأزقة مصر بدعوى التظاهر وحرية التعبير، ما زاد من سوء أحوال البلاد الاقتصادية والسياسية فأى مستثمر مختل عقليا سيفكر فى المجىء لبلد أشبه بالغابة وأى سياسة ستنجح فى وطن كل ما فيه ينضح بالكره والتآمر.

نعم لقد تغيرت مصر كثيرا جدا إلى الأسوأ بعد الثورة.. ولا بد لنا جميعا من وقفة جادة لنعيد الأمور إلى نصابها ليعلو بيننا مبدأ مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب أو التيار أو الفرد، وليعود لمصرنا وجهها السمح الأصيل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة