أعلن الإعلامى محمود سعد استياءه الشديد تجاه الكوارث المتتالية التى تمر بها البلاد، محملا الرئيس محمد مرسى وحكومته بقيادة هشام قنديل المسؤولية كاملة تجاه الأحداث الأخيرة التى مرت بها البلاد مثل حادث قطار أسيوط وحادث الواحات، موضحا فى حواره لـ«اليوم السابع» رأيه فى أداء الرئيس مرسى، كما انتقد سعد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مؤخرا.
◄◄بداية حدثنا عن انتقالك لقناة النهار ولماذا فضلتها على باقى العروض؟
- بعد أن تركت قناة التحرير جاءت لى عدة عروض، ولكن ميولى جاءت لقناة النهار، لأنها بالفعل قناة محترمة وبها إعلاميون على قدر كبير من الخبرة والاحترام كما أن هناك علاقة صداقة وطيدة تجمعنى بالقائمين عليها وهم علاء وعمرو الكحكى وسمير يوسف، فلم يكن أمامى أى سبب لأرفض عرضهم.
◄◄ وما خطتك حتى تتميز بهذا البرنامج خاصة أن برامج التوك شو أصبحت تشبه بعضها البعض؟
- نعتمد فى «آخر النهار» على مناقشة الأوضاع فى مختلف الدول العربية وليس فى مصر وحدها، وأتفق مع الرأى الذى يقول إن القضايا التى تناقشها معظم البرامج واحدة ولكن دى طبيعة التوك شو فى جميع أنحاء العالم، وأجد إن إحنا كمجموعة إعلاميين مكملين لبعض فى «آخر النهار»، وأنا فى هذا البرنامج ممكن أتحدث عن تقرير ناقشته ريم ماجد أو ناقشه وائل الإبراشى أو عمرو أديب، لأن المشاهد الذى يرانى من الممكن ألا يكون رأى أديب أو وائل، والذى رأى وائل أو عمرو من الممكن ألا يكون شاهدنى، وفى النهاية نقدم خدمة للمشاهد.
◄◄ تقدم البرنامج مع الإعلاميين خالد صلاح وعادل حمودة وكل منكم له آراؤه المستقلة وطبيعة ضيوفه.. فكيف يتم التنسيق بينكم حتى لا تتشابه الأفكار؟
- أنا وخالد صلاح وعادل حمودة الحمد لله بيننا حب وتعاون كبير من خلال البرنامج، وهو ما يظهر للمشاهد على الشاشة، فمثلا عندما انفرد الإعلامى خالد صلاح بحوار مع رئيس الوزراء هشام قنديل تمت إذاعته فى اليوم الذى أقدم فيه البرنامج ولم أعارض هذا إطلاقا، لأننا نعمل سويا بالفعل بالتوافق الحقيقى وليس بالتوافق الوهمى بتاع الدستور، وما يشغلنا فى النهاية كمقدمين للبرنامج هو تقديم خدمة حقيقية للمشاهد.
◄◄ متى ستعود لتقديم الفقرات الإنسانية مثلما كنت تفعل فى برامجك السابقة؟
- كنت أفكر أن أخصص يوما من أيامى فى برنامج «آخر النهار» لعمل هذا الأمر، ولكن وجدت صعوبة فى ذلك، لأن الأحداث السياسية المتتالية تفرض نفسها بشكل مستمر هذه الأيام، وإن شاء الله سيحدث هذا قريبا عقب استقرار الأوضاع على الساحة السياسية، وأنا أقبلت على تقديم فقرة دينية بشكل أسبوعى مع محمد المخزنجى حتى يكون للبرنامج مشاهدون من جميع الفئات والتيارات، ولا نحصره فى السياسة فقط.
◄◄ تجمعك صداقة كبيرة مع عدد من النجوم.. فما تعليقك على الهجوم الذى تعرضت له بعض النجمات مثل إلهام شاهين ويسرا من بعض المتأسلمين؟
- شرفت بأننى تعايشت مع عدد كبير من الفنانين وبدأت حياتى الصحفية كمحرر بقسم الفن عام 1980 حتى عام 2005، وعملت العديد من الموضوعات والتحقيقات الفنية، ثم توليت رئاسة تحرير مجلة الكواكب، ومازال بعض الفنانين تجمعنى بهم صداقة كبيرة حتى الآن، وأنا أرى جيدا مدى أهمية الفن لمصر، ودوره فى نهضة وتثقيف الشعوب بشكل عام، فالفن هو مرآة المجتمع وبدونه ينقص كثيرا، وإهانة أى فنان أو فنانة شىء مظلم، خاصة أنها كانت من طوائف متشددة، فمن يستطيع أن ينكر أهمية أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وعبدالوهاب، وعادل إمام مثلا، ونجوم الشباب هنيدى والسقا وكريم عبدالعزيز؟ فجميعهم فنانون محترمون يقدمون مشاكل المجتمع ويسعدون الناس بأعمالهم.
◄◄ وما رأيك فى أداء الرئيس مرسى منذ أن تولى الحكم حتى وقتنا الحالى؟
- أداء مرسى من وجهة نظرى مرتبك للغاية مثله مثل حال البلد جميعا، فحتى الآن لم أر مشروعاً حقيقياً ولا رؤية حقيقية لأى شىء، فلم أر مثلا رؤية تقول إن هناك نهضة ستحدث فى التعليم بدءا من العام المقبل، وهناك استعدادات قائمة لها مثلا أو فى الطب أو فى المواصلات والمرور، لكن ما أراه هو عملية تسكين لآلام مزمنة، فالرئيس وحكومته يتعاملون مع البلاد مثل الطبيب الذى يعطى مسكنا لآلام مريضه حتى يهدأ بعض الشىء، وعندما يأتى له الألم مرة أخرى يعطيه مسكنا آخر، فلا يبحث عن علاج جذرى للمشاكل التى امتلأت بها مصر على كل المستويات السياسية والاجتماعية والصحية، فليس هناك أى معالجة حقيقية لأى شىء.
◄◄ وما توقعاتك لمصر خلال الفترة المقبلة خصوصا بعد الإعلان الدستورى؟
- طالبت فى برنامجى «آخر النهار» الرئيس مرسى بالتراجع عن الإعلان الدستورى لأنه أحدث فتنة حقيقية فى البلاد، لكن على أى حال أتوقع أن مصر بمشيئة الله ستذهب إلى مستقبل أفضل، لأن شبابها الجرىء الذى تمكن من هزيمة نظام ديكتاتورى استبدادى مثل نظام المخلوع وتمكن من كسر حاجز الخوف لن يسمح بأى إهانة أو تضليل له فى الفترة المقبلة.
◄◄ وكيف ترى حادث أسيوط الأليم ومن المسؤول عن ذلك من وجهة نظرك؟
- هناك كوارث ومصائب متتالية تدعو للخوف والقلق على مستقبل البلاد فهذا الحادث أوجع قلب كل أب وأم فى مصر، لأنه راح ضحيته أطفال أبرياء ليس لهم أى ذنب، وهناك أيضا حادث أليم على طريق الواحات راح ضحيته 12 شابا، فالمسؤول عن ذلك هو الرئيس مرسى شخصيا لأنه لم يقرر منذ أن تولى الحكم أن يقود حملة ضد هيئة السكك الحديدية على الرغم من علمه بامتلائها بالفساد، وهو ما يؤكد أن مصر لم تتغير بالفعل.
◄◄ إذن تعيين هشام قنديل لرئاسة أول حكومة فى عهد مرسى كان اختيارا غير موفق؟
- نعم بالفعل هو اختيار خاطئ فالدكتور قنديل رجل ودود وذو خلق، لكن اختياره غير موفق على الإطلاق فهو ليس رجل هذه المرحلة.
◄◄ لك تجربة ناجحة فى تقديم البرامج على شاشة التليفزيون المصرى فما رأيك فى أدائه الآن؟
- التليفزيون المصرى يحاول الآن أن يقدم جديدا، ولابد من العمل على تطويره خلال الفترة المقبلة خاصة أنه كان من أهم الشاشات فى المنطقة العربية، فكان فيه كبار الإعلاميين أمثال سلوى حجازى، وقدم على شاشته الفنان سمير صبرى أفضل البرامج، وكذلك رسام الكاريكاتير الشهير رمسيس، والدكتورة درية شرف الدين قدمت من خلاله برنامجها الشهير «نادى السينما»، فمن المحزن أن يتراجع دوره الآن.
◄◄ وهل تجد أن وزير الإعلام يعمل فى الوقت الحالى على أخونة مؤسسات التليفزيون؟
- لم أستطع أن أحدد هذا حاليا لأننى أرى أن النيل للأخبار مثلا تضم جميع التيارات، وحتى الآن لم أستطع أن أحكم على اتجاهه للأخونة.
◄◄ هناك أقاويل تتردد أن وزير الإعلام يسعى لأخونة الفضائيات الخاصة وإلا فسيقف لها بالمرصاد مثلما فعل مع دريم.. فما تعليقك؟
- لا أحد يستطيع أن يفعل هذا خاصة مع النهار، وأنا أتحدث عن القناة التى أثق بها وفى كل من يعمل بها، وإذا كنت أعطيت صوتى مرسى لإعطاء الفرصة له، فأنا الآن أول من يهاجم سياسة الإخوان.
محمود سعد: مرسى أداؤه مرتبك وطالبته بالتراجع عن الإعلان الدستورى
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 11:07 ص
محمود سعد مع محرر اليوم السابع