محمود البدرى يكتب: رسالة إلى صديقى الثائر!!

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 07:32 ص
محمود البدرى يكتب: رسالة إلى صديقى الثائر!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولدنا سوياً على أرض هذا الوطن، عشنا تحت سمائه، أكلنا من خيره، شربنا من مائه، تنفسنا هواءه، صرنا توأم فى جسدين، تلازمنا، لعبنا، حلمنا.

سرنا فى درب واحد نلتمس فيه مستقبلٍ لم نعرف جوانبه، فوجئنا بضبابيته وقسوته وحرمنا أن نحلم بغده.

شاهدنا طوابير يموت فيها جارك وجار، أصابنا الملل، غمرنا الإحباط، تطلعنا لفجر جديد.

تجاذبنا أطراف الحديث عن أوضاع البلاد والعباد، عن طاحونة رُبط بها وفيها شعب بأكمله لا يعرف بداية ولا نهاية.

تحاورنا فى متنفسات الحرية من خلال منافذ التواصل الفيسبوكى والتويتر، زادت التغريدات بعد إتساع دائرة الطيور المعترضة والمحلقة فى سماع الحرية تحاول أن تغنم بنسيمها.

اتفقنا على إحداث نوع من التعبير وحداً أدنى للحرية.

اتفقنا على ما اختلف عليه وفيه الأباء والأجداد من حتمية التغيير بعد فشل محاولات للإصلاح.

تواصلنا فخرجنا مقترنين ملتصقين متماسكين، حتى ظنوا أننا شخصاً واحداً فتخيلت آلة الحرب البوليصية أنها قادرت على كسر إرادتنا بأساليبهم التى اعتادوا قهر من سبقنا فى محاولاته لم ينجحوا.

كسرنا إرداتهم، امتلكنا الشارع والميادين، فرحنا.

تعانقنا، هتفنا، صمدنا، ضيق الغاز نفسنا، مسحت بيدك عرقى، جففت بيدى دموعك.

اقتسمنا كسرة خبز، تهادينا تمراً، صلينا، نصبنا خيام، افترشنا الأرض.

حملنا مصاباً، شيعنا شهيداً.

حاولت الشياطين أن تفصلنا، فاستفتينا، فتناقشنا، فاختلفنا، مازلنا لم نفترق، لكنا قليلاً تباعدنا.

انتخبنا، فزاد تباعدنا.

اجتمعت فلول النخبة، ونخبة الفلول، تعاهدوا على تفجير الثورة من داخلها، ووأد أحلامها.

لا أتصور أن أخرج فى مظاهرات أو وقفات أو مسيرات لمعارضة أو تأييد لأفاجأ بنفسى خصماً لتوأمى الثائر.

أشعر بالنهاية مقتربة متى تخيلت حجراً بيدى يقذف وجهك فيسيل دمى، أو أهجوك فتسب أبوك وأبى.

فلتعلم أن حلمنا واحد، وعدونا واحد، ومصيرنا واحد، فإن أنت انتهيت لا شك أنى انتهيت.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة