أصبح الإعلام الخاص فى تلك اللحظة فى مهب الريح، ولاسيما بعدما واجهت عدة قنوات فضائية أبرزها دريم، شبح الإغلاق، قبل أن تعود مرة أخرى بقرار المحكمة، ولا يخفى على أحد من متابعى الأحداث والصراعات السياسية على الساحة المصرية أن تلك الصراعات هى الدافع الحقيقى وراء ما يتعرض له الإعلام والصحافة وحرية الرأى والتعبير حاليا من تضييق الخناق، فالصراع الدائر بين الإعلاميين جيهان منصور ووائل الإبراشى من جهة والإخوان المسلمين من جهة أخرى كان هو العامل المحرك الأول فى اختلاق ذريعة لغلق القناة بل على العكس أصبحت الاتهامات توجه لقناة دريم ومذيعيها بتلقى أموال من الخارج وأنهم إعلام الفلول.
«اليوم السابع» تفتح ملف الحرب على الإعلام الخاص تحت مظلة القانون، ولكن فى سبيل تحقيق أهداف شخصية وأخرى سياسية. الخبير الإعلامى د. محمد شومان، عميد كلية الإعلام بأكاديمية الشروق، يقول: من يتابع ما يجرى على الساحة السياسية وأثر ذلك على الإعلام يعرف أن الخطوة القادمة للنظام الحاكم بمصر هى الهجوم، وبشراسة، على الإعلام الخاص وحرية الإعلام وتقييد الإعلاميين، فالإخوان المسلمون فى تلك اللحظة يحاولون الاستيلاء والاستحواذ على الإعلام والقضاء. واقترح شومان تأسيس نقابات مستقلة للإعلاميين يدافعون فيها عن حقوقهم.
وفى سياق متصل، قال محمد هانى، رئيس قناة cbc، إن ما حدث لدريم مشكلة لا تخصها وحدها، ولكنها تخص الإعلام الخاص بشكل عام، فالعلاقة بين الهيئات والمؤسسات الإعلامية الرسمية فى مصر وبين القطاع الخاص فى الإعلام تحتاج إلى توضيح أكثر، معتبرا أن الصراع الناشب حاليا بين الفضائيات والمؤسسات الرسمية يستدعى عقد اجتماع كبير وموسع يشمل وزير الإعلام صلاح عبد المقصود وهيئة الاستثمار مع مسؤولى القطاع الخاص فى مصر ليطرح وجهات نظر الطرفين وليعرف بالتحديد شكل الإعلام الخاص فى المرحلة المقبلة، لحين صدور قرار بتشكيل مجلس وطنى للإعلام.
ومن ناحيته، فإن الدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، اعتبر أن الإعلام الخاص يشهد نوعا من أنواع التحدى والحصار من جانب النظام الحاكم، والإخوان ضد كل من يخالف سياستهم، وأوضح الشريف أن هذه الجماعة تقول إنها تحترم الديمقراطية رغم أنها لا تعرف معناها.
وأشار الشريف إلى أن الإعلام الخاص كان أول مسمار فى نعش النظام السابق، وهو ما يدركه النظام الحالى جيدا، ولذلك فهو يريد إعلاما يسبح بحمده، فإغلاق القنوات ظاهرة لم تحدث بهذا الشكل فى عصر مبارك.
أما الإعلامى الكبير حسين عبدالغنى، فرأى أن ما حدث لقناة دريم وإغلاقها هو نوع من تصفية الحسابات مع الإعلام الخاص تحكمه الصراعات السياسية، مؤكدا أن الإعلام الخاص يواجه أزمة تضييق على حريته.
ومن جهة أخرى، فإن ألبير شفيق، رئيس قناة ontv، أكد أنه يجب أن تكون هناك هيئة مستقلة مسؤولة عن الإعلام والإعلاميين ومنوطة بكل ما يخصهم وتكون مشكلة من مجموعة من أهم الإعلاميين بمصر، وبذلك فهى المسؤول الأول والأخير عن توقيع العقوبات على القنوات بالتشاور مع مجلس الشعب.
الصراعات السياسية تضع الإعلام الخاص في مهب الريح
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 01:37 م
سامى الشريف <br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة