حالة من الانقسام الحاد والخلاف القوى يعيشها الشعب المصرى بين مؤيد لقرارات الرئيس محمد مرسى ومعارض لها.. حالة من العناد والتشبث بالرأى أوصلت المصريين إلى حد التعدى على بعضهم البعض بالسب والقذف والضرب والحرق.. إلى هذا الحد يصل بنا الخلاف، وتتصارع أطراف كانت بالأمس متحدة ومتآلفة؟.. وما يزيد من حالة الاحتقان والتفرقة أن ما يصدر من النخب السياسية والدينية من تصريحات ومواقف تؤجج نار الفتنة وتزيدها اشتعالا.
حالات الاستقطاب من أطراف الصراع المؤيد والمعارض جعلت الشعب ينقسم إلى قسمين أو فريقين وكل فريق أعطى الحق لنفسه للتحدث باسم الثورة والدفاع عن مطالبها.. والثورة بريئة
من الطرفين، وأن من يدعى أن ما يفعله حفاظاً على مكتسبات الثورة وسعياً لتحقيق مطالبها، فهو كاذب ومنافق طالما أن ما يفعله ويصدر عنه يزيد الأمر اشتعالاً.. فلم تناد الثورة بالتفرقة والاستقطاب ولم تناد بالتشتت والتناحر.. لم نستوعب الفتن والمخططات التى تدبر من أعداء الوطن فى الداخل والخارج.. ولم ندرك أننا نتقدم كل يوم نحو هاوية صنعناها بأنفسنا
فقرارات الرئيس الأخيرة كما أسعدت فئة أحزنت فئة شأنها كشأن أى قرارات سيادية فى أى دولة ديمقراطية لها مؤيدون ومعارضون وكان من الأفضل أن يكون الإعلان عن الرفض
له أوجه أخرى مثل تشكيل لجنة معارضة والتقدم ببيان وصيغة تبين أوجه الاعتراض وتسعى لفتح باب للنقاش والحوار وتبادل الرؤى والأفكار، حتى نصل إلى نص يرضى جميع الأطراف، هذا أفضل أم ما شاهدناه من مظاهر التناحر والتنافر والشتت والخلاف..
للأسف الشديد لم نأخذ من الثورة إلا الفورة والاعتراض البغيض الهدام والاستقطاب والتكتل الهمجى.. وتركنا أفضل ما فى الثورة الوحدة والتَآلف والتكاتف والإخاء.. خسائرنا الآن فى كل المجالات تفوق ما كنا عليه قبل ثورة يناير ولو تمسكنا بتوحدنا وتكاتفنا، ونبذ الخلافات لظل ينظر العالم إلينا، كما كنا أثناء الثورة.
يا رعاة مصر من النخب السياسية والدينية ارحموا الشعب وكفوا عن هذه الخلافات الشخصية، وارفعوا راية الوحدة والتكاتف واسعوا إلى هدف واحد جميعاً.. كونوا قدوة للشعب فى ممارسة الديمقراطية.. علموا الأجيال القادمة معنى الاختلاف فى الرأى.. أعيدوا بناء الثقة بين الأطراف المتناحرة.. فلابد من التمسك بحسن النية، بعد أن زالت وتلاشت.. فأولى ممارسة الديمقراطية احترام رأى الآخر وفكره.. والاعتراض عليه يكون برقى وحضارة.. فمصر أمانة فى أعناقكم.
ومصر لنا كلنا إذا نهضت نهضنا وإذا هوت هوينا.. وبعدها لن نلوم إلاّ أنفسنا.
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
abdo
هوا ده الكلام
والله أنت بتقول كلام زى الفل