عبر مسئولون إسرائيليون عن بالغ قلقهم من ازدياد التأييد الأوروبى للتوجه الفلسطينى لنيل اعتراف بدولة فلسطينية بصفة عضو مراقب فى للأمم المتحدة، وذلك على أثر العملية العسكرية الإسرائيلية "عامود السحاب" على قطاع غزة، واهتمام هذه الدول بتقوية مكانة رئيس السلطة محمود عباس، مقابل ارتفاع شعبية حماس بعد العملية العسكرية.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن هذه المخاوف الحادة تأتى فى ظل التوقعات بشروع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل فى عملية التصويت على الاعتراف بدولة فلسطينية فى حدود عام 67 كعضو مراقب، حيث يحظى الفلسطينيون بغالبية كبيرة فى الجمعية العامة، حيث كانت تتوقع إسرائيل أن تمتنع دول مركزية كثيرة عن التصويت لصالح الطلب.
وقال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته للصحيفة العبرية: "أن إسرائيل نقلت رسالة إلى الدول الأوروبية، مفادها أن تعزيز العقوبات على حماس من شأنه تقليل مستوى الدعم لها، وليس عبر تقوية مكانة أبو مازن فى الأمم المتحدة".
وأضاف المسئول الإسرائيلى: أن "تلك الدول تدعى أنه وخلال العملية العسكرية على غزة أنها أيدت إسرائيل أمام حماس، والآن هم يريدون أن يؤيدوا أبو مازن أمام حماس".
وحسب الصحيفة العبرية فإن الإسرائيليين يأملون أن يؤثر قرار امتناع إسرائيل عن خوض عملية برية فى غزة على قرارات الدول الأوروبية بعدم معاقبة إسرائيل من خلال تأييد الطلب الفلسطيني.
ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان بإجراء نقاش بخصوص الجهد الدبلوماسى الذى تبذله إسرائيل من أجل إعاقة المساعى الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية فى الأمم المتحدة.
وكانت قد قلت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن جهات سياسية تقديرها أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، لن يتخذ خطوات شديدة أو عقوبات ضد السلطة الفلسطينية، بعد التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب هذه الجهات التى وصفتها الإذاعة بأنها رفيعة المستوى، فإن الولايات المتحدة لم تمارس جهودا حقيقية لمنع أبى مازن من المضى قدما فى هذه الخطوة؛ لأن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا الاحتياجات السياسية لمحمود عباس فى هذه الظروف، خاصة بعد تعزيز مكانة حماس على أثر عملية "عامود السحاب".
فى المقابل قالت الإذاعة العبرية إن إسرائيل ستحاول الحصول على ضمانات والتزامات أوروبية وأمريكية تمنع الفلسطينيين من اللجوء لوسائل قضائية ولمحكمة الجنايات الدولية فى لاهاي، بعد الحصول على الاعتراف الدولي.
وكانت إسرائيل قد أعلنت عن تخوفها من قيام السلطة الفلسطينية، بعد حصولها على مكانة دولة، بالتوجه لمحكمة الجنايات الدولية، والمطالبة بمحاكمة مسئولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
مخاوف إسرائيلية حادة من ارتفاع تأييد "الدولة الفلسطينية" بالأمم المتحدة
الإثنين، 26 نوفمبر 2012 01:21 م
الرئيس الفلسطينى محمود عباس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة