قال القيادى السابق بمنظمة التحرير الفلسطينية محمد دحلان إن الوساطة المصرية فى أزمة غزة الأخيرة التى أدت إلى اتفاق التهدئة حققت مكاسب أكبر للجانب الإسرائيلى لم يتوقعها، وأساءت فى المقابل إلى الإنجاز العسكرى التاريخى الذى حققته حركة حماس فى غزة.
وقال دحلان، فى حوار مع صحيفة "العرب اللندنية"، إن الاتفاق الموقع برعاية مصرية بين غزة وإسرائيل فى أعقاب الأزمة الأخيرة أنقذ رئيس الوزراء الإسرائيلى من ورطة وأسس لبقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأشار إلى أن "المقاومة أحدثت إنجازا ملموسا يغير طبيعة العلاقة بين إسرائيل وفلسطين، وهو حدث مهم يسجل فى التاريخ الفلسطينى ولكن لسوء الحظ الاتفاق السياسى الذى أنجز فى مصر كانت بنوده من أسوأ البنود التى قرأتها فى حياتي"، مضيفا أن الانجاز العسكرى المهم لحركة حماس لم يكن منعكسا على الاتفاق السياسي.
وبحسب دحلان فإن الوساطة المصرية التى أشادت بها الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتطرق إلى القدس ولا الضفة الغربية ككل "وكأن غزة أصبحت معزولة ، ومختلفة عن القضية الفلسطينية".وقال"مصر ورطت نفسها بأن وضعت نفسها شاهدا ومراقبا على إطلاق النار وتهريب الأسلحة وهذا التزام سيحمل مصر (الرئيس محمد) مرسى مسؤولية كبيرة كان يجب ألا يتورط فيها".
وفضلا عن ذلك ، رأى دحلان أن إسرائيل حققت مكاسب سياسية وإقليمية مهمة من وراء الوساطة المصرية ، ومن بينها الاعتراف الضمنى من حكومة الإخوان المسلمين فى القاهرة التى كانت تتحاشى الحديث مع إسرائيل بل وتحولت إلى شريك فى اتفاق التهدئة.وقال دحلان للصحيفة :"فجأة أصبحوا شركاء فى اتفاق سلام معها بل وطرفا مراقبا نيابة عنها ولمصالحها ولعدم إطلاق الصواريخ ، ليس من حماس فقط بل ومن الفصائل الأخرى".
وأوضح القيادى السابق بحركة فتح "كانت أمنية (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين) نتانياهو أن يعترف الإخوان المسلمون بكامب ديفيد بما يوازى التزام مبارك بها وقد حصل على ذلك. من وجهة نظر إسرائيل أصبح مرسى أبعد فى الالتزام أكثر من مبارك. ولو فعل مبارك ما فعله مرسى لشهدت مصر مظاهرات عارمة ، والإخوان اليوم يدافعون ببسالة من أجل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل".وأضاف "أراد نتانياهو تعزيز أمن إسرائيل ففشل وأراد أن يختبر مصر مرسى والإخوان فنجح".
ودحلان الذى يعيش الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة ، كان عضوا فى لجنة العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية وشغل منصب رئيس قوة الأمن الوقائى فى قطاع غزة ، وهو برتبة عقيد ، قبل أن تقرر اللجنة المركزية لحركة فتح فى يونيو 2011 فصله وإنهاء أى علاقة رسمية له بالحركة ، وإحالته إلى القضاء لتورطه فى قضايا جنائية ومالية.
وأعلنت مصر الأربعاء الماضى اتفاقا لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لإنهاء أسبوع من التوتر من الجانبين أسفر عن مقتل أكثر من 165 فلسطينيا وستة إسرائيليين.
محمد دحلان: الوساطة المصرية حققت مكاسب لإسرائيل وأساءت للإنجاز العسكرى لحماس
الإثنين، 26 نوفمبر 2012 03:54 م
القيادى السابق بمنظمة التحرير الفلسطينية محمد دحلان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
أن أوان العملاء ليتحدثوا