عندما نبحث عن شعاع ضوء يهدينا فى ظلام الفتنة والانقسام الذى تمر به البلاد بعد الإعلان الدستورى للرئيس وقراراته الأخيرة، لن نجد من نلوذ برأيه وحكمته أفضل ممن وقفوا فى وجه الديكتاتور السابق حسنى مبارك مدافعين عن استقلال القضاء بعيداً عن مخالب السلطة التنفيذية، لن نجد أمامنا أفضل من الكبار من أصحاب التارخ المشرف فى تيار استقلال القضاة، المستشارين الأجلاء حسام الغريانى وزكريا عبدالعزيز وأحمد مكى ومحمود مكى ومحمود الخضيرى.
أنتم أيها المستشارون الأجلاء الذين ناضلتم لإقرار مشروع السلطة القضائية ونقل تبعية التفتيش القضائى إلى مجلس القضاء الأعلى، نبحث عنكم ونحن فى عتمة الفتنة نرجو رأيكم يهدينا إلى سواء السبيل، هل تؤيدون تسليم السلطة القضائية إلى هيمنة السلطة التنفيذية مرة أخرى؟ أم أن هناك تأويلا وتفسيرا لديكم لقرارات الرئيس يمكن أن يساعدنا على وأد الفتنة والمضى وراءكم كما فعلنا من قبل.
أنتم الذين وقفتم وقفة صلبة ضد طغيان النظام السابق وكشفتم جريمة تزوير الانتخابات البرلمانية عام 2005، وعندما أحيل المستشاران هشام البسطاويسى ومحمود مكى إلى الصلاحية ثرتم واعتصمتم بحبل الحقيقة التى تملكون عنوانها على منصة القضاء فى وجه سلطان جائر، ولم ترهبوا بطشه وسطوته، فأين أنتم وسط المؤيدين لقرارات الرئيس مرسى، أو بين المعارضين له بوصفها اعتداء على السلطة القضائية؟
المستشار الجليل حسام الغريانى، ألم تكن أول من أعلن عن اعتصام لقضاة تضامنا مع موقف المستشارين البسطاويسى ومكى؟ ألم تقدم إسهاما كبيرا فى أول مؤتمر للعدالة عام 1986 وكنت أمينه العام؟ ألم تسهم فى كسر هيمنة وزير العدل على القضاة من خلال التفتيش القضائى؟ ألم تقف بشجاعة ضد سطوة زكريا عزمى فى الانتخابات البرلمانية؟ لماذا لا تقول لنا كلمة تهدينا الآن؟
المستشار الجليل محمود مكى، ألم تكن أنت ورفيق دربك المستشار هشام البسطاويسى من كشفتم جريمة تزوير الانتخابات فى 2005؟ ألم تناضلا بشجاعة دفاعا عن الحق وبحثا عن الحقيقة، أنت الآن نائب للرئيس، فهل تغير من الأمر شىء؟ أليست السلطة التنفيذية هى نفسها فى مواجهة السلطة القضائية؟ هل توافق على عكس ما ناضلت لإصلاحه أنت ورفاقك لانتزاع استقلال القضاء، أم أن لديك تبريرات مقنعة يمكن أن تخرج بها علينا؟
المستشار الجليل محمود الخضيرى، ألم تحارب بشجاعة وأنت عضو بمجلس القضاء الأعلى السابق ونائب لرئيس محكمة النقض عن استقلال القضاء؟ ألم تقدم استقالتك من محكمة النقض اعتراضاً على التباطؤ فى إنجاز الإصلاح القضائى؟ فأين أنت الآن من هذه العتمة التى تغشانا، لماذا لا تخرج بعيدا عن حجاب السياسة لتعلنها أمامنا جميعاً، هل تؤيد قرارات الرئيس أم تعلن رفضك لها وفى الحالتين تهدينا مبرراتك التى تنير لنا الطريق؟
المستشار الجليل زكريا عبدالعزيز ورفيق دربك المستشار أحمد مكى، لا يمكن أن ننسى لكما دوركما الهائل فى حشد القضاة بالأوشحة الخضراء لمواجهة أهواء الحاكم وأذنابه لنفض غبار التحكم والتوجيه من السلطة التنفيذية، نحن الآن فى أشد الحاجة إلى سماع رأيكما فى الفتنة التى قسمت الشعب إلى فريقين، وكلاهما لديه من يبرر له ويشرح عن علم أو عن هوى، وفى النهاية بلدنا هو الخاسر وثورتنا رهن الضياع، فهل تصمتون أمام شق الصف الوطنى أم تخرجون علينا بكلمة فصل بين حدود السلطات التنفيذية والقضائية؟ الشعب كله ينتظر كلمتكم، فمتى تعلنونها؟
لمتابعة باقى الملف اضغط هنا..
محمود مكى: هل يقبل من تحدى مبارك بديكتاتورية مرسى؟
زكريا عبدالعزيز: حاربت «فرعنة» مبارك.. وننتظر رفضك لصناعة فرعون جديد
محمود الخضيرى: أين أنت من العدوان على السلطة القضائية؟
حسام الغريانى: كتابة دستور البلاد تحتاج دفاعكم أولاً عن دولة القانون
أحمد مكى: معركة استقلال القضاء لا تزال مستمرة وتحتاج عودتكم

