أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنه يمكن تفادى المشكلات الكبرى التى تواجه الإنسانية فى هذا العصر، إذا التزمنا بتعاليم الأديان السماوية، وعدم توظيفها توظيفا خاطئًا، أما إذا استخدمت للأهداف السامية، التى من أجلها أنزلها الله عز وجل، فستكون مصدر خير وسعادة ورفاهية للإنسانية كلها.
وأوضح خلال استقباله لوزير التعاون الدولى الإيطالى أندريا ريكاردى، أن الشورى أصل من أصول الإسلام، والديمقراطية تعبيرٌ عن الشورى، فلا مشكلة فى التعاون بين الدين والديمقراطية؛ لأن الإسلام يفتح المجال للشورى، ولكن المشكلة تأتى من سوء فهم بعض الناس للمعنى الحقيقى المراد باللفظ.
وأضاف: "أن كثيرًا من الديمقراطيين يرفضون الدين ويعتبرونه حالة انتهت، فلا يؤمنون بأن له تأثيرًا على المجتمع فى النواحى الأدبية والتربوية، بل كثيرٌ منهم يحاربون الدين، على الرغم من أن الغرب حينما يقف فى وجه الدين يتستر بغطاء الديمقراطية، وكثيرٌ من الليبراليين الشرقيين تأثروا بتلك الفلسفة وسببوا الكثير من المشاكل".
وأشار الإمام الأكبر إلى أنه من نعم الله على الإنسانية أن جعلهم مختلفين فى الأديان والألوان والثقافات، حتى نبنى الحضارات بفكرٍ متعددٍ مصداقًا لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم (الحجرات:13) هذه سنة من سنن الله فى خلقه، ولا يستطيع كائنٌ من كان أن يغير تلك السنة الربانية.
وأشاد شيخ الأزهر بمؤسسة "سانت إيجيديو" بروما، والتى تقوم بنشاط اجتماعى وثقافى وصحى بارز للناس جميعًا بمختلف أديانهم وعقائدهم، قائلا: "وقد لمست بنفسى حينما زرت روما الجهود الضخمة التى تقوم بها تلك المؤسسة فى خدمة الإنسانية وجهودها فى القارة الإفريقية، وخاصة فى معالجة المرضى وبناء المستشفيات والمدارس خدمة للفقراء والمحتاجين، إضافة إلى الدور البارز فى الحوار بين الأديان".
ومن جانبه، قال الوزير الإيطالى: إن الاحتقان الذى نراه فى بعض المجتمعات يرجع إلى سوء تعامل المجتمعات الغربية معها، حيث اعتقد الغرب أن العامل الاقتصادى يكفى لحل المشاكل، وهذا مفهومٌ خاطئ لأن طبيعة الإنسان مكونة من جسد وروح، فللجسد احتياجاته وللروح احتياجاتها، مما يتطلب التعامل مع مشكلات البشر بكافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والتربوية، حتى يمكن بناء الإنسان الواعى بقيمته الإنسانية، التى من أجلها خلقه الله فى هذه الحياة، ومن أجل هذا خلقنا المولى متباينين فى الألوان والأشكال واللغات حتى نتكامل وتعاون بعضنا البعض مما يعطى ثراء للإنسانية.
وفى ختام اللقاء تم عقد اجتماع مع ممثلى بيت العائلة، والذى قال فيه الدكتور يوحنا قلتة، إنه لم تقم حضارة فى الدنيا إلا وشاركت فيها مصر، ولم تأتِ ديانة إلى الدنيا إلا ولمصر فيها دورٌ بارزٌ، فعلى تراب مصر أكبر مرجعية إسلامية وسطية للعالم الإسلامى شرقه وغربه "الأزهر الشريف"، وأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط.
الإمام الأكبر: تعاليم الأديان السماوية قادرة على حل مشكلات العالم
الإثنين، 26 نوفمبر 2012 05:14 م