نصر سليمان محمد يكتب: العنوسة مشكلة تبحث عن حل

العنوسة واحدة من المشكلات الهامة، التى يعانى منها مجتمعنا المصرى ويكاد تأثيرها يطول كل بيت، وهى نتاج تفكك المجتمع وتدهور العلاقات الأسرية به، وباتت تتطلب المزيد من الدراسات وتضافر الجهود للعمل على إيجاد الحلول لهذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة، التى جعلت شبابنا، ينصرف عن الزواج وتزداد نسبة العنوسة بمجتمعنا بصورة غير مسبوقة.

(وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد فى مصر 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاما لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب 10.5 مليون فتاة فوق سن 35 ومعدل العنوسة فى مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتى فى عمر الزواج، وهذه النسبة فى تزايد مستمر).

وقد تداخلت عوامل كثيرة أدت إلى تفاقم هذه المشكلة منها ما يخص المجتمع والحالة الاقتصادية العامة، وأسباب أخرى تتعلق بتغير أفكار الشباب وخاصة نظرتهم للزواج وتكوين الأسرة فارتفاع تكاليف الزواج بالإضافة لنظرة الأهل الضيقة ومغالاتهم وعدم التيسير فى مطالبهم المادية فى ظل ظروف اجتماعية واقتصادية ضاغطة وخانقة من ارتفاع جنونى فى أسعار العقارات والشقق، والتكاليف الباهظة لتأسيس عش الزوجية.

وما يقابل ذلك من بطالة منتشرة ومتزايدة بصورة مطردة، مع انتشار الأفكار الغربية بين شبابنا وإيثارهم عيشة الحرية وعدم تحمل المسئولية فى ظل تغيرات متداخلة ومتشابكة فى أسرنا ومجتمنا المصرى، والكثير من الأسباب الأخرى التى طرأت على حياتنا وغيرت مفاهيم كثير من شبابنا، مما أدى لظهور أساليب مختلفة للزواج لجأ إليها شبابنا كحل بديل للزواج الرسمى دون وعى وإدراك للنتائج الخطيرة المترتبة على هذه الظواهر الاجتماعية المستحدثة من مشاكل وتدهور قيمى وأخلاقى للمجتمع المصرى، فانتشر الزواج العرفى الذى أصبح ظاهرة خطيرة تهدد أبناءنا وخاصة شباب الجامعات، وزادت بدع الزواج فى مجتمعنا مثل زواج الدم.. وزواج الفرند.. وزواج النت .. ألخ، وما ترتب على تلك الزيجات من مشاكل للمرأة وضياع حقوقها وحقوق الأبناء وباتت تنذر المجتمع بمزيد من تدهور العلاقات الأسرية، وانتشر التحرش الجماعى كظاهرة غريبة على مجتمعنا ونتيجة مباشرة لتأخر سن الزواج وللانحلال الخلقى لشبابنا وما أصابه من تفكك وتصدع.

لذا يجب أن نتكاتف جميعا للوقوف على الأسباب الحقيقية التى أدت إلى النتائج السابقة والعمل معا لإيجاد حلول عصرية وإيجابية للقضاء على مشكلة العنوسة وما يصاحبها من مشاكل تهدد مجتمعنا الشرقى وأسرنا المصرية.