كنت أمينًا للمكتب التنفيذى العربى، وهو منصب يرتبط بجامعة الدول العربية، ويدير شؤون الرياضة والشباب فى العالم العربى ينسق بين وزراء الشباب والرياضة العرب وينظم الدورات والبطولات العربية مع الاتحاد العربى للرياضة.
هذا المنصب كان يتيح لى لقاءات مع رؤساء وملوك وشيوخ الدول العربية، هنا لا أنسى الأمير فيصل بن فهد وزير الرياضة السعودى، الذى لا تستطيع السعودية أن تنكر أفضاله فى النهضة الرياضية التى تمت فى عهده من منشآت رياضية ضخمة وتنظيم البطولات العربية فى كل اللعبات، ولا ينسى أحد فضله فى إنشاء بطولة العالم للأندية.
حضرات القراء
المقدمة رياضية والموضوع سياسى، ولا ضرر فمقالاتى تتضمن الاثنين.
قابلت كثيرا من الحكام العرب، أذكر منهم الشيخ عيسى أمير البحرين والد ملك البحرين الحالى، ولا أنسى كيف استقبلنى خارج مكتبه على باب القصر الذى فيه مكتبه وكيف سار معى حتى السيارة التى سأستقلها بعد اللقاء.
قابلت كذلك والد أمير قطر الحالى وفى حضوره وكان لقاء مدهشًا بالنسبة لى، لقاء فيه مدرستان مدرسة الوالد القديمة التقليدية العربية.. ومدرسة ولى العهد الأمير الحالى.. كنت أركز على نظراته الصامتة وأراها تحتوى على معان كثيرة. ينتمى إلى مدرسة حديثة فى الإدارة، وكان إحساسى أن الرجل يتمنى لبلده أن تكون دولة حديثة كما هى الدول الأوروبية.
بعدها بشهور قاد ولى العهد تغييراً به تولى الحكم فى قطر.. ويمكن القول إن هذا الرجل هو الذى بنى قطر الحديثة، غيّر بلا حدود هذه الدولة، حوّلها من دولة صغيرة معزولة عن العالم الخارجى إلى الانفتاح التام على العالم، وهى عملية ليست سهلة، فلابد أن هناك عقولا متفتحة من أول الملك إلى مساعديه، وخاصة رئيس الوزراء الذى كان سبب الخلافات الشديدة بين مصر مبارك وقطر الشيخ حمد.. جرأة هذه الدولة وأميرها هى أنه كان يعلم أن بلده صغير ومع ذلك فكر وخطط لنقله إلى دولة أكبر من حجمها، أرادها نقلة سياسية واقتصادية وعمرانية وحضارية.
استطاع أن يجعلها تلعب فى السياسة دوراً محوريًا واسعًا فى الشرق الأوسط، ونجح فى ذلك بعد سقوط رؤساء تونس وليبيا ومصر واليمن، ساعدته فى ذلك قناة الجزيرة التى شحنت وأثارت شعوبها ضد حكامها.. دولتان عربيتان حاولتا لعب هذا الدور مثل عراق صدام حسين، الذى حاول وفشل، ثم القذافى حاكم ليبيا الذى حاول أيضًا وفشل، ولو عقدنا مقارنة بين أداء صدام حسين والقذافى والشيخ حمد نجد المقارنة تكون لصالح الأخير.
فى خطواته الناجحة لتحويل قطر لدولة كبيرة، هل كان متأثراً بما كان يفكر فيه ويفعله القذافى لقناعته بتجربة إسرائيل التى أصبحت دولة كبيرة ومؤثرة فى المنطقة وفى العالم خاصة بمساندة أمريكا لها؟
حضرات القراء
قطر بلد صغير تعداد شعبه بالكاد يتخطى المليون، لديه أكبر نسبة من الغاز من إنتاج العالم حوالى ٪13 دخل المواطن القطرى يتجاوز دخل نظيره فى كثير من الدول المتقدمة.
إعلاميًا قناة الجزيرة أصبحت قناة عالمية تنافس قناة C.N.N لعبت دوراً كبيراً فى ثورات الربيع العربى وأخذت جانب الشعوب ضد حكامهم.
رياضيًا كانت قنوات الجزيرة الرياضية نقلت كل المباريات والبطولات الدولية من كرة قدم إلى تنس إلى الدورة الأولمبية فى لندن حتى اكتسحت بلدين كبيرين مثل ألمانيا وروسيا وحصلت على حق تنظيم بطولة العالم لكرة القدم.
سياسيًا غير تأييد الثورات استطاعت فرض نبيل العربى أمينًا عامًا للجماعة العربية وأزاحت من طريقه د. مصطفى الفقى بعد أن ضغطت على المجلس العسكرى واستجاب لها.
امتازت هذه الدولة بسرعة الفعل ولم تقم برد الفعل، كما تفعل الدول العربية سلاح، المبادرة والمبادأة معها.
عزيزى القارئ
ذهب أمير قطر لزيارة مفاجئة لغزة تحرسه القوات من الجيش القطرى بصفة أساسية والأمن المصرى بصفة هامشية.. وهنا يثور السؤال هل دخل غزة دون استئذان إسرائيل؟. طبعا لا.
بعد الزيارة بأيام جاء العدوان الإسرائيلى على غزة وهى مصادفة غريبة المفروض أنه لم يكن يعلم أو يتوقع ذلك.
قطر وتركيا فرضتا نفسيهما على مصر فى المشاركة فى الوصول إلى هدنة بين حماس وإسرائيل، وزارا مصر وعقدا اجتماعا ثلاثيا مع الرئيس مرسى.
أردوغان هدد إسرائيل وهاجمها.. كيف مع أنهم قتلوا أبناء شعبه من الأتراك، ولم نر مثل هذا الحماس الإعلامى الذى يقوم به هو وأمير قطر.. ولم تمر أيام إلا وقد قررت قطر إزاحة مصر من توريد الغاز لإسرائيل وقدمت أسعارا أقل من الغاز المصرى وحصلت على العقد.. ثم نسمع عن مليارات الدولارات منحاً لمصر ثم نكتشف أنها ليست منحا ولكنها شىء آخر.. وأنها لم ترسل ما وعدت به وسيظل دور الأمن المصرى هامشيًا.
الذى يرون أن قطر تلعب فى كثير من الأحيان أدواراً استعراضية حتى تشعر الجميع أنها دولة كبرى، رأوا أن اجتماع الرئيس مرسى وأردوغان وأمير قطر شىء من هذا القبيل.. مصر تقوم بدور الوساطة وارد، لأنها طالما لعبت هذا الدور، كما أن أمريكا تطلب منها ذلك، أن تقوم تركيا أو تشارك فى الوساطة وارد، فهناك علاقات قوية بينها وبين إسرائيل، ولو أننى لم تعجبنى تصريحات أردوغان الحنجورية ضد إسرائيل، لأنه لم يمر وقت طويل على قتل إسرائيل بعض المواطنين الأتراك فى سفينة الإغاثة التركية التى أرسلها لغزة، ومع ذلك لم نر أى رد فعل قوى ليس أكثر من شجب واستنكار كما يفعل العرب.
حضرات القراء
تساؤل سياسى، هل يمكن القول إنه قد تشكل محور سياسى فى المنطقة من مصر وتركيا وقطر ليديروا الشرق الأوسط ومشاكله؟ ربما.
هل يريدون فرض أنفسهم بمليارات تركيا ومليارات قطر التى سمعنا عنها فى الصحف والإعلام دون أى شىء محسوس.
تساؤل آخر
هل يمكن اعتبار قطر دولة كبرى تؤثر بلا حدود فى الشرق الأوسط؟ لن تصبح مصر ولاية عثمانية ولا إمارة قطرية.. علينا أن ننتظر ونرى.
وزير الإعلام ظالماً أو مظلوماً
نعم لصلاح عبدالمقصود الصحفى ولا لعبدالمقصود الوزير.
هل المناصب والسلطة تغير شخصية المسؤول وتغير فى أدائه.. نعم فالسلطة مفسدة للمرء أى مفسدة.. فجأة يصبح الإنسان وزيراً، وفجأة لا يصدق نفسه، وفجأة يحاط بكدابى الزفة والمنافقين الذين يغيرون شخصيته فى أيام بل فى ساعات.. ويجعلونه لا يصدق الناصحين له ويحتضن الضاحكين عليه.
الرجل أصبح فى وضع لا يحسد عليه.. ولكن السؤال هل هو يشعر بذلك؟ يتعرض لحملات قاسية من كل الجهات وبكل أنواع الأسلحة حديثها وقديمها.. سهام - خناجر - مطاوى وآخرها المدفعية الثقيلة.. ظهر هذا بتغير تسميته الرسمية من وزير الإعلام إلى وزير الإغلاق.. فهذه مدفعية وزن ألفين رطل.
حضرات القراء
لم أقابل الرجل فى حياتى.. ولكنى كنت أتابع معاركه الانتخابية فى نقابة الصحفيين، وكنت أرى أنه حشر نفسه فى حارة سد وفى جو عدائى واضح له ولمن يمثلهم «الإخوان المسلمين» كنت متعاطفًا معه حتى دون مقابلته لأننى كنت متعصبًا لحرية الانتخابات.. وكانت انتخابات نقابة الصحفيين نموذجاً لذلك، وكنت سعيدا بشجاعته.
بعدها فوجئت وربما هو كذلك أنه وصل للمنصب ربما كان أقصى ما يحلم به أن يصبح رئيسًا للتحرير أو رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة التى يعمل بها.. وياليته فعل ذلك، فربما لم يكن ليخسر مثل هذه الخسارة الأدبية التى نعيشها الآن.
الرجل كانت له أجندة وهى مستمدة من عضويته بجماعة الإخوان المسلمين -وهذا لا يعيبه- ولكن المشكلة فى رأيى أنه آثر أن يطبق سياسة الجماعة وحزب الحرية والعدالة أكثر من السياسة الشخصية التى كانت بداخله باعتباره إعلاميا كبيرا، وحالته هنا كلاعب كرة القدم الذى يفكر تفكيرين والكرة فى حوزته، إما التمرير أو التسديد وفى النهاية يفشل فى الاثنين، ربما تكون هذه حالة الوزير عبدالمقصود، الأمر الثانى فى ظنى وربما فى ظن كثيرين أن الرجل بدا وكأنه متعجل فى تنفيذ هذه الأهداف، وللأسف كان هذا موقفه.
أمر آخر أن الرجل لديه مهام لا نهائية وصعبة.. مهمة تغيير فكر المصريين عن التليفزيون المصرى، ومهمة أكبر وهى نقل تكنولوجيا العالم وإنشاء قناة للأخبار تنافس القناة العربية الشهيرة.
فى ظنى أن خطورة أداء الوزير عبدالمقصود التى يعتبرها البعض غلطة عمره، لأنه كإعلامى كبير يعرف أهمية وخطورة الإعلامى فى العالم ويعرف صراع القوى المدنية من أجل وضع نص قوى يؤكد ذلك.. وهو رجل خبير بأن الإعلام أسقط الرئيس نيكسون.. وكاد يطيح بالرئيس كلينتون من الرئاسة.. وكان أحد الأسباب الرئيسية فى القضاء على النظام السابق.
عزيزى القارئ
غلق دريم وقبلها الفراعين خطأ أكبر خطأ.. نشر الشائعات بأن هناك قناة أخرى كـ«أون تى فى» فى الطريق للإغلاق.. وكذلك قنوات CBC وقناة عمرو أديب القاهرة اليوم، طبعًا سبق كل ذلك تغيير رؤساء التحرير ورؤساء المؤسسات فى الصحافة المصرية.
كنا نتصور أنه عليه أن يلعب دوراً رئيسياً فى إقناع اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بزيادة حرية الرأى والتعبير والإعلام.
للأسف قال لى صديق.. أبشر فلن تظهر فى تليفزيون مصر مرة أخرى والحمد لله الجميع يعلم أننى أرفض وأعتذر لا لتليفزيون مصر فقط الذى أحبه بل القنوات الخاصة كذلك، وعلى كلٍ، الأمر يتوقف عليه كيف سيقرأ المقال إذا كان يقرأ مقالات يقول له من حوله إنه ضده.
ومع ذلك فأنا حزين أن يسمى وزير إعلام مصر بأنه وزير الإغلاق وجوبلز وزير إعلام هتلر وعدو الإعلام.. أو صانع الأزمات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وحيد
مصر امارة قطرة!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد بلال المحامى
منظومة متكاملة من الفشلة تحكم مصر الأن : رئيس بلا خبرة على حكومة فاشلة على حزب متنطع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي
عبد المنعم
عدد الردود 0
بواسطة:
حجازى حسن حجازى
بنحبك ياعماره
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم سعد
الى المحترم مصطفى تعليق رقم 3
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
مبقاش الا وزير مبارك كمان اللى هيتكلم
يلا هى جت عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
الوزير السابق في حكومة الفلول