قال الشيخ فؤاد عبد العظيم، مستشار وزير الأوقاف، والذى يحضر الآن مراسم عاشوراء بإيران بدعوة رسمية، أن الحديث عن الخلاف بين السنة والشيعة والسعى لتوسعة هوة التقريب بين الطرفين ناتج عن توجهات سياسية وليست دينية، مبينا أن شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت قطع شوطا كبيرا فى التقريب بين المذاهب وأنشأ دارا مخصصة لذلك الغرض أطلق عليها دار التقريب بين المذاهب لكن العوامل السياسية بعد رحيل الشيخ شلتوت أدت إلى توقف عمل تلك الدار، موضحا أن علماء الأزهر والأوقاف يسعون جاهدين لإعادة الحياة إلى تلك الدار مرة ثانية، خاصة بعدما شهدت الدول العربية والإسلامية ربيعا عربيا يمثل مجالا للحريات والحقوق.
وطالب عبد العظيم خلال لقائه بممثل على خامنئى المرشد العام للثورة الإيرانية، وحجة الإسلام سيد خاتمى، بمدينة زنجان والتى تقع على بعد 500 كيلو شمال غرب طهران بالقرب من الحدود التركية الإيرانية، الأزهر الشريف بالتقدم خطوة بتدريس المذهب الجعفرى مثلما يتم تدريس المذاهب الأخرى الحنفى والمالكى والشافعى والحنبلى، وذلك بأن يتم تخصيص عددا من الطلاب يدرسون المذهب الجعفرى، مثلما يتم تخصيص طلاب فى دراسة المذاهب الممثلة لأهل السنة، مشيرا أن تلك الخطوة هى التى تعد بمثابة سعى حقيقى للتقريب بين المذاهب، كما يجب على علماء السنة والشيعة أن يوضحوا لأتباعهم القفز فوق الخلافات المذهبية خاصة، وإن الجميع يدرك أن المسيحية العالمية ومعها الصهيونية وأمريكا ومن خلفها الدولة المحتلة لفلسطين لديهم أغراض فى توسعة الخلاف والشقاق، فالمتفق عليه بين مختلف أطياف علماء أهل السنة أن الخلاف فى الفروع لا يفسد قضية الود طالما أنه يوجد اتفاق حول الأصول الإسلامية، والخلافات الموجودة بين السنة والشيعة أبرزها سب الصحابة وتكفيرهم وزواج المتعة.
من جانبه ألقى حجة الإسلام كلمة ترحيب تميزت بالحماسة الواضحة للثورة المصرية والتأكيد على أن الثورة المصرية لم تنجح حتى الوقت الحاضر، وأن أمنياته فى زيارة مصر تقتصر على زيارة ثلاثة أماكن هى السيدة زينب والسيدة نفيسة وميدان التحرير.
وأوضح خاتمى أن لديه ثلاثة خواطر بالنسبة لمصر أولها الكلمة التى قالها خامنئى فى إطار حديثه عن مصر موضحا أن مصر لديها ثقافة عالية وتاريخ مميز عن باقى الدول العربية والإسلامية، ويتضح هذا التاريخ الواضح فى مجال أهل البيت، وتابع حديثه لنا منذ 25 عاما أنه كما نجحت الثورة الإسلامية الإيرانية فسوف تكون هناك ثورة مصرية ويكتب لها النجاح، فكان ذلك بمثابة نبوءة له منذ قرابة ربع قرن من الزمان، وقد بدأت الثورة المصرية ولكنها لم تحقق النجاح حتى الوقت الحاضر، وأن كان ذلك لا ينفى أن مصر تسير إلى الأمام، وسوف تنجح الثورة المصرية، خاصة فى ظل التحديات التى تواجهها الساعية إلى إسقاطها، وهذه التحديات ليست داخلية فقط بل أغلبها خارجى، حيث يخشون من نجاح الثورة المصرية حقيقة.
وأضاف موجها حديثه للحضور من المصريين أبناء إيران خاصة من الجيل الثورى يرون شبابهم فى الثورة المصرية ونشاهد أرواحنا وهى تهفو إلى رؤية الضوء الثورى يبدد الاستبداد والطغيان الذى لا تزال جماعة بمصر ترى أنه الأفضل لمصر، ولذلك يعطلون نجاحات الثورة المصرية.
وانتقل خاتمى للحديث عن التحديات التى تواجه السنة والشيعة مبينا أن هناك بعض الأيادى المعروفة للجميع تسعى إلى عدم حدوث تقارب بنى الطرفين من خلال تطبيقهم حكمة بنى صهيون "فرق تسد" ومعاداتهم للقارب السنى الشيعى مخافة حدوث صحوة إسلامية فى جميع الدول الإسلامية، لذلك نراهم فى الإعلام الغربى يحرصون على تسمية تلك الصحوة الحادثة بالدول الإسلامية صحوة الربيع العربى وليس الربيع الإسلامى لمخافتهم من مسمى كلمة ثورة إسلامية، ولذلك نراهم يستندون إلى ممارسات فردية من بعض المتطرفين فكريا ويعتبرونها بمثابة موقف عام يعبر عن الفكر السنى أو الشيعى مثلما يثيرون قضية سب الصحابة رغم أننا نملك من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فتوى بعدم جواز سب الصحابة.
وأشاد بمواقف الأزهر فى السعى إلى التقريب بين المذاهب مسبقا من خلال الدار التى أنشأها الراحل الشيخ محمود شلتوت، مطالبا أهل السنة والشيعة التنبه لحجم التحدى الواضح فى الوقت الحاضر، مستدلا على كلامه بأن غزة وميانمار وأفغانستان لا يوجد بها خلافات سنة وشيعة ولكن الغرب يسعى إلى تدمير القوى الإسلامية سعيا إلى تمكين أنفسهم من حلم دولة بنى صهيون التوسعية من النيل إلى الفرات والتى اكتشفت زيف تلك النبوءة بعد حالة المقاومة المميزة فى غزة ومن قبلها حزب الله اللبنانى وبعدما كانوا يسعون إلى التمدد والتوسع هم الآن يرغبون فى مجرد البقاء فقط، وأبناء غيران قيادة وشعبا يطبقون توجيهات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية بأننا مع المظلوم حتى ينتصر وضد الظالم حتى يندحر، والمسلمين بالعالم عددهم مليار ونصف والصهاينة لا يزيد عددهم عن "300" ألف وبالتالى سيتحقق نصر الله ووعده.
ووجه فى ختام كلمته تحية للمصريين الذين قاموا بالثورة مطالبا إياهم بالصبر وعدم اليأس من بزوغ صبح التحرر من قيد الاستبداد ونجاح ثورتهم، فقد رفض أبناء إيران الذين قاموا بالثورة الإسلامية أن يتطرق اليأس إلى قلوبهم وتحقق لهم النجاح، معلنا أمنيته زيارة "4" أماكن بمصر وهى السيدة زينب والسيدة نفيسة والجامع الأزهر وميدان التحرير.
وعقب الشيخ فؤاد عبد العظيم على الكلمة مبينا أن إيران هى بلدنا الثانى بعد مصر، وسوف ينتصر الإسلام شاء الغرب أم أبى فالإسلام يملك القوة الروحية والغرب يعتمد على القوة المادية وبقليل من التوحيد للصفوف سنجد الغرب يذوب مثلما يذوب الجليد تحت أشعة الشمس الساخنة.
مستشار وزير الأوقاف من مراسم عاشوراء بإيران يطالب الأزهر بتدريس المذهب الجعفرى.. ويؤكد توسعة هوة التقريب ناتج عن توجهات سياسية وليست دينية.. وممثل خامنئى: الثورة لم تنجح بمصر حتى الآن
الأحد، 25 نوفمبر 2012 09:57 م