إن الأمم التى تستحى من قراءة تاريخها هى أمم لا تستحق الحياة وإن الجيل الذى لا ينظر إلى ماضيه جيل فاقد للهوية منهار القوى يظل كقطعة الخشب الملقاة فى طريق مظلم.
لقد ساهمت الحضارة العربية عموما والعربية الإسلامية خاصة فى تأسيس فلسفة حياة ورؤية متكاملة للإنسان ذلك الكائن الحضارى، أمتنا برهنت أنها معطاءة وأن أجدادنا أبهروا العالم باختراعاتهم النظرية والتقنية عبر العصور المتعارف عليها.
لكن النكسات الحضارية التى مرت بها هذه الأمة المحمدية جعلت منها ما نحن فيه من الفقر والجهل والتخلف، وحيث إن المستقبل لا يحتضن من لا يواكبه فحق علينا أن نأخذ بأسباب الرقى العلمى والتقدم التقنى والتمسك بقيمنا الإسلامية الروحية الخالدة.. لا مجال لمن يتكاسل فى طلب العلم والمعرفة والتقنية ولا مجال لمن يبكى على الأطلال ويمجد أجدادا كان عليه أن يمجدهم بالنهل من معينهم الصافى الرقراق والسير على خطاهم الواثقة الشامخة فى طلب العلم والمعرفة والتخلق بأكرم الأخلاق.. حين يتكلم عنا المستشرقون ويؤكدون أن الحضارة العربية الإسلامية هى حضارة راقية من حيث إنها استكملت شروط بناء الإنسان المتزن والمبدع والخلاق نقول لهم إن هذه الحضارة فيها سحرها الذى لن ينتهى لأنها حضارة مبنية على أسس دينية خلاقة ومميزة حضارة تقدس الفعل والعمل والإبداع والحرية والكرامة والعطاء والسمو الروحى والعدل والإخاء هى هذه الروح التى لا بد أن تعود لهذه الحضارة التى لابد أن تنهض من السبات وأن تنتفض من السكون والسلبية والتمزق والانشقاق نحو رسم هدف بتخطيط ومنهجية علمية وتنظيم وحكمة وليس مستحيلا على أمة فيها امثالانا أن تعيد المجد التليد السابق والتميز والريادة والعطاء، عصر العلم لكن بروح إسلامية وبصمة روحية أخلاقية راقية.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة