وزير النقل المستقيل لـ"اليوم السابع": الحكومة مسئولة بالكامل عن حادث أسيوط.. قدمت استقالتى "عشان أطيب خاطر الضحايا" وأفوت الفرصة على المزايدين.. المعارضون يسعون لإفشال الحكومة بالتحريض على الاعتصامات

السبت، 24 نوفمبر 2012 04:18 م
وزير النقل المستقيل لـ"اليوم السابع": الحكومة مسئولة بالكامل عن حادث أسيوط.. قدمت استقالتى "عشان أطيب خاطر الضحايا" وأفوت الفرصة على المزايدين.. المعارضون يسعون لإفشال الحكومة بالتحريض على الاعتصامات محمد رشاد المتينى وزير النقل المقال
حوار رضا حبيشى وتصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى الدكتور رشاد المتينى، وزير النقل المستقيل، أن حكومة الدكتور هشام قنديل كاملة ومسئولة سياسيا عن حادث تصادم قطار أسيوط، الذى أودى بحياة 51 طفلا و17 مصابا، وأنه من واقع هذه المسئولية السياسية تقدم باستقالته، باعتباره عضوا فى هذه الحكومة حتى يفوت الفرصة على المعارضين السياسيين من المزايدة عليه وعلى الحكومة، وحتى يطيب خاطر أهالى الضحايا، وحتى لا يقولوا عليه أنه متشبث بالمنصب من أجل مغانمه، ويقول المتينى فى حواره لـ"اليوم السابع" إن ثورة 25 يناير هى التى جعلت المصريين يرون وزير يقدم استقالته عقب الحادث مباشرة، ويمثل أمام النيابة العامة من أجل التحقيق معه، وأنه بفضل هذه الثورة لم يعد أحد فوق القانون، وأنه بادر بالتوجه إلى النيابة العام من أجل ذلك، رغم أن مسئولية هذا الحادث تنحصر بين خفير المزلقان، ومراقب البرج وسائق القطار، ويؤكد أنه كان بإمكانه الهروب من المسئولية، والقول إنه لم يتول المنصب سوى منذ فترة قصيرة، لكنه أراد تفويت الفرصة على المزايدين.

ويروى المتينى، كيف استقبل حادث قطار أسيوط عندما كان فى مكتبه بالوزارة، وطرح خلال الحوار رؤيته لتطوير السكة لحديد والمشاكل التى واجهته خلال فترة وجوده بالوزارة، مؤكدا على عدم تردده فى قبول أى منصب مجددا، مادام فيه خدمة للبلد، وإلى نص الحوار.

هل انتهيت من إدلاء أقوالك أمام النيابة العامة فى الحادث؟

أنا لست متهما فى شئ، لكنى أنا الذى بادرت وتوجهت إلى النيابة العامة للتحقيق معى لإيمانى بأنه لا أحد فوق القانون مهما كبر منصبه، وما قمت به كانت سابقة لأول مرة تشهدها مصر والفضل فى ذلك يرجع لثورة 25 يناير، وأن ترى وزيرا يمثل أمام النيابة العامة، وعليهم أن يتعودوا على ذلك، فلم يعد أحد فوق القانون.

ومن المسئول عن هذا التصادم؟

المسئول الأول هو خفير المزلقان الذى أخطأ بعدم تواجده فى مكانه، أو اتخاذه القرار المناسب فى الوقت المناسب، والمسئولية عن الحادث تنحصر بين خفير المزلقان ومراقب البرج وسائق القطار

بمجرد علمك بوقوع الحادث، كيف كان رد فعلك؟

أول شئ فكرت فيه كان تقديم استقالتى، وبالفعل اتخذت قرار الاستقالة بمجرد علمى بالحادث، معلنا تحملى المسئولية السياسية، والحكومة بالكامل مسئولة سياسيا عن وقوع هذا الحادث، وأنا باعتبارى عضو فى هذه الحكومة أعلنت استقالتى ليس لأنى مسئول جنائيا أو فنيا عن الحادث، لكن كما ذكرت متحملا المسئولية السياسية عنه.

والحكومة مسئولة سياسيا عن الحادث لأنها لم توفر التمويل اللازم، أو الموارد المطلوبة لتطوير السكة الحديد، لكن الظروف التى مرت بها البلد ونقص السيولة كانت وراء عدم توفير الاعتمادات المطلوبة، لذلك رأيت أن تطوير السكك الحديد لن يكون بالسرعة التى يريدها المواطن، فكان عليه ترك المنصب بعد هذا الحادث، لكى أترك الفرصة لغيرى.

كيف كان شعورك لحظة علمك بوقوع الحادث؟

الخبر كان صدمة لى، وبمجرد أن علمت بالحادثة رأيت أنه لازم أن أتخذ قرار الاستقالة، وبالفعل أعلنت استقالى فى نفس اللحظة، رغم أنه لم يمر علىّ فى منصبى سوى فترة قصيرة تجعلنى غير مسئول عن قوع هذا الحادث، لأنه لا يمكن تطوير السكة الحديد وإنهاء مشاكلها فى بضعة شهور، لكنى قدمت الاستقالة من أجل "تطيب" خاطر ضحايا الحادث، ولأقطع طريق المزايدات علىّ وعلى الحكومة من الآخرين.

ومن تقصد بهؤلاء الآخرين؟

المعارضون السياسيون، أردت ألا أترك الطريق للمزايدات من المعارضين السياسيين، من أجل أهداف قصيرة المدى وأغراض سياسية وانتخابية، وألا أعطيهم الفرصة لكى يقولى علىّ أن الكرسى أغلى عندى من الدماء التى راحت فى هذا الحادث، ولم أريد أن يقول علىّ أحد أنى متمسك بالمنصب من أجل مغانمه ولا تفرق معايا دماء الضحايا، أنا لو عاوز أهرب من المسئولية كنت قلت أنا بقالى فترة قصيرة، وهذه تجعلنى غير مسئول، وهذه حقيقة، لكن المواطن العادى لن يفهم هذه الحقيقة وهيقول مدام هو مش عارف يطور السكة الحديد بالسرعة اللى إحنا عاوزينها، إلى مخليه يقعد فى منصبه.

وهل أنت نادم على قبولك لهذا المنصب؟

إطلاقا لم أندم ولو للحظة، لأنى كنت أريد خدمة هذا البلد، ووافقت على قبول المنصب تطوعا منى لخدمته، وإفادته بخبرتى، وقدمت له كل ما يمكن تقديمه خلال الفترة القصيرة التى توليت فيها مسئولية الوزارة، وفقا للمتاح والظروف التى كانت محيطة، نعم الوقت لم يسمح بتقديم أشياء كثيرة، لكن كانت توجد مشاكل تواجهنا وآخرون يحاولون عرقلة ما نفعله وهدم ما نبنيه.

مشاكل مثل ماذا؟

مشكلة الاعتصامات الفئوية والتحريض الدائم عليها، فهى لم تكن عفوية إنما بفعل أطراف أخرى، وهذا التحريض لم يكن من الخارج فقط، ولكن كان من خلال أطراف داخلية أيضا، هناك معارضين سياسيين لا يريدوا لهذه الحكومة النجاح ويهمهم إحراجها.
وهل يصل الأمر معهم إلى تحريضهم على الاعتصامات والإضرابات الفئوية؟

نعم، هؤلاء لا يحبون أن تنجح الحكومة، وسيكونون سعداء عند إحراجهم لها، وهنا أريد أن أقول "إن حكومة الدكتور هشام قنديل ليست حكومة توافق وطنى" ولم يحدث عليها توافق من القوى السياسية، لذلك فهم ينظرون عليها على اعتبارها حكومة الإخوان المسلمين، ومحدش من المعارضين هيكون سعيد بنجاحها، لذلك فهو يرى فى فشلها زيادة لفرصته فى تحقيق أهدافه.

وأين مصلحة البلد من هذا التحريض؟

هؤلاء لا يشغلهم سوى تحقيق أهدافهم، وإخراج الحكومة من أجل الوصول إلى السلطة.

وكيف ننهى حوادث القطارات؟

المنظومة بالكامل فى السكة الحديد محتاجة إلى إعادة هيكلة، ابتداء من الظروف التى يعمل بها العامل ونظام "الورديات" فى العمل، بحيث يكون ثلاث "ورديات" فى اليوم بدلا من اثنين، لأن عندما يعمل العامل 8 ساعات فى اليوم، سيكون أدائه مختلفا عن عمله 12 ساعة، كذلك نظام الرقابة والتفتيش على العمال محتاج إعادة نظر، بجانب نظام الجزاءات على المخطئين، فلا يصح أنه عندما يخطأ خفير مزلقان يكون العقاب لفت نظر أو خصم يوم، فهذا غير رادع.

كما أن السكة الحديد محتاجة تطوير المزلقانات، على الأقل تطويرها بحيث تعمل بالبوابات الحديدية المنزلقة بالكهرباء، وهذه تكلفتها بسيطة، وكذلك محتاجة كهرباء إشارات على كافة خطوطها، فضلا عن وضع برنامج واضح لتدريب العاملين، وتستطيع أن تقول إن السكة الحديد محتاجة إعادة هيكلة بالكامل.

وهذا ما كنت أحاول القيام به أثناء وجودى بالوزارة، وكنت أحاول التواصل مع كافة المستويات من أجل إيصال هذه الفكرة واستغلال أفضل القدرات للعامل وتأهيله وتوظيفه فى مكانه بشكل جيد، وكنت أحاول تعويض نقص الموارد المالية من خلال محاولة تأهيل العامل وإيقاظ ضميره، بحيث يتم الاستفادة منه بأفضل السبل بما يحقق مصلحة البلد.

ما أفضل ما خرجت به من وجودك بالوزارة؟

احترام وتقدير من عملت معهم.. لأنى كنت مخلص النية فيما أفعل وفيما قدمت، لذلك وفقنى الله فيما فعلت.

ماذا ستفعل فى الفترة القادمة؟

سأعود إلى مكانى الأصلى كأستاذ فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، أتواصل مع طلبتى وأشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه.

هل ستنضم إلى أى حزب سياسى؟

حتى هذه اللحظة لم أحسم أمرى فى هذا الشأن.

وهل يمكن أن تعود إلى العمل العام مرة أخرى أو تقلد أى منصب آخر؟

لن أتأخر عن أى شئ يطلب منى مادام فيه خدمة لهذه البلد التى أعشقها، فأنا تعودت على إقحام نفسى فى أمور قد يكون فيها ضرر لىّ على المستوى الشخصى، لكنها فيها خدمة للبلد، لذلك لم ولن أتردد فى قبول شئ فى مصلحة عامة.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعيد

انت رجل محترم

انت رجل صادق ومحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

hasan

الورديات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة