حسن أحمد الحاجه يكتب: فضفضة مع رئيس مصر

"نريد إصلاحاً، نريد عدالة اجتماعية، نريد عيشاً كريماً، نريد عدالة فى توزيع الأجور، نريد وضعاً إقليمياً يليق بنا، نريد كرامة نراها فى كل مكان نذهب إليه، نريد حرية وديمقراطية نلمسهما ونعيشهما على أرض الواقع".

هذا هو لسان حالى، ولسان حال كل مصرى يعيش على أرض مصرنا الغالية التى نفتديها بأعز وأثمن ما نملك.

سيدى الرئيس فى البداية أود أن أنوه أننى لست إخوانياً ولا أنتمى لأى تيار أو حزب سواء أكان دينياً أو سياسيا، ولكننى مصرى مسلم وُلدت على أرضها الطيبة.

سيدى الرئيس، قامت ثورة 25 يناير لتطالب بأبسط حقوق العدالة والحرية والعدالة الاجتماعية، وكان يوم تنحى الرئيس السابق هو أجمل يوم فى حياتى، كنت أمشى هنا فى الغربة رافعاً رأسى منتشياً بثورة أبهرت العالم أجمع، وقلت لنفسى لقد حان الوقت لأرفع رأسى أمام الدنيا، وأصرخ بأعلى صوتى "أنا مصرى".

وحينما جاءت انتخابات الرئاسة المصرية فرحت لأننى لأول مرة سوف أختار من يمثلنى ويدافع عن حقوقى، ويبنى مصر التى نرغب جميعاً فى أن نراها أجمل بلدان العالم، لأننى سوف أختار لأول مرة من يسهر لراحتى لكى يسطر اسمه فى صفحات التاريخ بحروف من نور.

أيدك أغلبية الشعب فى انتخابات نزيهة طامحين وطامعين فى أن تزول الغمة على يديكم، كنا على يقين وثقة أنك أنت الفارس الذى طال انتظاره، أيدك المصريون للمؤسسة القوية التى تقف وراءك ألا وهى "جماعة الإخوان المسلمين".

وبدلاً من أن تساعدك تلك الجماعة، خرج علينا كل يوم عضو من أعضائها ويلقى بالتصريحات الغريبة، والتى يشوبها الكثير من الضبابية وعدم الوضوح، ومع ذلك تنفى مؤسسة الرئاسة كل هذه التصريحات، وتقول "لا تصدقوا أى تصريح إلا إذا كان خارجاً من مؤسسة الرئاسة".

سيدى لن نحملك فساد دام لأكثر من ثلاثين عاماً، ولكننا منحناك الثقة التى تجعلك تقضى على هذا الفساد وفى أسرع وقت ممكن، معك الشرعية وحب الناس ومع ذلك لم نر أى تقدم ملموس، أعلم أن التغيير لا يأتى فى يوم وليلة، ولكن على الأقل يلمس المواطن البسيط أن شيئاً ما يتغير.

ألومك سيدى الرئيس، فى أنك أوْلَيت جملة اهتماماتك بفلسطين وأهل فلسطين، فلسطين تلك البقعة من الأرض الغالية علينا جميعاً مسلمين ومسيحيين، ولكن الأولى أن تهتم بشعبك الذى منحك الثقة والحب، فنحن أولى باهتمامك من فلسطين.

السيد الدكتور محمد مرسى، لا تنسى وعودك لمن رفعوك إلى أعلى المناصب وكلهم أمل أن تعيد إليهم حقهم فى العيش بكرامة وبأبسط أبسط حقوق الإنسانية، وفقك الله لما يحب ويرضى، ودمتم بخير.