بالصور.. الفلسطينيون النازحون إلى مصر يروون أحداث القصف.. الرنتيسى: نتمنى أن تدخل إسرائيل إلى غزة بريا لأنهم لن يرجعوا إلى منازلهم مرة أخرى.. وصديق الشهيد الجعبرى: لا نقبل بسيناء وطنا بديلا عن غزة

السبت، 24 نوفمبر 2012 09:07 م
بالصور.. الفلسطينيون النازحون إلى مصر يروون أحداث القصف.. الرنتيسى: نتمنى أن تدخل إسرائيل إلى غزة بريا لأنهم لن يرجعوا إلى منازلهم مرة أخرى.. وصديق الشهيد الجعبرى: لا نقبل بسيناء وطنا بديلا عن غزة الفلسطينيون يتحدثون لليوم السابع
كتب أحمد عبد الراضى ومحمد فهيم عبد الغفار وإسلام جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هم أبطال لا يهابون الموت إلا غدرا، رغم جراحهم وأحزانهم على أوطانهم، إلا أنهم يمتلكون إرادة قوية، ترى الصمود فى أعينهم، يتحدثون بثقة منبعها الإيمان بالله، وبنصرة قضيتهم، لا يريدون شيئا سوى العودة سريعا إلى أهلهم فى غزة، ليشاركونهم مواجهة العدو الغاشم المغتصب، يلقى بعضهم نحبه، ويصاب البعض، فيأتون إلى وطنهم الثانى مصر لتلقى العلاج، على أمل العودة مرة أخرى، لأداء واجبهم فى المقاومة الفلسطينية، لينالوا إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.

الجرحى الفلسطينيون، فى الأحداث الأخيرة الدامية على قطاع غزة الفلسطينى، جاءوا لتلقى العلاج فى مصر، فتفرقوا على عدة مستشفيات، على مستوى الجمهورية، "اليوم السابع" ذهبت إلى أبطال المقاومة الذين يتلقون علاجهم فى مستشفى "معهد ناصر"، لتستكشف منهم عن المشهد الذى تركوا عليه قطاع غزة، وكيف يواجهون العدو بهذه البسالة والشجاعة على قلة إمكاناتهم، وندرة تمويلهم، وهل تغير الموقف المصرى من العدوان على غزة، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، عن الموقف بعدها، وهل يقبل أهالى غزة بأن تكون سيناء هى الوطن البديل لهم؟، كل هذه التساؤلات طرحناها على أبطال المقاومة، الذين حاورناهم على مدى أكثر من 3 ساعات فى مستشفى معهد ناصر.

أبو رفيق أحمد السرساوى، أحد أبطال المقاومة الفلسطينية، وصديق الشهيد أحمد الجعبرى، قائد كتائب القسام، الذى تمت تصفيته من جانب جيش الاحتلال الفلسطينى منذ أيام، جاء إلى مصر بصحبة ابن عمه حمزة السرساوى، الذى أصيب بإحدى القذائف أثناء القصف الإسرائيلى على غزة، وكان أول من التقينا به فى المستشفى من مصابى المقاومة الفلسطينية، وجدناه ممسكا بـ"الراديو" يستمع إلى شبكة صوت العرب، لمتابعة آخر تطورات الأوضاع فى قطاع غزة..

وكان لنا معه هذا الحوار..

*بداية عرفنا بنفسك؟
-أبو رفيق أحمد السرساوى، أحد أفراد المقاومة الفلسطينية.

•إلى ما تستمع من خلال الراديو الذى تمسك به؟

-أستمع إلى إذاعة صوت العرب، لمتابعة آخر الأخبار، وتطورات الأوضاع فى قطاع غزة.

• تستمع إلى الأخبار من صوت العرب ولديكم القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت؟!
- نعم أستمع الآن إلى صوت العرب، التى تربينا عليها، فهذه الإذاعة أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكنا دائما نستمع إليها وإلى صوت الإذاعى الشهير أحمد سعيد، وهو يقول "صوت العرب من القاهرة"، والآن وأنا أستمع إلى هذه الإذاعة بعد الثورة، أشعر باختلاف عما كنت أسمعه عليها فى ظل النظام البائد.

• وما هو وجه الاختلاف فيما تسمعه الآن ؟
- "يجيب بابتسامة مرسومة على وجهه" الاختلاف كبير، فقبل الثورة كانت الإذاعة تقول الأراضى الإسرائيلية، والأراضى الفلسطينية، وكأن إسرائيل تعيش على أرض تمتلكها عبر التاريخ، أما الآن وبعد ثورة يناير المجدية، وباقى ثورات الربيع العربى، فإننى أجد توصيفا مغايرا من قبل الإذاعة، فهم يقولون الأراضى الفلسطينية المحتلة، وجيش الاحتلال الإسرائيلى.

• تقصد أن الأنظمة العربية البائدة، كانت تريد إيصال رسالة من خلال الإذاعة ووسائل الإعلام إلى شعوبها بأن إسرائيل تعيش على أرض هى حق لها؟
- بالفعل هم كانوا يريدون إيصال هذه الرسالة للشعوب العربية، لكن أراد الله أن يتغير الوضع، فهبت رياح التغيير على هذه الأنظمة القمعية الفاسدة، لتتحرر شعوبها، ولتستعيد لهم الوعى بقضيتهم القومية، وهى القضية الفلسطينية، فالقدس وبيت المقدس ليس قضية الفلسطينيين فحسب، بل قضية كل مسلم، وكل عربى، ودعونى أقول لكم شيئا، فلقد لمست هذا التغيير أيضا فى الإعلام الإسرائيلى.

• كيف ذلك؟
- مثلا القناة الثانية والقناة العاشرة الإسرائيلية، وجهتا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلى، رسالة مفادها أن الحرب الآن على غزة تختلف عنها فى عام 2008-2009، فالحرب الآن لا يوجد بها مبارك وأبو الغيط وعمر سليمان.

• معنى هذا أن إسرائيل كانت تعتبر نظام الرئيس السابق مبارك كنزا استراتيجيا لها فى حالة الحرب على غزة؟
- نعم بالطبع، فإسرائيل لم تكن تضرب القطاع إلا بمباركة النظام البائد، أما الآن فالوضع مختلف عما سبق، فالآن توجد ثورات الربيع العربى، وتوجد أنظمة عربية مختلفة جاءت بإرادة شعوبها، والنظام الآن فى مصر وجه رسالة للكيان الصهيونى، بأن الاعتداء على غزة هو اعتداء على مصر، لأننا شعب واحد، لا يتجزأ بعضنا عن بعض، فاليوم الوضع مختلف، ونحن نأمل من دول الربيع العربى، ومن مصر أم الدنيا، وأم العالمين العربى والإسلامى، تكون بشعبها، وبأحزابها، ونهضتها، وديانتها كلها يد واحدة، فمصر وصى عليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وذكرت فى القرآن الكريم، وأبناءها هم خير أجناد الأرض، فنحن نتمنى كل فخر وكل سعادة لمصرنا الغالية، فلتعلم أن الشبل المصرى والمرأة المصرية والشيخ المصرى والشاب المصرى، هم من أتوا بالرئيس مرسى، فمرسى لم يقم بانقلاب عسكرى ويجلس على الكرسى بدلا من مبارك، فالثورة المصرية هى فخر لكل العرب، وحقيقة وأنا الآن فى مصر، فإننى حزين جدا على ما يحدث فى شارع محمد محمود.

• هل أنت متابع لما يجرى الآن فى الداخل المصرى؟
- بالطبع، وكما قلت لك فإننى متألم وحزين جدا لما يحدث الآن فى شارع محمد محمود، فهذا الشباب الثائر، يتظاهر على الرئيس محمد مرسى وحكومته، على الرغم من أنه رئيس شرعى منتخب، وهم من أتوا به إلى السلطة، فكان من الواجب عليهم أن يصبروا عليه لمدة 3 أو أربع سنوات، حتى يتمكن من أن يقضى على الفساد الموروث طيلة الفترة الماضية، ومن ثم بعد ذلك فإنهم يقومون بتقييم تجربته ككل ومحاسبته عليها، وإذا كانت التجربة نتائجها جيدة فليستمر، وإلا فليرحل.

• لكن البعض يتهم الرئيس مرسى وحكومة الدكتور هشام قنديل بالفشل ؟
- لم يكن أحد يستطيع أن يتحدث فى النظام القمعى لمبارك، والآن يتحدث البعض عن ضرورة إبعاد مرسى وحكومة قنديل، ويلوحون بحادثة القطار الكارثية، صحيح أنه حادث مؤلم، تألمنا من أجله جميعا، ولكن لا يجب أن نلقى باللوم على الرئيس وحكومته فقط، فناك كما سبق وأن قلت موروث فاسد، لا يمكن إصلاحه فى ظل بضعة أشهر، ثم إننى أقول حدثت فى عهد مبارك مليون كارثة، ومنها على سبيل المثال كارثة قطار الصعيد، والعبارة السلام 98، إننى أرى أن من الواجب الآن أن يشد على أزر الرئيس وحكومته، ومعاونته فى القضاء على هذا الفساد المستشرى داخل البلاد.

• تريد أن توجه رسالة إلى الشعب المصرى والشباب فى شارع محمد محمود؟
- يا شباب مصر يا شباب مصر الطاهر فى محمد محمود، أنتم تحيون ذكرى، الشباب الطاهر الذى استشهد فى محمد محمود، فلا تجعلوا هذه الذكرى سببا لإثارة الفوضى فى البلاد، واصبروا على رئيسكم الذى انتخبتموه، وحكومتكم التى جاءت بعد انتخاب أول رئيس مدنى، بعيدا عن حكم العسكر، وأنا أقول إن من يحدث هذه الفوضى والاشتباكات هو اللوبى الصهيونى، الذى يريد زعزعة الاستقرار السياسى والأمنى داخل الشارع المصرى.

• صف لنا المشهد الذى تركتم عليه الوضع فى قطاع غزة؟
- المشهد الذى يدور عليه الوضع فى غزة منذ 1948، وحتى الحرب على غزة فى 2012، لا يختلف كثيرا، فالعدو لا يفرق بين مدنى وعسكرى، كبير وصغير، شيخ أو امرأة، فعندما تكون هناك غارات، وتطلق علينا القذائف والصواريخ، يترك ذلك أثرا فى الأرض، عبارة عن حرفة بعمق يصل من 6_8 متر، وبعرض يتجاوز الـ15 متر، وذلك دون مبالغة، فتخيل إذا ما حدثت هذه الحفرة بجانب بيت فكيف للشيخ العجوز والمرأة الحامل والطفل الصغير القدرة على السير أو الحركة والتنقل، كما أنه ينج عن هذا الأمر تهدم المنازل وتساقطها، وأمور غريبة جدا تحدث لنا، وللأسف نحن لا تستطيع الآن أن نطلب من الأنظمة والشعوب العربية مناصرتنا بالكفاح المسلح، لأن هناك ثورات وأنظمة قمعية وفاسدة يتم التخلص منها، فليس هناك إمكانية تمكنهم من محاربة إسرائيل، ولابد من إعطاء فرصة حتى تتعافى الأنظمة والشعوب العربية، كما أن ما يحدث فى سوريا محاولة لإضعاف الجانب المصرى فى حالة العرب على غزة، لأن مصر وسوريا كانت فى السابق وحدة وطنية أفشلها النظام الأمريكي، حتى لا تواجه إسرائيل وتكون عقبة أمامها، فالصهيونية فى الفترة الماضية عملت على إفشال 3 قوى رئيسية فى المنطقة، وهم العراق ومصر وسوريا.

• هل لديكم ما يسمى بالطابور الخامس وهم العملاء والخونة للصهاينة؟
- الشعب الفلسطينى كله متماسك، وهناك من يقول إن هناك عملاء فلسطين يضعون نقاطا على السيارة حتى تتمكن إسرائيل من تصفيتهم، كما قيل إنه حدث مع الشهيد أحمد الجعبرى، والحقيقة أن الخونة والعملاء متواجدون فى كل زمان ومكان، وبالطبع أكيد منهم فى فلسطين، وهناك طائرات استطلاع "زنانة" تقوم بتتبع سير رموز المقاومة الفلسطينية، ولا ننكر وجود عملاء، فالشهيد أبو على مصطفى قصف وهو فى مكتبه بصاروخ، وكذلك الشهيد الجعبرى، رحمة الله عليه.

* هل تعرف الشهيد الجعبرى؟
- هو أخى وصديقى وجارى

• ماذا تعرف عنه؟
- أحمد الجعبرى حبس فى سوق فتح منذ عام 1982، وخرج فى التبادل الذى تم بعد اتفاقية أوسلو عام 1995، وفى هذه الـ13 عاما التى قضاها فى السجون الإسرائيلية، انتقل من صفوف حركة فتح، إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهذا فخر لنا وللمقاومة، وتولى الجعبرى بعد ذلك عدة مناصب.

• ما المناصب التى تولاها الجعبرى؟
- عمل الجعبرى كمدير لمكتب الأسرى، ومسئول مؤسسة الأسرى، ثم اشترك فى عملية الكفاح المسلح، وبناء جيش عز الدين القسام، ولا بد عندما نتحدث عن كتائب القسام، أن نصفها بجيش عز الدين القسام، وليست ميليشيات مسلحة كما يصفها الصهاينة، بل هو جيش نظامي، كل من يتبعونه من أمثال الشهيد أحمد الجعبرى رحمه الله، مثل أبو شحاتة والرنتيسى وإسماعيل أبو شنب، رحمهم الله، فهم كوكبة شهداء من جميع الحركات الوطنية الفلسطينية.

• لماذا استهدفت إسرائيل القيادى أحمد الجعبرى على وجه الخصوص؟
- دعنى أقول لك أن الشهيد الجعبرى تحفظ على الجندى الإسرائيلى "جلعاد شاليط" بنجاح لمدة 6 سنوات، وهو من قام بالتفاوض من أجل إنها صفقة وفاء الأحرار، وكانت إسرائيل تقول له "إحنا صابرين عليك لأننا لينا عندك بوليصة تأمين وهى جلعاد شاليط"، وعندما سلم الجعبرى شاليط إلى المخابرات المصرية فى رفح، قالت له إسرائيل "شكرا ياجعبرى بوليصة التأمين انتهت"، وظل الرجل محافظا على نفسه، ثم ذهب إلى أداء فريضة الحج فى الأراضى المقدسة، وبعدما عاد الجعبرى بخمسة أيام، قامت إسرائيل بعملية الاغتيالات، ثم تدخلت مصر بعمل هدنة 48 ساعة، فأخذ الرجل الأمان، ولكنهم كعهدنا بهم دائما ينقضون العهود، وقاموا بتصفية البطل المجاهد الشهيد.

• هل لديك رسالة تريد أن توصلها للشعوب العرب؟
- الكيان الصهيونى هو السرطان الموجود فى جسد الأمة العربية، ولا بد من استئصاله وبتره، ولن يتأتى هذا الاستئصال إلا من خلال الوحدة بين جميع الدول العربية.

• وماذا تقول للرئيس الفلسطينى أبو مازن؟
- أقول له إن رئيس الوزراء المصرى هشام قنديل ذهب إلى غزة، وأنت قطعت زيارتك إلى أوروبا، وكان الأولى عليك بصفتك رئيسا للسلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينى، أن تنزل إلى غزة بدلا من أن تذهب إلى المقاطعة الفلسطينية، ويا ريت يا أبو مازن تعود مرة أخرى إلى صفوف المقاومة، ومش عايزين معونة من أمريكا وأوربا ولكن عايزين شوية كرامة.

* حدثنا عن إصابة ابن عمك حمزة؟
الأخ حمزة أصيب أثناء الضرب بالمدافع الإسرائيلية قصيرة المدى على حى السجعية بمخيم جاباليا، وإخوانا فى مصر استقبلونا فى مصر وفتحوا لنا المعبر، ونقلونا إلى معهد مستشفى ناصر، وهو أجريت له عملية استئصال الطحال فى قطاع غزة، وهناك شظية دخلت فى رأسه عملت نزيف داخلى وقفت السمع وإيده ورجله.

• يقال إن هناك مخططا لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين فى سيناء بدلا من قطاع غزة؟ ما رأيك فى هذا الكلام؟
- هذا المخطط من جانب اليهود يسعون لهذا الأمر، وشارون اللعين كان يعمل على ذلك، كلمه رابين لعنة الله عليه أنه يريد أن يستيقظ من النوم وغزة قد أخذتها البحر، ولكننا ورغم خالص حبنا لمصر وعشقنا لترابها لا نقبل بهذا الأمر.

• أنت تعبر عن رأيك فماذا عن باقى الغزاويين؟
- نحن فى غزة منبع المقاومة، لا نخاف الموت إلا أن يغدر بنا، ونتمنى كل يوم الشهادة فى سبيل تحرير الوطن، ورغم حبنا الشديد لمصر، ورغم أننى الآن وأنا أجلس معك أشعر أننى فى بلدى، إلا أننى أتمنى أن أذهب الآن إلى غزة لمشاركة أهلى والدفاع عن الوطن، ومصر وطننا الثانى ولكن فلسطين تحتاج غلى أبنائها وشبابها ولن نتركها أبدا مهما كان الأمر إلا على أجسادنا، وما يقال عن أن الحكومة المصرية تعمل بالاتفاق مع حماس على توطين أهالى غزة فى سيناء، كلام من قبيل العبث، فنحن والحمد لله بأقل الإمكانيات نحقق الرعب لإسرائيل.

• هل وصلت الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب والكنيست الإسرائيلى؟
- بالفعل ولكن الإعلام الإسرائيلى ينفى هذا الأمر لتضليل الرأى العام، وهم يختبئون فى ملاجئهم وكسرنا شوكتهم، على الرغم من أنهم يدعون أنهم الجيش الذى لا يقهر.

حمزه السرساوى، المصاب بشظية فى رأسه أفقدته القدرة على التحدث إلا همسا، كما أفقدته القدرة على تحريك رجله اليمنى ويديه، قال لنا بصوت هامس كنا لا نكاد نفسره إلا بمساعدة رفيقه وابن عمه السرساوى، إنه يدرس فى التوجيهية قسم العلوم، ويتمنى أن يموت بطلا مقاوما شهيدا، بدلا من أن يعيش بدون كرامة مثل الحيوانات

الترقب والشجاعة والصبر فى قطاع غزة هو حال السكان بفعل الغارات المكثفة التى تشنها مقاتلات إسرائيلية ، فهناك يعيشون تفاصيل الحرب بشكل أكبر، لترقبهم دخول أرتال المدرعات فى أى لحظة، إيذاناً بهجوم برى سيخلف بينهم دمارا ًوقتلى كثيرين على غرار الحرب السابقة، وتوجهنا لأحد الفلسطينيين ويدعى يوسف خليل ونص الحوار كالتالى:

س : قم بتعريف نفسك؟
ج: يوسف خليل أعمل ضابط بالإسعاف الفلسطينى وأحد النازحين إلى معهد ناصر لمساعدة شقيقى المصاب نتيجة الغارات الإسرائيلية.

س صف لنا الأحداث التى تراها فى قطاع غزة من حالات الاستشهاد والمصابين التى تعمل على علاجهم؟
ج : إن القطاع بحاجة للعديد من الأصناف من الأدوية والإمكانات العلاجية، موضحا أنهم شاهدوا أطفالا متوفين وبهم تشوهات نتيجة القصف، وان إسرائيل تمارس قصفا عشوائيا على جميع من فى قطاع غزة، بالإضافة إلى أن الأوضاع بالقطاع بالغة السوء والمستشفيات بحاجة للعديد من الأدوية والمستلزمات الطبية وأن هناك عجزا شديدا بالمستلزمات الطبية، وسيارات الإسعاف وأن الأهالى ينقلون المصابين بسياراتهم الخاصة.

وأضاف خليل، أن قطاع غزة يحتاج لدعم مادى ومعنوى، وأن الأوضاع المعيشية هناك بالغة الصعوبة، مطالبا بتحرك عربى ودولى سريع لكسر الحصار عن غزة ووقف العدوان عليها، وقال إن القصف لا يتوقف على القطاع، ولا يفرق بين أطفال وشيوخ ونساء، وتابع قائلا، تعرض المواطنون الفلسطينيون لمستوى لم يشهدوه من قبل من التعذيب والاغتصاب، وهم لا يكترثون بالاستراتيجيات والخطط المستقبلية، بل إن كل ما يهمهم هو ما يثير اهتمامهم بصورة يومية. خاصة فى ظل ما تشهده البلاد من عنف".

وتمنى يوسف أن يعالج أخيه بأسرع وقت حتى أذهب إلى أصدقائى وإخوتى بفلسطين لمساعدتهم وأنال الشهادة معهم، أحب مصر كثيرا وأحب أن أعيش فيها ولكن لا أستطيع أن أسمع وأرى إخوتى فى غزة يموتون وأشاهدهم على التلفاز، فعندما أشاهد أصدقائى يحلمون الضحايا أتمنى أن أكون برفقتهم لمساعدتهم وأكون إلى جوارهم، صدقنى لا أريد أن أرى عائلتى إلا بعد أن أرى أصدقائى ومساعدتى لإخوتى الفلسطينيين، أتمنى أن أخرج إلى غزة فى أقرب وقت.

الدور السابع، وهناك توقفنا أمام غرفته وبنظرات معبرة عن التفاؤل والطمأنينة التى تبث داخله بوجوده داخل مصر، نظر إلينا واستقبلنا استقبال الانتصار وسط فرحة عامة على وجهه، ويدعى ياسر عبد الله محمد الرنتيسى، والصديق المقرب للشهيد أحمد الجعبرى القيادى العسكرى بحركة حماس، وقمنا بطرح بعض الأسئلة عليه.

س : صف لنا من أنت؟ وكيف أتيت القاهرة ولماذا؟
ج : اسمى ياسر عبد الله محمد الرنتيسى وتابع لعائلة الرنتيسى وعلى صلة قرابة بالشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسى وهو أحد شهداء الأقصى، ومتزوج ولدى من الأبناء أربعة، وأعمل ملازم ضابط أمن موقعى على الحدود، وجئت القاهرة لتلقى العلاج بمعهد ناصر.

س : كيف تعرضت للإصابة؟
ج : أولا: تعرضت لدخول ثلاجة الموت محتسبا عند الله شهيدا، والعائلة تعلم أننى شهيد، وتعرضت لحالة إغماء استمرت 15 يوما، شارحا تعرضه للإغماء أنه كان هناك موقع عسكرى على الحدود وكان الجيش الإسرائيلى يحاول الحصول على هذا الموقع، وكنت أشغل حينها ملازم ضابط أمن موقعى، وكنا ننسحب إلى الوراء لكى نأخذ نقطة ارتكاز فى مكان عال ما يقرب من مائة متر عن المكان بصحبة اثنين من المجاهدين، لضرب دبابة قادمة تابعة للجيش الإسرائيلى، ولكن سبقونى فى الضرب بصاروخ أرض أرض، دفعتنى إلى مكان بعيد جدا، وتمت إصابة زملائى الآخرين.

وتابع قائلا بعد ذلك توالت الانفجارات تباعاً بمجمع الأجهزة الأمنية حيث سقط ما يقرب من خمسة صواريخ بالمجمع، وشاهدت السماء والأرض حمراء وملتهبة وتطايرت أجسام كبيرة لم أعرف ما هى، منها ما كان يسقط فوقى دون أن أشعر ومنها ما كان يسقط بجوارى، وحينها فقدت الوعى ولم أفق إلا بعد عدة دقائق من انتهاء القصف، حيث وجدت نفسى ملقى على الأرض على مسافة بعيدة، بعدها قمت أجرى تجاه الموقع فشاهدت الموقع مدمرا عن بكرة أبيه، وحينها كنت مصابا برضوض وبعض الشظايا ولم أشعر بنفسى، وبعد ذلك تم نقلى أنا الآخر بواسطة سيارة إسعاف للمستشفي

وأضاف الرنتيسى، قاموا بقطع الاتصال وأحدثوا تشويشا على مركز الاتصالات ولم أستطع الاتصال بأى من عائلتى، وكنت مبرحا على الأرض وعلى يدى وقدمى الدماء وأصبت بشظايا عديدة داخل جسمى من الكتف والرأس والقدم وقطعت يدى اليمنى، ولم أفق إلا وأنا أسمع التكبيرات، الله أكبر الله أكبر وهى يحملوننى، وكان لدى فرح داخلى لا يوصف، وقلت الحمد لله أننى نلت الشهادة التى كنت أسعى إليها، وقتها كان أصدقائى يودعوننى داخل ثلاجة المشرحة، ولكنى استطعت معرفة من حولى، وبعدها مكثت شهرين متواصلين على كرسى متحرك داخل المستشفى.

س : ما علاقتك بالشهيد أحمد الجعبرى القيادى بحركة حماس؟
ج : علاقتى بالشهيد أحمد الجعبرى علاقة جيدة للغاية، وخرج من السجون الإسرائيلية عام 1995 وأحدث تغييرا داخل الحركات الفلسطينية واحتل عدة مراكز منها مسئول مؤسسة الأسرى داخل حماس ثم عمل داخل جيش عز الدين القسام وهو جيش معد إعدادا جيدا ومنظم بكفاءة ولا ينقصه سوى المعدات، وكنت أنا والجعبرى على اتصال بصفة مستمرة ولم تنقطع حتى وفاته، وآخر مرة رأيته فيها كان ذاهبا لأداء فريضة الحج، ووقت أن انتهى من أداء الفريضة كنت وقتها أتلقى العلاج بالمستشفى ولم أعلم بخبر وفاته سوى عن طريق التلفاز، ونحسبه عند الله شهيدا.

س هل تتلقى العلاج بطريقة جيدة داخل لمستشفى ؟
ج : أتلقى العلاج بطريقة جيدة ولكن لدى ملاحظة من سوء معاملة إدارة المستشفى، حيث إنهم يقومون بدفع مبالغ مالية كبيرة نتيجة إجراء فحوصات وكشوفات طبية وتحاليل وأشعات، علما بأن الحكومة المصرية بأمر من الرئيس محمد مرسى أصدرت أوامر بعلاج كافة مصاب غزة على نفقتها الخاصة، ولكن الممرضين والأطباء يعاملوننا معاملة طيبة وهو ما يسعدنى تلقى العلاج داخل الأراضى المصرية، مشيرا إلى أن هناك العشرات من المصابين من قطاع غزة يتلقون العلاج بمستشفيات أخرى مثل مستشفى العجوزة وغيرها.

وأضاف أن وزارة الصحة المصرية لم تبلغ المستشفيات بهذا القرار، مؤكد أن هناك العديد من المصابين سوف يغادرون المستشفيات إلى غزة لعدم كفاية الأموال لديهم، ويتلقون العلاج بمستشفيات غزة.

س: ما رأيك فى تصريحات رئاسة الجمهورية المصرية بشأن الاعتداء الإسرائيلى؟
ج : بصراحة موقفه نبيل ولكن لا نعرف ما موقف الرئيس مرسى من جانب الشعب الفلسطينى، فلا نعرف هل هو معنا أم ضدنا، فلم نرى منه سوى خطابات وأقاويل ولم نر منه أى فعل على أرض الواقع، وبالتالى ما نريده هو أن تتوحد الأمة للوقوف ضد العدوان السافر، وإن شاء الله فور أن أخرج من المستشفى سوف أهرول إلى غزة لمساندة أشقائى فى غزة، مشيرا إلى أن الثورات العربية قامت بتغيير الرؤساء لكن فى مصر فلول النظام السابق يعبثون فى الأمن الداخلى "من تحت لتحت" لتعطيل مسيرة الإصلاح داخل الأمة العربية، موجها رسالته لإسرائيل قائلا "عليهم الدخول بريا لأنهم لن يرجعوا مرة أخرى إلى بلادهم، ولن يستطيعوا دخول غزة.. فغزة الأمس غير غزة الحاضر والمستقبل".



























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة