يبدأ برنامج الغذاء العالمى، التابع للأمم المتحدة، تنفيذ عملية طوارئ جديدة لإيصال الغذاء لما يربو على 2،1 مليون فرد فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأشار بيان صادر عن الوكالة إلى أن مدة تنفيذ هذه العملية تصل إلى تسعة أشهر بدءاً من مطلع ديسمبر المقبل.
وقال مارتن اولسين، ممثل البرنامج فى كينشاسا، إن المستهدفين من العملية العاجلة الجديدة فروا عن قراهم، بسبب الاشتباكات فى شرق الكونغو، تاركين قطعانهم ومحاصيلهم.
وقدر ممثل البرنامج عدد النازحين من أبناء الكونغو الديمقراطية عن قراهم الأصلية بنحو 390 ألف نازح، إضافة إلى 60 ألفاً من الكونغوليين الذين لجأوا إلى دول جوارهم، مثل أوغندا ورواندا منذ اندلاع أعمال القتال فى إقليم شمال كيفو فى إبريل الماضى بين القوات الحكومية الكونغولية وحركة 23 مارس المتمردة التى تعمل على توسيع المناطق الواقعة تحت سيطرتها من قرى ومقاطعات يسكنها مدنيون ويمارس مقاتلوها أعمال سلب ونهب وترويع وقتل واغتصاب على نطاق واسع أرهبت غالبية سكان الإقليم ودفعتهم إلى الفرار طلباً للنجاة إلى مناطق كيفو الجنوبية ومانيما واورينتالى وكاتانجا الشمالية، مما سبب أزمة غذاء حادة فى هذه المناطق يعمل برنامج الغذاء العالى على احتوائها.
وقد رصد برنامج الغذاء العالمى 81 مليون دولار أمريكى لتمويل فواتير توريد الأغذية الرئيسية للفارين من شمالى كيفو وهى الحبوب وأنواع البسكويت العالى البروتين للأطفال، بالإضافة بنود غذائية أخرى ومياه شرب نقية، ويعترف خبراء برنامج الغذاء العالمى بأن هذا الاعتماد لا يعادل سوى 15 فى المائة فقط من احتياجات التمويل الإجمالية لتنفيذ عملية الإمداد الغذائى العاجلة.
وتسعى أوغندا إلى تبرئة ساحتها من اتهامات كونغولية لها بدعم حركة متمردى 23 مارس، وتحاول كمبالا تقديم نفسها إلى المجتمع الدولى على أنها جزء من الحل وليست جزءا من الأزمة، وفى الأسبوع الماضى استقبل مجلس الأمن الدولى وزير الدولة الأوغندى الدكتور روكانا روكوندا الذى أجرى محادثات مع مسئولى مجلس الأمن الدولى حول سبل التهدئة فى شرق الكونغو، نافيا أن يكون خبراء أوغنديون يقدمون المشورة العسكرية والعملياتية والتخطيطية لمقاتلى حركة 23 مارس وتأجيج صراع شرق الكونغو التى تتهم الأمم المتحدة رواندا إلى جانب أوغندا بالتورط فى عمليات القتال الدائرة فى شرقها.
وقد هدد وفد أوغندا الزائر للأمم المتحدة بإعادة النظر فى إسهام كمبالا فى مهام حفظ السلام الدولية فى أفريقيا وسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من الصومال ما لم تكف المنظمة الدولية عن الإصغاء إلى اتهامات الكونغوليين لها بالتورط فى مشاكل شرق الكونغو الداخلية.
ويقول المراقبون إن تهديدات كمبالا بسحب قواتها من الصومال قد اكتسب أهميته عقب إعلان رئيس الوزراء الصومالى الجديد عبدى فارح شيدرون أن انسحاب القوات الأوغندية فى الصومال سيشكل انكشافا أمنيا خطيرا لبلاده ويهدد بقاء قوات الاتحاد الأفريقى فيها بشكل عام، حيث تشكل القوات الأوغندية قوة التصدى الأقوى لمقاتلى حركة شباب المجاهدين الصومالية.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الغذاء العالمى كان قد قدم مساعدات غذائية عاجلة لعدد 730 ألف فرد فى إقليم شرق الكونغو الديمقراطية من المقيمين فى معسكرات الإيواء التى أقامتها لهم الأمم المتحدة، كما قدمت الأمم المتحدة 6ر84 مليون دولار أمريكى منذ بداية العام الجارى لدعم قدرة الحكومة الكونغولية على توفير الأمن الغذائى فى حدوده الدنيا للمدنيين فى مناطق الصراعات وتقديم أدوية تأجيل مضاعفات الإيدز لهم، لاسيما فى مناطق شرقى الكونغو التى تعد أفقر بقعة يسكنها بشر فى العالم بها 4ر5 مليون إنسان يصارعون شبح الجوع المزمن وسوء التغذية.
"الغذاء العالمى" ينفذ خطة طوارئ لإيصال الغذاء لأكثر من مليون كونغولى
السبت، 24 نوفمبر 2012 11:22 ص