قرأنا فى كتب التاريخ عن لويس الرابع عشر وعن مقولته الشهيرة قبل قيام الثورة الفرنسية عندما كان يحكم، وكان المشرع والتنفيذى الوحيد فى فرنسا، كذلك قرأنا كيف كانت نهايته ونهاية حكمه.
إن ما نعيشه اليوم هو مآتم المشروعية والدولة القانونية فى مصر، ولم يكن ضرورياً أن تعلن هذه المواد السبعة فى بيان الأمس يا سيادة الرئيس، فالمادة السادسة تكفى لأنها تبين نواياك تجاهنا. "للرئيس أن يتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية البلاد وحماية أهداف الثورة".
وهذا يعنى انقلاباً داخلياً وعدواناً صارخاً على كافة مؤسسات الدولة وإعلان عن الإفلاس الحقيقى لحكم الإخوان فى البلاد.
ما قام به الرئيس مرسى يعد انقلاباً كاملاً على الشرعية التى أتت به إلى الحكم، ويمثل استحواذاً ديكتاتورياً على كل سلطات الدولة، التنفيذية والتشريعية والقضائية. ماذا بقى للشعب الذى نفترضه مصدراً لجميع السلطات؟
احتفظ الرئيس بالسلطات الثلاثة لنفسه، مهدرا بذلك المبدأ الأصيل القائم بالفصل بين السلطات، وهو مبدأ دستورى قائم فى مصر منذ دستور 23.
أنا مرسى، الوحيد اللى أُقر وأفهم والأمر لى، أما أنت أيها الشعب فلا تفهم، لأنك مازلت قاصراً، واترك هذه الأعمال للكبار فقط. هذا ما فهمته من هذا البيان الذى أصدره سيادة الحاكم.
الذين يؤيدون هذه القرارات التى جعلت من الشعب المصرى شعباً قاصراً، هم هؤلاء الذين تربوا فى مساجد الإخوان، ويعتبرون قراراته على خطى الحبيب المصطفى، وهم أيضاً الذين قالوا "المفروض نعطى الآن فرصة لمرسى وللإخوان، ولو حبينا نغيرهم فى انتخابات قادمة نغيرهم، كما غيرنا مبارك".
هؤلاء هم مستشارى السوء وترزية القوانين الذين كنا نسخر منهم فى عهد نظام مبارك، والآن فى عهد الإخوان فقد تغيرت الأسماء، ولكن الترزية مازالوا على الساحة، وكل ما تغير فيهم هو اللحية والزبيبة، إنها النخبة الانتفاعية التى نراها الآن فى المناصب الكبرى التى تقلدوها فى هذا العهد الإخوانى هم أصحاب البوق ذى الضجيج العالى فى العلانية، والحقيقة إنهم فى خوف شديد من غضب الشعب.
أنها بداية حكم دكتاتورى جديد، لذلك سوف نقف ضد هذه القرارات الديكتاتورية حتى التراجع عنها.
أما عاصرو الليمون على أنفسهم فى الانتخابات الرئاسية والذين يبكون الآن على فعلتهم، فلا ينفعهم الآن البكاء والنواح على مصر، وما آلت إليه من حكم دكتاتورى، ويجب عليهم أن ينضموا ويتحدوا مع جميع القوى الوطنية، لعمل ما يجب عمله فى هذه الحقبة السوداء فى تاريخ مصر.
يوسف شهاب يكتب: أنا الدولة والدولة أنا وعصير الليمون
الجمعة، 23 نوفمبر 2012 02:49 م