منذ أن نشأت على أرض المحروسة، وأنا أقرأ وأسمع وأشاهد ما فعلته إسرائيل بنا عام 67،56 وظننت أننا ضحكنا عليهم ولقناهم درساً لن ينسوه فى 73، ولكن عندما استرجع بذكرياتى كل الأحداث السابقة والمناوشات والاحتكاكات التى تحدث ضدنا وضد الأمة العربية كل حين، وآخر أيقنت أن إسرائيل تستعد لتضحك علينا الضحكة الكبرى.
بداية لابد أن نستفيق من هذه الغيبوبة ونفهم اللعبة صح ونعى هذا المخطط الذى يعد ويحاك ضدنا، وضد الأمة العربية من عقود زمنية عديدة، ويتم تنفيذها "تاتا تاتا" للأسف بسبب غباء الأمة السياسى والتمسك بالكراسى ومبدأ "غمض عينك لغاية مايجى الدور عليك".
منذ قيام البعض من شعب فلسطين ببيع أراضيهم لليهود نتيجة ضعفهم المادى والتعامل مع اليهود والزواج منهم، وخطوة خطوة، وتحت شعار الوطن والأرض للجميع تم التداخل والتقارب بين اليهود والفلسطينيين، إلى أن ازداد عدد اليهود النازحين من دول الغرب، وازدادت بقعة الأرض المملوكة لهم، ومع تتابع الأحداث، وعملية البيع والشراء وتخزين السلاح إلى أن تم المراد فى ظل عدم وجود جيش فلسطينى قوى أعلنوا عن قيام دولة إسرائيل بمساندة ومباركة أمريكية غربية، وأصبح لهم مكان على الخريطة الدولية لتكون إسرائيل هى البعبع والشوكة الأليمة فى ظهر العرب.
ولتأمين حدودهم بحجة حمايتهم من بطش العرب احتلوا الجولان وجنوب لبنان وسيناء لضمان عدم العدوان عليهم من هذه الجهات، وفى نفس الوقت استنزاف الخيرات والمياه والبترول الموجود فى هذه المناطق، إلى أن جاءت لحظة الصدق مع النفس، وتوحدت بعض الشعوب العربية، وقامت مصر بتوجيه ضربة عسكرية استباقية تاريخية حررت بها أرض سيناء الغالية التى أخشى أن تضيع منا قريباً.
ومع ذلك لم نتعلم الدرس فقامت إسرائيل بنفس اللعبة مع تغيير خطة اللعب فبدأوا بالاحتكاكات الحدودية وقتل بعض جنودنا من حين لآخر، ونحن ندين ونشجب ونستنكر "وهلم مجرة" ومرة بحجة حماية الحدود، ومرة أن فى اعتداءات ومتسللين من الجانب المصرى كل ذلك فى ظل وجود عمليات مخابراتية إسرائيلية على مستوى عالٍ، وبدعم أمريكى متميز هذا بجانب الاعتداءات الوحشية على فترات على المواطنين الفلسطينيين بتحدٍ صارخ لكل الأعراف والبروتوكولات الدولية التى لا يلتزم بها إلا نحن.
وأخيراً وليس آخراً تم العدوان الحالى على غزة، لتضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين مستغليين حالة الود بين حكومة حماس وحزب الأغلبية، والهدف من كل ذلك هما أمران كلاهما ماكر.
الأول إجبار الأخوة الفلسطينيين بالنزوح واللجوء والعيش فى سيناء المهجورة بفعل فاعل، ولو رفضت الحكومة المصرية يبقى شكلها وحش قوى أمام الرأى العام الدولى "ويا حرام شوفوا المصريين مش مستحملين أخواتهم الفلسطينيين ويعطوهم سيناء الفاضية يعيشوا فيها".
والهدف الثانى هو عندما نبتلع الطعم، ويتم توطين الفلسطينيين فى سيناء، وهذا بعيد عن منالهم بإذن الله سوف تفتعل إسرائيل الحجج والروايات واللعب على نغمة، أنه يوجد تهديد لأمن إسرائيل من سيناء، وتم إطلاق صواريخ من سيناء عليهم، ولابد من حماية دولة إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للفلسطينيين فى سيناء، وكلاكيت ثانى مرة يتم احتلال سيناء ونقدمها لهم على طبق من ذهب مع أن التكرار يعلم الشطار!
وكلنا نعلم مدى قوة إسرائيل الحالية التى هى فى الأساس قوة أمريكا، وأن الأمريكان يستخدمون إسرائيل فزاعة لكل العرب، وإلا فلماذا يتم إمدادها بأحدث الأسلحة والطائرات والمعدات والخبرات العسكرية التى لا تصل إلينا إلا بعد عشرات السنين، بعد أن يكونوا توصلوا للأحدث.
ولعل الانتخابات الأمريكية فى كل مرة خير شاهد على مدى تحسب الإدارة الأمريكية لسيطرة اليهود ورجال أعمالهم على الاقتصاد الأمريكى، ولعل هدية عيد الميلاد فى هذا العام تكون غزة فلذة أكباد العرب.
يا مصريين ويا عرب أفيقوا واستوعبوا الدرس، وافهموا المخطط الذى سُينفذ ما لم نتحد (تختلف الأشخاص والوجوه ولكن المخطط باقى ومستمر).
ولكن أزف لكم البشرى أنه سيأتى يوم ونقيم نحن الأفراح، وتكون الضحكة العليا لنا نحن العرب، وذلك عندما يخرج من أصلاب المصريين سادات أُخر يتبنى قيام وحدة عسكرية عربية تكون قادرة على نسف إسرائيل من على وجه الأرض، وتكون درعا واقيا وحصينا لكل الدول العربية.
