ذكرتنى القرارات الرشيدة التى خرج علينا بها الرئيس مرسى، والتى تم التنويه عنها والدعاية لها قبل صدورها باعتبارها قرارات سترضى جموع الشعب المصرى، وتنتصر للثورة المصرية بالمبادئ التى تقوم عليها دولة "الأخ الأكبر" فى رائعة الروائى الإنجليزى جورج أورويل "1984" التى كتبها عام 1948، متخيلاً كيف ستكون الحياة فى دولة فاشية شمولية دكتاتورية إذا ما تُرك لقادة مثل هذه الدولة المجال أن يعيثوا فى الأرض ظلماً وطغياناً بدعوى الرغبة فى التنمية والإصلاح. هذه المبادئ هى: "الحرية هى العبودية" و"الجهل هو القوة" و"الحرب هى السلام" و"الولاء هو انعدام الوعى".
دولة الأخ الأكبر دولة قائمة على إجهاض العقل وقتل التفكير بحيث يُقر الشعب بأن "2+2=5" إذا ما ألزمه الحزب الحاكم بذلك"، ولا يحق للمتضرر اللجوء للقضاء.
سيدى الرئيس المبجل، الأخ الأكبر، الحاكم بأمره: لقد أسرتنا حقاً برغبتك - بل بإصرارك - على الانتصار للثورة المصرية وإعادة حقوق شهدائها.. بالأمس فقط تيقنا أن الثورة نجحت وأن دماء شهدائها لم ترق هباءً.. رجاءً لا تلق بالاً ولا ترع انتباهاً للمعترضين المتهافتين أيادى الشيطان المتربصين بالوطن، كما يُطلق عليهم أتباعك وأفراد جماعتك.. دع القافلة تسرى والكلاب تعوى. ما نأمله ونرجوه منك الآن هو أن يكون موضوع خطبتك القادمة كيفية التغلب على وساوس الشيطان الذى يحاول أن يُصور لنا ويُرسخ فى أذهاننا أن شهداء الثورة لم يموتوا من أجل حفنة جنيهات أو معاش استثنائى لذويهم.. شهداء الثورة لم يموتوا كى يُتاجر بهم وبدمائهم للوصول لمآرب دنيئة.
شهداء الثورة ماتوا كى تعيش مصر حرة أبية مدنية متحضرة راقية، ويحظى المصريون بالعدالة والكرامة الإنسانية.. شهداء الثورة ماتوا كى لا يُقمع رأى ولا يُخنق فكر.. شهداء الثورة ماتوا كى يعيش الأحياء فى عالم أفضل وأرحب يتنفسون فيه نسيم الحرية والديمقراطية والتنمية الحقيقية... ااااه.. أغثنا أيها الرئيس المنقذ.. ماذا نقول لوساوس الشيطان الذى يحاول أن يقنعنا بأنك بدلاً من الانتصار للثورة وإرضاء جموع الشعب، خذلت الأموات وفجعت الأحياء، ولم ترض سوى جموع جماعتك الذين احتشدوا قبل أن يتم الإعلان رسمياً عن قراراتك أمام دار القضاء الذى تم اغتياله ليناصروك ويؤيدوك.. اللهم نولنا هذا الشرف العظيم لنكون من المؤيدين المناصرين التابعين الخاضعين.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة