يبدى الكاتب السورى الألمانى رفيق الشامى، قلقا عميقا على مستقبل بلاده التى غادرها قبل 41 عاما، والتى تشهد منذ عشرين شهرا حركة احتجاجية تطورت إلى نزاع عسكرى دام أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى وألحق دمارا هائلا فى البلاد.
ويقول رفيق الشامى، من أحد فنادق فيينا على هامش لقاء أدبى، إنه فى أفضل الحالات سيستغرق بناء سوريا ديمقراطية بعد حكم الرئيس بشار الأسد عشر سنوات من "العرق والدموع".
ويضيف هذا الكاتب فى حوار باللغة الألمانية مع وكالة فرانس برس "إذا كنا محظوظين، سيستغرق الأمر عشر سنوات، نحن لسنا فى تونس، حيث تطلب الأمر ثلاثة أسابيع قبل تحول البلاد إلى الديمقراطية".
ويوضح رفيق الشامى إن البلاد "تحتاج إلى عشر سنوات من إعادة الأعمار، ومن الأيدى الممدودة للمصالحة، ولتضميد الجراح بين العائلات".
ويرى هذا الكاتب الحائز على جوائز أدبية عدة منها جائزة هرمان هيسى (1994) وجائزة شاميسو (1993) فى ألمانيا أن السنوات المقبلة ستكون شاقة. ويقول "أنا لا أحسد الحكومة الجديدة (فى إشارة إلى أى حكومة قد تشكل فى حال تغير النظام الحالى) فلا أحد سيقدم لها الورود".
وعلى ذلك، فإن رفيق الشامى يتحفظ على مصطلح "الربيع العربى"، ويقول "إنها ليست نزهة فى حديقة، مع باقة من الورود كلا، إنها مرحلة تتطلب عملا كثيرا، وعرقا ودموعا".
ويبلغ هذا الكاتب من العمر 66 عاما، وهو مقيم فى ألمانيا منذ العام 1971، ولا يبدى أى رغبة فى العودة إلى سوريا فى حال سقط نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه يأمل فى أن يزورها ليقدم أعماله.
ويقول "الكتاب لا يمكنهم أن يقدموا حلولا سياسية، لكن بإمكانهم أن يوفرا العزاء، يمكننا أن نكتب قصصا عن العفو والتسامح، وقصصا عن العدو لنظهر أنه هو أيضا إنسان".
ويذكر الكاتب أن الكتابة فى زمن حكم بشار الأسد، وعلى غرار حقبة حكم والده الراحل حافظ الأسد بين العامين 1970 و2000، كانت مهنة محفوفة بالمخاطر.
وقد وصف الكاتب هذا الواقع فى روايته الأكثر شهرة "حفنة نجوم" (باللغة الألمانية)، عن مذكرات شاب دمشقى يرغب من أن يكون صحفيا فى بلد تحكمه رقابة حديدية.
ويقول "كان ممكنا للكتاب أن ينشروا، لكن الحذر كان واجبا، وبفعل الرقابة (الرسمية) أصبح الناس يمارسون رقابتهم الذاتية" على ما يكتبون.
لكن "الحذر والأدب لا يجتمعان"، بحسب الكاتب الذى يقول "إما أن تكتب نصا بحرية مطلقة، أو لا تكتب شيئا".
ويتابع "يمكن أن يحكم عليك بالسجن خمس سنوات فى سوريا بسبب قصيدة، وأن يعذبك جلادون لا يحسنون القراءة أصلا".
ويتحدث رفيق الشامى عن نظام الأسد على أنه أصبح جزءا من الماضى.
وبرأيه فإن النظام باتت أيديه ملطخة كثيرا بالدماء، الأمر الذى سيجعله خارج أى صياغة لمستقبل سوريا.