الأنامالية هو مصطلح جديد طرأ على اللغة العربية وحقيقة لم أكن أنا مخترعته الأولى ولكنى قرأته فى مكان ما أو سمعته من شخص ما فأعجبنى وقررت به إبراز هؤلاء الأناماليين الموجودين فوق أرضك يا أم الدنيا، وهم ممن رفعوا شعار "وأنا مالى" فى مختلف شئون أعمالهم المسئولون عنها أمام الله وأمامنا وشئون مجتمع كائن حولهم وهم على قناعة كاملة وتامة بما يفعلون وقد يصل بهم هذا الارتياح الكامل والقناعة التامة إلى حد الافتخار بهذا الشعار ورغبة فى توريثه أيضا لذويهم..
هذه «الأنامالية» تمثل شعارا للسلبية الخفاقة فى بلد تعبر بحالة مرضية من الإحباط واليأس، كما تعبر عن أزمة مزمنة من الإهمال وعدم النظام متبلورة فى حركة سياسية مصرية عجزت عن تقديم مشروع وطنى بديل وعن عدم القدرة فى التواصل مع الشعب.. هذه السلبية ليس مبعثها العزوف عن الاهتمام بالشأن العام وإنما مبعثها عدم الرغبة والتعامل والتعايش داخل مجتمع أوشك على الانهيار من تلك السلبية المفعمة بالسوء يوما بعد يوم.
أصبحنا جميعا نطلق هذة الكلمة فى جميع مفرداتنا اليومية بل وأصبح الكثير أيضا من المسئولين والذين لا يحق لهم استخدام هذا اللفظ يستخدمونه بل ويتفاخرون به أيضا أين المساواة وأين العدل.. أين النظام وأين الاهتمام.. أين الإحساس وأين الضمير ؟؟؟ الإجابة على مثل هذه الأسئلة فى مثل هذه الأيام تكون سريعة جدا من قبل من يحملون عبأ الرد عليها وتحقيقها وهى "وأنا مالى" البلد كلها راحت وضاعت واتسرقت واتنهبت هاجى أنا بقى وأصلحها وأعدل المايلة.
أعترف لنفسى ولكم جميعا والله شاهد على كلماتى أن عدم وفرة المال وشحاحة الموارد الاقتصادية والأعباء المالية ليست سوى جزء ضئيل جدا من المشكلة وليست سوى تعبير عن عدم الرغبة فى العمل والاجتهاد وهذا ليس على مستوى الدولة والحكومة فقط بل على جميع المستويات الإنسانية.. حيث إن التحقيق والإنجاز الحقيقى الفعال لا يتطلب نقودا أو موارد مالية ولكنة يتطلب العمل والإصرار والرغبة فى الإنجاز وعندها فقط ستحدث المعجزة وستتحول الشعارات إلى واقع ملموس سنشعر به جميعا وأقسم بأن هذا ليس حلما ولا شعورا افتراضيا أشعر به بل إنه واقع وتجربة حقيقية عاشت بداخلى وعشت بداخلها.
السادة المسئولون المبجلون القائمون على العمل الدؤوب ليلا ونهار لنهضة مصر وإصلاحها والذين افترضوا عدم مسئوليتهم عما يحدث من نكبات وحوادث داخل بلدهم ورفعوا شعار "وأنا مالى" وقاموا برصد القوائم والمستندات المثبتة لعدم توافر الموارد الاقتصادية للعمل والإصلاح.. أعترف لكم جميعا بأن الفشل يبدأ بعدم توافر نية العمل والإصلاح ولو كانت الرغبة فى الإصلاح والتنمية فى مكانها الصحيح كان وقتها فقط سيوجد المال ولكنه لا يخرج من مكانه إلا بعد حدوث المصائب والنكبات وهذا فقط لإثبات عدم قدرة المال بمفرده على الإصلاح والتنمية.. 2 مليون وخمسمائة جنيه مصرى تعويضا عن أرواح الأبرياء لأهاليهم والذين لن يعوضهم مال العالم بأكمله نظرة واحدة من عيون أبرياءهم الأنقياء والمهدرة دمائهم خلف صدور الخونة واللصوص الملثمين والمرتكبين لجريمة كاملة "دون قصد" سوى عدم الرغبة فى العمل والرغبة فقط فى الجلوس على المقاعد المبجلة.. لن يسع مكان لما فى قلبى من توجع حقيقى لهذه المأساة الساقطة من نظام ساقط كان واجبا على الرئيس تطهيره وإقالة الفاسدين المتهرئين منهم رجال يرتشفون من دماء أطفالنا الأبرياء تحت أسانيد من التبريرات الكاذبة والقابعة تحت مصطلح "وأنا مالى".
حسبى الله ونعم الوكيل..
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
امنيه
حسبى الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
صح
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
gamil
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
رائعة دائما
عدد الردود 0
بواسطة:
منى الصياد
اشكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
mezoo
رائع
مقال رائع ومتميز
شكررا فريق تحرير اليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشار أحمد حنفى احمد
استاذة أمنية
عدد الردود 0
بواسطة:
امنية
شكرا
شكرا استاذ احمد على التوضيح
امنية