محمد فهيم

محنة.. والحل الربانى قادم

الخميس، 22 نوفمبر 2012 11:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد هجرة النبى الكريم إلى المدينة المنورة كان من المفترض أن يحيا المسلمون الأوائل من المهاجرين فى رغد ونعيم، بعدما عانوه فى مكة المكرمة من عنت الكافرين وظلمهم، ولكن على العكس تماماً، فقد بدأ النبى الكريم وأصحابه الكرام مرحلة جديدة من الكفاح الدامى - على حد قول أستاذنا الراحل الشيخ محمد الغزالى.

وعاش المسلمون منذ أن نزل النبى الكريم من فوق ناقته مرحلة بناء المسجد، وتوفيق المجتمع الداخلى، بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فى سابقة لم يشهدها تاريخ البشر، ثم فى وضع دستور المدينة والدولة الأولى للإسلام، والذى أصبح أول دستور مكتوب يحدد العلاقة بين المسلمين واليهود داخل دولة الإسلام الفتية.

وما كاد النبى يرسخ دعائم دولته حتى بدأت مرحلة الكفاح الحقيقية مع قوى الكفر، بسقوط الدماء والشهداء فى بدر، ثم فى أُحد، ثم الخندق، وبين تلك المعارك التى أرهقت المسلمين، جاءت سخافات المنافقين ومكائدهم وتربصهم بالنبى وصحبه وكرههم لنجاح الدولة وظهور الحق، فراحوا يضربون الصفوف ويهجون الأذناب ويؤلبون الأعداء حتى يضعفوا الصف ويهدموا أركان الدولة.

وتأتى أهم العقبات الكؤود أمام النبى وصحابته، وكان اليهود ودورهم الخبيث فى نقض العهود والمواثيق الخيانة وانتهاك حرمة المسلمين، إلى أن استطاع النبى وصحبه القضاء على فلولهم.

ومن العجيب أن أرض المدينة لم تتحول بقدوم هؤلاء الأطهار إلى جنة غناء وواحة خضراء، ولكن فى فترات أصابها الجدب وانقطع المطر حتى ذبل الزرع، وجف الضرع، فاشتكى بعض الصحابة لنبيهم الكريم حتى دعا الله تعالى ونزل المطر.

كما عاش النبى الكريم وصحابته فى المدينة ولم يشبعوا يوماً من طعام ولم يهنئوا يوماً بالقصور الذاخرة والحصون المنيعة، بل ظلوا يعانون الفقر والحر والبرد، ورغم كل تلك المحن فإن النبى وأصحابه نجحوا وانتصروا وأقاموا دولة الإسلام التى هزت ملك الجبابرة والقياصرة.

وأرى وجهاً للشبه بين ما نعانيه اليوم من فتن وجدل وخلاف وبين مجتمع المدينة، فالحرب على دولة مصر الجديدة قوية تمتد من الداخل، حيث الفلول والكارهين للثورة وأصحاب المصالح والهوى والمغرضين والخاسرين فى وجود النظام الجديد، فيحاول الجميع تمزيق العرى وتفتيت القوى وتهديد الأمن وترويع الشعب وإرهابه وتخويفه بالجوع تارة وبالانفلات الأمنى وبالمطالب الفئوية وبتشويه الزمرة الجديدة التى لم تمض فى الحكم سوى شهور وتحملها مساوئ قرون مضت.

كما تأتى الحرب على مصر الجديدة من الخارج، حيث التربص الصهيونى بمصر وسيناء وضرب غزة، كلها فتن يحاول العدو الصهيونى جرنا فيها لندخل دوامة لا وقت لها.

ولكن الحل الربانى دائماً موجود، بالصبر على المحن حتى تمر، وبعدها يبدأ موسم حصاد الصابرين، فصبراً قليلاً يا مصريين، وأخلصوا النوايا، وسيفاجأ الجميع بالحل الربانى الذى سنهنأ به جميعاً.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عرفات سليمان

الصبر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة