تقع مصر فى المنطقة الرمادية من حيث معدل حدوث وانتشار أورام الكبد الأولية، حيث تبلغ نسبة الإصابة من 8 : 12 لكل 100 ألف من عدد السكان وخطورة المرض تكمن فى أن معدل الوفيات يقارب معدل الإصابة.
وتنقسم طرق العلاج حسب مرحلة الورم ودرجة تأثر الكبد والحالة العامة للمريض، ويقول الدكتور محمد على عز العرب أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، إن المرحلة المبكرة لأورام الكبد يكون من حجم الورم أقل من 5 سم، وحالة الكبد والحالة العامة للمريض جيدة، فيمكن العلاج الفعال بعدة طرق سواء بالاستئصال الجراحى أو بزراعة الكبد من متبرع حى أو العلاج الموضعى مثل التردد الحرارى أو استخدام الميكروويف أو الحقن بالكحول الموضعى "إذا كان الورم أقل من 2 سم"، أما المرحلة المتوسطة ففيها يكون حجم الورم أكبر من 5 سم أو متعدد "منتشر" فيكون العلاج عن طريق الحقن الكيماوى بقسطرة عن طريق الشريان الفخذى، حيث تصل إلى الشريان المغذى للورم، حيث يقلل من حجم الورم وتطوره، وهناك تقدم فى هذه الموضوع، حيث يتم استخدام جزيئات "دى إى بى" والتى تعطى نتائج أفضل حسب الأبحاث الأخيرة والتى نوقشت أيضا فى مؤتمر الجمعية الأمريكية للكبد الأسبوع الماضى.
أما المرحلة المتقدمة من المرض والتى يصاحبه جلطة بالوريد البابى أو انتشار الورم خارج الكبد فهنا يكون العلاج عن طريق الفم باستخدام عقار "سورافنيب"، وهناك أدوية أخرى يتم تجربتها حاليا لاستخدامها فى العلاج فى هذه المرحلة، ويمكن العلاج بالجزيئات المشعة وتعطى نتائج مبشرة فى مثل هذه الحالات.
أما المراحل المتأخرة من المرض فيتم رعاية المريض وعلاجه من مضاعفات المرض مثل الاستسقاء وإعطائه علاج للآلام والاهتمام بالنظام الغذائى العلاجى له ومراعاة الحالة النفسية للمريض، حيث إن طرق العلاج تتوقف على تحديد مرحله الورم، ووفقا للبروتوكولات الدولية ووفقا للقواعد الارشادية المصرية والتى تم تفعيلها خلال الشهر الجارى فى المؤتمر الثالث لجمعية سرطان الكبد المصرية.
ويعتمد تحديد طريقة العلاج بواسطة الفريق المكون من أساتذة الكبد وجراحة لكبد والأشعة التداخلية، حيث يتم مناقشة حالة كل مريض على حدة، ومن ثم تحديد طريقة العلاج.
ويوجد الآن 6 مراكز علاجية مميزة، وهى المعهد القومى للكبد بالقاهرة وطب عين شمس وطب قصر العينى ومعهد الكبد القومى بشبين الكوم وجامعة الإسكندرية ومركز الكبد بالمنصورة.