مرض السرطان والعياذ بالله يتميز بقدرته الخطيرة على الانتشار والتمدد، ليصيب كل أجهزة الجسم الحيوية، ونهايته المحتمة هى الفتك بمن يصيبه، هذا المرض وخطورته أيضا تكمن فى أن علماء الكون، لم يستطيعوا التوصل إلى علاج جذرى لهذا المرض، سواء بالجراحة أو الأدوية أو الإشعاع، إلا فى حالة واحدة، وهى الاكتشاف المبكر ثم القضاء عليه تماما تماما، كالفكرة الصهيونية العنصرية، فكرة قامت على اغتصاب أراضى الغير فى غفلة منه، وطرد أهلها وتهجيرهم، ثم التمدد ببطء لصهينة كل شىء حولهم، الأرض والشجر والحجر، حتى عقول البشر، ليصل إلى مرحلة يستحيل معها تأثير أى علاج نقرره، لدرء هذا الخطر ووقف تمدده، فما بالك باستئصاله.
تاريخيا أخبرنا رب العزة، فى محكم آيات القرآن الكريم، بصفات اليهود الكثيرة، ونذكر منها نقضهم للعهود، وخيانتهم للأمانة، وقتلهم للدعاة إلى الله، وجبنهم وقسوة قلوبهم وبراعتهم فى ترويج الإشاعات، وقدرتهم على بث الفتن والفساد فى الأرض، وكرههم الشديد للمسلمين، هذا بالإضافة إلى سوء أدبهم مع الله، وقتلهم الأنبياء، كل ذلك واضح فى كتاب الله المحكم الآيات، واستوعب النبى صلى الله عليه وسلم، والمسلمين هذا الدرس الربانى جيدا، فنجحوا فى استئصال هذا المرض السرطانى فى مراحله المبكرة، وطهروا المدينة المنورة من رجسهم، وطاردوهم فى خيبر وتيماء وتبوك، فخرجوا إلى غير رجعة من مناطقنا المقدسة فى أراضى الحجاز.
وعلى خطى النبى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، سار صحابته الميامين، فطهروا القدس الشريف من رجسهم، وافقدوهم القدرة على بث سمومهم فى مجتمعاتنا الإسلامية، وبنفس الخطى سار أبطالنا المسلمين، فكان النصر حليفهم، وما صلاح الدين الأيوبى ببعيد.
زرع الفكر الصهيونى واغتصاب فلسطين، خطط له بنى صهيون، منذ القدم وانتهزوا فترات الضعف العربى، والهوان الإسلامى، بسبب بعدهم عن شرائع دينهم، وفقدان بوصلتهم لخطى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ونجح اليهود الصهاينة فى تكوين عصابات إرهابية فى فلسطين، كالهجانا وشتيرن، التى ارتكبت أفظع الجرائم الإنسانية، فبقرت البطون وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، لتضرب أروع الأمثال للخسة، وانعدام الإنسانية والعنصرية وبكل أسف، وقف إلى جوارهم دول الاستعمار الصليبى، وساعدوهم فى اكتساب شرعية أممية فى الأمم المتحدة، التى اتضح أنها تبدو كما لو كانت أنشئت من أجل قيام دولة إسرائيل الصهيونية.
جرائم الصهاينة فى فلسطين كثيرة ورهيبة، مئات المذابح والقتل الجماعى، أهمها مذبحة دير ياسين، التى أدت إلى الهجرة الجماعية لمئات الآلاف، وربما الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى، وحرق المسجد الأقصى، ومحاولات تدنيسه المتتالية والمتكررة، وامتدت جرائم الصهاينة إلى الدول المجاورة، فكانت مذبحة لقتل ألف أسير مصرى فى سيناء، ومذبحة صبرا وشاتيلا وقانا، وتمددت جرائمهم كالسرطان، ليصيب الأرض، وحتى أشجار الزيتون، وبناء المستوطنات على أنقاض بيوت الفلسطينيين.
كل ذلك تم والحكام العرب فى غيبوبة تامة امتدت إلى قرون، حتى اليوم خلافات داخلية وخلافات بين الدول، وتشتت أدى إلى اندحارهم، وعدم قدرتهم على فعل أى شىء يوقف هذا التمدد السرطانى فى بلادنا، ولم ينجح أى جيش عربى حتى اليوم فى استئصال هذا السرطان، اللهم إلا بعض الانتصارات الجزئية، ويبقى بعدها السرطان فاعلا ونشطا، كأنك يا أبو زيد ماغزيت.
فى الوقت الذى غاب فيه أى عمل عربى مشترك، لوضع خطط فعالة سواء قصيرة الأمد أو متوسطة، أو طويلة الأجل للتخلص من صلف واستكبار الصهاينة فى نفس الوقت، الذى فشلنا فيه لإعداد قوتنا جيدا، لنرهبهم بها، قام اليهود الصهاينة بعمل كل مايلزم لتقوية جيوشهم، وتصنيع أسلحتهم الفتاكة بأنفسهم، وامتلاكهم قوة الردع النووى، وأقولها بكل صراحة نجح الصهاينة فى بث الرعب فى قلوبنا، اللهم إلا فئة قليلة من المجاهدين فى غزة، هم وحدهم الذين نجحوا بأساليب بدائية فى بث الرعب، فى قلوب الصهاينة، وهم يصرخون بأعلى أصواتهم عندما تنطلق صفارات الإنذار فى مستوطناتهم، تحذرهم من صاروخ مصنوع محليا من مواد بدائية.
كل ما حدث فى السابق ويحدث اليوم، وعموم المشهد السياسى والعسكرى والاقتصادى والتواطىء الدولى، وثورات الربيع العربى، ونية إسرائيل المؤكدة فى هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم، كل ذلك يحتم علينا الاتحاد، ووضع خطط حقيقية ورصد الاموال الكافية لهذه الخطط. خطط سريعة لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى القدس وغزة والضفة الغربية، خطط سريعة لربط علاقات التعاون مع الغرب، بمواقفهم منى قضية العرب والمسلمين الأولى، وعمل حشد دولى لتأييد مطالب الشعب الفلسطينى، وخطط طويلة الأمد لبناء قدرات عربية فعالة، وحقيقية لإنتاج احتياجاتنا من الغذاء والسلاح بكل أنواعه، حتى لا نقع فريسة للابتزاز الغربى الذى شربنا من كؤوسه على مدى قرون، منذ وعد بلفور المشؤوم،
هذا ليس بمستحيل فقد سبقتنا دول إسلامية وغير إسلامية كثيرة فى التخلص من قيود الضعف والوهن و النجاح اقتصاديا وعسكريا، وأنتجت سلاحها بسواعد أبنائها حتى الطاقة النووية، ومن ثم السلاح النووى، هذا ليس مستحيلا، وخاصة بعد صحوة الشعوب وكسر قيود الاستبداد وخلع عتاة الحكم المستبدين، هذا غير مستحيل ونحن نمتلك آلاف العلماء على مستوى العالم، للمشاركة فى بناء نهضة عربية متكاملة من خلال تقدم تكنولوجى رائع، هذا غير مستحيل والعرب يملكون كل شىء البشر والمال والعقول، فقط كل مانحتاجه هو أن يصحو حكامنا من ثباتهم العميق، ويمتلكون إرادتهم لفعل ما يريدون وتحقيق أحلام شعوبهم.
والسؤال الآن متى سيستيقظ حكامنا الميامين؟، أعتقد أنهم لن يستيقظوا إلا يوم يفاجؤهم الصهاينة ببناء هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى الأسير، ويومها لن ينفع البكاء والعويل ولطم الخدود، اللهم أنى بلغت اللهم فاشهد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة