د.نيازى مصطفى

حكومة بلا خيال

الخميس، 22 نوفمبر 2012 05:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعرت بسعادة كبيرة وحيرة عندما طلب منى الأستاذ خالد صلاح، رئيس تحرير موقع "اليوم السابع" كتابة عامود أسبوعى فى هذا الموقع الإخبارى الهام، الذى يعتبر الأول فى مصر ويقرؤه الملايين من المصريين، ورغم أننى لست صحفيًا إلا أننى سعدت بذلك، واحترت كثيرًا من أين أبدأ؟ وما هى الكلمات الأولى لى التى أوجهها لبنى وطنى؟ فالقضايا التى تحيط بنا كثيرة ومتشعبة وكل منها يحتاج إلى الكثير من المناقشات والاقتراحات حتى نضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح.

وقد اخترت أن أبدأ أول عمود لى صاخبا ومشاغبا فى أن أقول رأيى حول أداء حكومتنا منذ بداية تشكيلها وحتى الآن.

إن من أكثر أخطاء حكومتنا الحالية هوعدم تحديد الأولويات التى يجب علينا أن نبدأ بها الخطوات، التى لابد أن تكون البدايات.. إن كل وزير من وزراء الحكومة الحالية لم يحدد ما هى القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للمواطنين ليبدأ بها فقط يعمل كل منهم على رد الفعل أو بالقصور الذاتى.
لو أن كلا منهم قد حدد القضايا المجتمعية الهامة لحياة المواطنين وبدأ فى معالجتها والاستعانة بالخبرات المصرية من مختلف الأطياف، لكنا فى حال غير ما نعيشه الآن.

إن حكومتنا الحالية تفتقد إلى الخيال الذى أراه شيئًا لازمًا لهذه المرحلة من عمر أمتنا، ذلك الخيال الذى يدفع المجتمع إلى الإبداع والتقدم.

لقد أتعبنا كثيرًا ممن نراهم كل يوم فى القنوات الفضائية على اختلافها، وإننا سوف نرى وسوف نسمع وسوف نكون دون أى إيضاح كيف سيتم تحقيق ذلك؟! وكأنهم سوف يحققون ذلك وحدهم من دوننا، وكأنه وطنهم وحدهم وليس وطننا.

كنا نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا كل الانتقادات، التى كانت لحكومة الدكتور كمال الجنزورى ـ السابقة على الحكومة الحاليةـ وأن الموازنة العامة للدولة بها الكثير والكثير، وأنها لابد من تعديلها وتغييرها، وأن الشعب يريد حكومة وحدة وطنية لإعادة بناء هذه الدولة من جديد.

وعقب تولى الرئيس محمد مرسى مهام منصبه أملنا أن نرى تلك الحكومة الخيالية التى ستفعل كل شيء لإرضاء المواطن المصرى الذى عانى طويلاً ويستحق أن يعيش فى وضع أفضل كثيرًا مما هو فيه الآن.

إلا أننا فوجئنا بهذه الحكومة التى نستطيع أن نقرر بحق أنها حتى لا تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين، فهى حكومة غير قادرة عن التعبير عن نفسها أو إقناع أى من المصريين بها، فهى حكومة اليد العاجزة والأفكار المشتتة وقلة الحيلة.

إن تلك الحكومة لم تقدم حتى الآن أى قانون له تأثير مجتمعى أو معالجة لمشكلة من المشكلات المزمنة، التى يعانيها كل المصريين.

حتى إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمرصود يوميًا من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تقف أمامه موقف المشاهد رغم وجود الآلية والأدوات التى تمكنها من معالجة الموقف.

إن ما تقوم به تلك الحكومة هو بعينه الجريمة السلبية، وهى أن ترى ما يحدث للشعب دون أن تحرك ساكنًا.
كانت لدى الحكومة فرصة بأن تصدر حزمة التشريعات، التى تريدها وبخاصة أن الرئيس مرسى يمتلك سلطة التشريع إلى جانب السلطة التنفيذية، ولكنها تضيعها بكل تأكيد.

إننى أتحدى أى مواطن مصرى يذكر قانونًا واحدًا تقدمت به الحكومة منذ تشكيلها كان له أثر أو ترك انطباعًا لديه.

إننا لا نريد أن نحمل أى إنسان فوق ما يحتمل، ولا نريد فى الوقت ذاته أن نعلق ترددنا وخيبتنا على شماعة الآخرين.

فلا حجة لهذه الحكومة بأنها ورثت تركة ثقيلة وخطايا وأخطاء الآخرين، فهى حال توليها شئون الحكم كانت تعلم ذلك جيدًا، وتعلم ثقل التركة وقبلتها، وإذا كانت لا تعلم فهى مصيبة كبرى ولا شك.

لا نقبل من الحكومة أى حجج، فلديهم كل السلطات وكل الصلاحيات وعليهم أن يشعروننا بالتغيير للأفضل يومًا بعد يوم.
نعم، لقد ارتفع سقف طموحات وأحلام المصريين جميعًا، وأعتقد أننا شعب يستحق تلك الطموحات والأحلام.

إننا نريد من هذه الحكومة مكافحة الفساد فى الهيئات والمصالح الحكومية ومعالجة قانون البناء والهدم وإصدار قانون الحريات النقابية والجمعيات الأهلية وقانون الاستثمار وحماية المنافسة ومنع الاحتكار ومنع التمييز وتحفيز المستثمرين الوطنيين والأجانب وهذه مجرد أمثلة فقط لما يجب أن تبدأ به الحكومة.

لقد أفرزت الثورة أجمل ما فى مصر بعد خلع الرئيس السابق، وسرعان ما أفرزت الثورةـ أيضًاـ أسوأ ما فى مصر مما نراه الآن فى سلوكيات بعضنا.

علينا أن نستعيد معًا بإرادة مشتركة وتكاتف من الجميع أخلاقنا التى ضاعت وإرادتنا التى لا تنكسر ورغبتنا فى الحياة الأفضل فى ظل مصر جديدة بحكومة جديدة.

* رئيس لجنة العمل والعمال بالمصريين الأحرار





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سليمان صلاح

أهلا بكم مشاركين على الموقع !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة